إردوغان: لن نرمي اللاجئين السوريين في أحضان القتلة

عودة التصعيد ضد «قسد» عقب زيارة وزير الدفاع التركي للحدود

عمال موسميون معظمهم من اللاجئين السوريين يقطّعون الطماطم لتجفيفها غرب تركيا (إ.ب.أ)
عمال موسميون معظمهم من اللاجئين السوريين يقطّعون الطماطم لتجفيفها غرب تركيا (إ.ب.أ)
TT

إردوغان: لن نرمي اللاجئين السوريين في أحضان القتلة

عمال موسميون معظمهم من اللاجئين السوريين يقطّعون الطماطم لتجفيفها غرب تركيا (إ.ب.أ)
عمال موسميون معظمهم من اللاجئين السوريين يقطّعون الطماطم لتجفيفها غرب تركيا (إ.ب.أ)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن بلاده لن تطرد اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، ولن ترميهم في أحضان «القتلة»، وانتقد بعض أحزاب المعارضة التي تستغل ملف اللاجئين السوريين للضغط على حكومته.
وقال إردوغان خلال فعالية اقتصادية، عقدت في أنقرة، أمس (الاثنين)، قبل ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء التركي، حيث جرت مناقشة خطة أعلن عنها الأسبوع الماضي لتمكين مليون لاجئ سوري من العودة إلى مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال وشمال شرقي سوريا، إننا «أبناء ثقافة تدرك جيداً معنى المهاجرين والأنصار... بإمكان اللاجئين السوريين العودة إلى بلادهم متى أرادوا، أما نحن فلن نطردهم من بلادنا أبداً».
وأكد إردوغان، أن أبواب تركيا مفتوحة للسوريين، قائلاً «سنواصل استضافتهم ولن نرميهم في أحضان القتلة (في إشارة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد)».
وناقش اجتماع الحكومة التركية برئاسة إردوغان، أمس، خطة سبق أن أعلن عنها الأسبوع الماضي لإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم «طوعاً».
وكان إردوغان قد قال، إن بلاده تجري التحضيرات اللازمة لمشروع شامل يتيح العودة الطوعية لمليون سوري إلى بلادهم، سيتم تنفيذه بدعم من منظمات مدنية تركية ودولية، في 13 منطقة، على رأسها أعزاز، وجرابلس، والباب، وتل أبيض ورأس العين، بالتعاون مع المجالس المحلية في تلك المناطق، ويشمل بناء مرافق متنوعة مثل المدارس والمستشفيات والمساجد وورش العمل. وأضاف الرئيس التركي، خلال مشاركته عبر رسالة مصورة في مراسم تسليم منازل مبنية من الطوب في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، شارك فيها وزير الداخلية سليمان صويلو، أن نحو 500 ألف سوري عادوا إلى المناطق الآمنة التي وفّرتها تركيا منذ إطلاق عملياتها العسكرية في سوريا عام 2016.
وتحدثت وسائل إعلام قريبة من الحكومة التركية، مؤخراً، عن خطط لإعادة لاجئين سوريين إلى بلادهم، مشيرة إلى تحسن ظروف الحياة في مناطق سيطرة المعارضة، والخطط التي يتم العمل عليها لتشجيع «العودة الطوعية» وتأمين السكن والخدمات التي تضمن إعادة اللاجئين السوريين.
وذكرت، أنه إلى جانب مشاريع المنشآت الصناعية المنظمة في مناطق عمليات «درع الفرات» و«غصن الزيتون» و«نبع السلام»، أتمت الحكومة التركية كل الدراسات اللازمة لبناء 200 ألف منزل، بتمويل قطري، في المناطق نفسها، وتم طرحها للمناقصات. ولفتت التقارير إلى أن تسارع وتيرة المحادثات بين أنقرة والنظام السوري يهدف إلى مناقشة ملفين رئيسيين، هما «اللاجئون» و«مشكلة وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، والتي تعدها تركيا امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه تنظيماً إرهابياً.
وسبق أن قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه يمكن لبلاده أن تتعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد في قضايا الإرهاب والهجرة، دون الاعتراف به، أسوة بما تتبعه مع حركة «طالبان» في أفغانستان، مؤكداً أن بلاده تدعم وحدة الأراضي السورية، لافتاً إلى أن الجيش السوري بدأ في الفترة الأخيرة محاربة الوحدات الكردية، التي قال، إنها «تخطط لتقسيم سوريا». وقال الوزير التركي، إن بلاده بدأت مرحلة جديدة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بـ«شكل طوعي وآمن»، بالتعاون مع لبنان والأردن والعراق.
وشككت المعارضة التركية في جدوى خطط إردوغان، قائلة إنها مزيفة وتهدف إلى إلهاء الرأي العام، في حين اعتبرت نيغار غوسيكل، مديرة برنامج سوريا في مجموعة الأزمات الدولية، أن هناك احتمالاً ضئيلاً لعودة اللاجئين إلى سوريا بإرادتهم بسبب التباين الكبير في فرص العمل والرعاية الصحية المجانية والمدارس في تركيا ومثيلتها في المناطق التي تقول أنقرة، إنها أمّنتها عبر العمليات العسكرية في الشمال السوري، متسائلة «من سيغادر طوعاً الأماكن المتوفرة فيها الاحتياجات الأساسية إلى أماكن من المحتمل عدم توافرها فيها». وحذرت من أن التعهد بإرسال السوريين إلى بلادهم ليس حلاً، بل سيرفع من توقعات الرأي العام في تركيا ولن يتم الوفاء به.
في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، تحييد 12 من عناصر «قسد» حاولوا الهجوم على نقاط تركية في مناطق عمليات نبع السلام ودرع الفرات وغصن الزيتون، شمال سوريا، بفضل التدخل الناجح لعناصر قوات الكوماندوز. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن القوات التركية نفذت قصفاً صاروخياً، وبالرشاشات الثقيلة، على قرية معلق وطريق حلب – اللاذقية الدولي (إم 4) في الريف الغربي لناحية عين عيسى، عاصمة الإدارة الذاتية الكردية، في شمال محافظة الرقة. وأضاف، أن القوات التركية قصفت بالمدفعية الثقيلة، قرى ومناطق خاضعة لسيطرة القوات الكردية والنظام، شمال حلب.
ويشكل القصف التركي عودة إلى التصعيد، الذي استمر معظم شهر أبريل (نيسان) الماضي، ضد «قسد»، ولم يتوقف إلا أياماً قليلة؛ وذلك غداة جولة تفقدية قام بها وزير الدفاع، خلوصي أكار، لمناطق الحدود التركية - السورية أول من أمس، أكد خلالها، أن القوات التركي لن تسمح بإقامة «ممر إرهابي» على الحدود الجنوبية.



الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

TT

الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)
لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)

قتل الجيش الإسرائيلي 16 فلسطينياً، على الأقل، في هجمات جوية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفق ما أعلن مستشفى العودة في المخيم، اليوم الخميس.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، قال مستشفى العودة بالنصيرات، في بيان صحافي: «جرى نقل جثث لـ16 فلسطينياً؛ بينهم أطفال ونساء، غالبيتهم وصلوا أشلاء، جراء هجمات من الطيران الحربي الإسرائيلي على مناطق مختلفة في المخيم».

وأضاف المستشفى أنه جرى نقل عشرات الجرحى إلى المستشفى؛ لتلقّي العلاج، بينهم حالات بتر في الأطراف، وإصابات في الجزء العلوي من الأجساد، مما استدعى طلب المستشفى من المواطنين التبرع بالدم.

وقال شهود عيان في المخيم إن الجيش الإسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين كانوا في منطقة أرض المفتي بالمخيم، ما أدى إلى مقتل عدد منهم، في حين قصف الجيش عدداً من المنازل السكنية فوق رؤوس ساكنيها، واستهدف تكية خيرية لإعداد الطعام المجاني للنازحين في المخيم.

يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في شمال قطاع غزة، حيث قتل أربعة فلسطينيين، على الأقل، في قصف استهدف منزلين سكنيين في بلدة بيت لاهيا، شمال غزة.

وفي محيط مستشفى كمال عدوان، استهدف الجيش الإسرائيلي تجمعاً للفلسطينيين، مما أدى إلى مقتل فلسطينيين اثنين على الأقل.

وفي مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، قالت مصادر طبية إن الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينياً، على الأقل، في قصف استهدف منزله، في حين لم يجرِ الإبلاغ عن أي إصابات.