أعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد الليهان أمس عن استيائه من قيام تركيا ببناء سدود على الأنهار الحدودية بين البلدين وسط تضاؤل الموارد المائية وتغير المناخ، وذلك فيما تواجه السلطات الإيرانية انتقادات من سكان محافظاتها الغربية بسبب سياستها في توزيع المياه.
ونقلت (إرنا) الرسمية عن عبد اللهيان قوله للنواب «إنه ليس من المقبول لإيران أن تقوم تركيا بإجراءات في مجال بناء السدود تكون نتيجتها مشاكل للشعب الإيراني وشعوب المنطقة ونعلن بصوت عال معارضتنا لهذه الإجراءات».
واستدعى البرلمان الإيراني عبد اللهيان للرد على أسئلة النائب عن مدينة مهاباد في محافظة آذربيجان الغربية، المجاورة للمثلث الحدودي في إقليم كردستان العراق وتركيا.
وقال عبد اللهيان للنواب «ناقشت مع وزير الخارجية التركي في الأشهر الأخيرة ثلاث مرات على الأقل هذه القضية وطلبت منه إيلاء الاهتمام الجاد تجاه ما يجري بشأن بناء السدود على نهر أراس الحدودي» الذي ينبع بالقرب من أرضروم قبل أن ينضم إلى نهر كورا ويصب في بحر قزوين.
وأقر عبد اللهيان بأنه «لم يكن هناك اتفاق ثنائي بين طهران وأنقرة بشأن التعاون المائي في الماضي، لكننا قدمنا طلباً إلى الحكومة التركية قبل أربعة أشهر لإنشاء لجنة مياه ثنائية مشتركة لمعالجة المخاوف في هذا المجال».
ونقل الموقع الرسمي للبرلمان «خانه ملت» عن رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف أن «نظرة إيران لديها أبعاد أمنية تتعلق بالأمن القومي».
يأتي تصريح عبد اللهيان بعدما واجهت الحكومة انتقادات من نواب بسبب تباطئها في تفعيل «دبلوماسية المياه» وهي أحد الوعود التي أطلقتها الحكومة في بداية تولي مهامها في أغسطس (آب) الماضي.
وشدد عبد اللهيان الأسبوع الماضي على أهمية تسريع التعاون في شكل «لجنة المياه المشتركة» للتعامل مع مشكلة التغير المناخي والمياه، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
يأتي هذا وسط أنباء عن عزم العراق على رفع دعوى قضائية ضد إيران في الأوساط الدولية بسبب خلافات حول المياه.
وطالب الرئيس العراقي برهم صالح أول من أمس بتنظيم ملف المياه بين العراق ودول الجوار، انطلاقا من مبادئ حسن الجوار ومراعاة المصالح المشتركة.
على مر السنين، قامت إيران وتركيا ببناء العديد من السدود، مما قلل من مصادر المياه الرئيسية في العراق. ويهدد بناء تركيا لسد على نهر أراس الحدودي مع إيران أيضًا ما يصل إيران من مياه.
وقع العراق وسوريا اللذان يتقاسمان نهري دجلة والفرات، على «الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة للأنهر غير الملاحية العابرة للحدود لسنة 1997»، لكن الجارتين تركيا وإيران لم تفعلا الاتفاق.
وتتخوف السلطات الإيرانية من تجدد احتجاجات شهدتها من المدن العربية في محافظة الأحواز جنوب غربي البلاد خلال الأيام الأخيرة، خاصة بعد العواصف الترابية التي شهدتها المنطقة الغربية في إيران، في وقت سابق من هذا الشهر.
وينتقد سكان المحافظة ذات الأغلبية العربية بتشييد العديد من السدود وحفر أنفاق لتحويل مجرى الأنهار إلى عمق الأراضي الإيرانية.
ويحذر خبراء في إيران منذ سنوات من مخاطر ما يصفونه بـ«إفلاس مائي» بسبب السياسة التي تتبعها السلطات في توزيع المياه وإقامة مصانع في مناطق تصنف على أنها جافة وتعتمد على المياه الجوفية في الزراعة التقليدية. ومن بين تلك المناطق محافظة أصفهان التي تستهلك كميات كبيرة من المياه من أجل تبريد المصانع بينما يعاني المزارعون من جفاف نهر زاينده رود، الأمر الذي تسبب في احتجاجات. كما شهدت محافظة تشهار محال بختياري في غرب البلاد، احتجاجات ضد تحويل مجرى الأنهار.
إيران ترفض بناء تركيا سدوداً على أنهار حدودية
إيران ترفض بناء تركيا سدوداً على أنهار حدودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة