احتجاجات في العراق مطالبة بفرص العمل والرواتب المتأخرة

تعرض أحد المتظاهرين للحرق أمام مبنى محافظة الناصرية

TT

احتجاجات في العراق مطالبة بفرص العمل والرواتب المتأخرة

شهدت 3 محافظات في جنوب ووسط وشمال العراق موجة جديدة من الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة بتوفير الوظائف ودفع الرواتب المتأخرة للموظفين. وتحدثت الأنباء الواردة من محافظة ذي قار الجنوبية عن تعرض أحد المتظاهرين الخريجين إلى الحرق أمام مبنى المحافظة في الناصرية؛ مركز المحافظة.
وعمد المئات من خريجي كليات الهندسة، أمس، إلى إغلاق دائرة المنتجات النفطية في ذي قار بالإطارات المحترقة ونصبوا خياماً للاعتصام مطالبين بتوظيفهم. وفي أمر مماثل تجمع المئات من المتعاقدين أمام مبنى مديرية التربية، مطالبين بتوظيفهم على الملاك الدائم. وعمد أيضاً الخريجون غير المتعاقدين إلى التظاهر وإغلاق مبنى مديرية التربية للمطالبة بتوفير عقود عمل لهم. ويعتصم المتعاقدون مع «مشروع تثبيت الكثبان الرملية» في قضاء الفجر في ذي قار منذ أسابيع أمام المبنى وقاموا بإغلاقه مرات عدة احتجاجاً على فسخ عقودهم وقطع مرتباتهم.
وتشهد محافظة ذي قار ومركزها محافظة الناصرية التي تعدّ أحد المعاقل الرئيسية للحراك الاحتجاجي عام 2019، منذ سنوات مظاهرات شبه يومية تتوزع أهدافها بين المطالبة بالتعيين، ومحاربة الفساد، وتحسين الخدمات البلدية، ومحاسبة قتلة المتظاهرين. ويحذر بعض الناشطين من موجة جديدة من المظاهرات في وسط وجنوب البلاد إذا ما استمرت القوى السياسية في بغداد بإدامة حالة الانسداد القائمة ومواصلة الإخفاق في تشكيل الحكومة.
وتعد ذي قار من بين أفقر محافظات الجنوب؛ إذ تصل نسبة الفقر فيها إلى نحو 47 في المائة من عدد السكان، طبقا لإحصاءات رسمية. وأمس، سجلت المحافظة أعلى نسبة إصابات بمرض الحمى النزفية بواقع 29 من مجموع 55 إصابة في عموم البلاد.
وفي ذي قار أيضاً، نفت خلية الإعلام الأمني، أمس، الأنباء التي تتردد عن وفاة العقيد الركن فهمي حسين الذي تعرض لإصابة خطيرة في هجوم بقنبلة يدوية نفذه مطلوب للقضاء في قضاء الشطرة شمال المحافظة قبل بضعة أيام. وقالت الخلية في بيان: «تتابع بشكل يومي الحالة الصحية لآمر اللواء الثاني - قوات خاصة العقيد الركن فهمي حسين الذي أصيب خلال أدائه الواجب بقنبلة يدوية في قضاء الشطرة شمال محافظة ذي قار. وبفضل الله، هناك استقرار في حالته الصحية، ومن المؤمل أن تقوم الكوادر الطبية بإجراء عملية جراحية له خلال الأسبوع الحالي». وأشارت إلى أن «الجهات الأمنية المختصة رصدت عدداً من صفحات التواصل الاجتماعي تروج لأخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة عن استشهاد الضابط البطل متأثراً بإصابته. المطلوب توخي الدقة في نقل المعلومات وعدم بث الشائعات؛ خاصة فيما يتعلق بالقضايا والأمور الأمنية».
وبالعودة إلى شرق وشمال البلاد، تظاهر أمس ولليوم الثاني على التوالي خريجو المعاهد التقنية في محافظة ديالى (شرقاً) مطالبين السلطات بتوفير فرص العمل والتوظيف.
وفي محافظة السليمانية (شمالاً) التابعة لإقليم كردستان، واصل أساتذة وموظفو جامعة السليمانية، أمس، احتجاجاتهم على تأخر تسلم مستحقاتهم لشهر مارس (آذار) الماضي. وأبدى بعض المتظاهرين استغرابهم من توزيع مرتبات نظرائهم في محافظتي أربيل ودهوك فقط. وقام المحتجون بقطع الطريق الرئيسية الرابطة بين محافظتي السليمانية وكركوك، فضلاً عن تهديدهم بإعلان الإضراب العام في حال لم يتم تسليمها لهم.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.