لقد انتظر تنس الرجال لأكثر من عقد من الزمان حتى يظهر لاعب لديه الإمكانات والثبات الذهني لتهديد إنجازات «الثلاثة الكبار» الإسباني رافائيل نادال والسويسري روجر فيدرر والصربي ونوفاك ديوكوفيتش الذين سيطروا على اللعبة خلال الحقبتين الأخيرتين.
وأظهر الإسباني اليافع كارلوس ألكاراز، أن هذا الانتظار قد ينتهي أخيراً بعروضه القوية وتتويجه بطلاً لدورة دورة مدريد للماسترز (ذات ألف نقطة) بعد سحقه الألماني ألكسندر زفيريف المصنف ثانياً 6 - 3 و6 - 1 في المباراة النهائية، وموجهاً رسالة قوية إلى جميع منافسيه قبل انطلاق بطولة رولان غاروس، ثانية البطولات الأربع الكبرى، المقررة في 22 مايو (أيار) الحالي بباريس.
وخاض ألكاراز دورة مثالية على ملاعب ترابية، مطيحاً مواطنه الأسطورة نادال في ربع النهائي ثم الصربي ديوكوفيتش الأول عالمياً في نصف النهائي قبل أن يجهز على زفيريف في النهائي في 62 دقيقة فقط.
وصعد ألكاراز بفضل هذا التتويج إلى المركز السادس عالمياً بعمر التاسعة عشرة فقط، علماً بأنه حقق لقبه الخامس في مسيرته القصيرة حتى الآن وبات أصغر لاعب يحقق هذا العدد من الألقاب منذ نادال بالذات عندما كان الأخير في سن الثامنة عشرة.
وقال ألكاراز عقب التتويج «في الوقت الحالي أحاول أن أستوعب كل ما أمر به... يعتقد الناس أنني سأكون أحد المرشحين للفوز بلقب رولان غاروس هذا العام، لا أشعر بالتوتر بل أمتلك الحافز».
وأضاف «أتطلع حقاً للذهاب إلى باريس، والقتال من أجل لقب في البطولات الأربع الكبرى، آمل حقاً بإظهار مستواي الرائع في بطولة كبرى أيضاً».
وكان ألكاراز خارج قائمة أفضل 100 لاعب منذ عام واحد، لكنه بات الآن ضمن العشرة الأفضل بعدما حطم الأرقام القياسية هذا الموسم.
وفي غضون أيام قليلة في مدريد، نجح ألكاراز في خطف الأنظار بشكل كبير عقب تفوقه على نادال، الحاصل على 21 لقباً في البطولات الأربع الكبرى، وديوكوفيتش الأول عالمياً ليصبح ثاني أصغر لاعب يفوز بلقبين في بطولات المحترفين من فئة ألف نقطة. كما أصبح أصغر لاعب منذ بدء البطولات والدورات بنظامها الحالي في 1990، يفوز على ثلاثة لاعبين من المصنفين الخمسة الأوائل في دورة واحدة.
وفي الوقت الذي قد يبدو فيه ألكاراز خليفة مواطنه نادال، فإنه يعتبر أن أسلوبه يبدو أقرب للأسطورة فيدرر. وأثار تألق ألكاراز ضجة بين العديد من اللاعبين، حتى أن منافسه الألماني زفيريف وصفه بأنه «أفضل لاعب في العالم الآن».
ومع ذلك، أظهر ألكاراز تحليه بالتواضع وتمسّك بشعار التعلم من هزائمه، حتى لو كانت قليلة ومتباعدة في الفترة الأخيرة، وقال «أنظر إلى نادال وديوكوفيتش وفيدرر، كلهم أبطال يسعون للتطور دائماً، وهذا السبب في أنهم جيدون جداً... وهذا ما أريد أن أفعله». وبعد التتويج في مدريد أيضاً عادت التونسية أنس جابر إلى المركز السابع الأفضل لها في تصنيف رابطة المحترفات الصادر أمس متقدمة ثلاثة مراتب.
ولم يسبق لجابر (27 عاماً) قبل مدريد أن بلغت نهائي إحدى دورات الألف نقطة ونجحت في أول محاولة بتحقيق اللقب.
وتبدّلت كل المراكز في قائمة الـ18 الأوليات باستثناء الصدارة التي حافظت عليها الشابة البولندية إيغا شفيونتيك، في حين عادت التشيكية باربورا كرايتشيكوفا إلى الوصافة على حساب الإسبانية باولا بادوسا.
ألكاراز بطل «مدريد» خطر يهدد سطوة لاعبي التنس الكبار
الإسباني اليافع أطاح ثلاثة من المصنفين الخمسة الأوائل وبات مرشحاً للقب رولان غاروس
ألكاراز بطل «مدريد» خطر يهدد سطوة لاعبي التنس الكبار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة