الانقسام المحدود لخلايا المناعة سبب محتمل لوفيات كبار السن بـ«كورونا»

اكتشفه فريق بحثي من جامعة واشنطن

امرأة مسنة تنتظر في مركز لقاح في هونغ كونغ (إ.ب.أ)

تعتمد كفاءة جهازك المناعي على مكافحة «كوفيد - 19»، مثل أي عدوى، إلى حد كبير، على قدرته على تكرار الخلايا المناعية الفعالة في تدمير فيروس كورونا المستجد، الذي يسبب المرض. ولا يمكن إنشاء هذه الخلايا المناعية المستنسخة إلى ما لا نهاية، والفرضية الرئيسية لدراسة جديدة أجرتها جامعة واشنطن الأميركية، ونشرتها دورية «ذا لانسيت بايوميدسين»، هي أن «قدرة الجسم على تكرار هذه الخلايا تتضاءل بشكل كبير في الشيخوخة».
ووفقاً لنموذج تم إنشاؤه بواسطة جيمس أندرسون، الأستاذ بجامعة واشنطن، قد يكون هذا الحد المحدد مسبقاً وراثياً على نظام المناعة لديك، هو المفتاح لسبب تأثير «كوفيد - 19» المدمر على كبار السن.
ويقول أندرسون في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة واشنطن في 7 مايو (أيار) الحالي «عندما ينقسم الحمض النووي في انقسام الخلية المناعية، فإن الغطاء النهائي بالحمض النووي، الذي يسمى (التيلومير) يصبح أقصر قليلاً مع كل انقسام، وبعد سلسلة من الانقسامات للخلية، يصبح أقصر من اللازم ويؤدي ذلك إلى توقف المزيد من الانقسام، وليس كل الخلايا أو كل الكائنات لديها هذا الحد، لكن الخلايا المناعية في البشر تتمتع بهذه الحياة الخلوية».
ويمتد نظام المناعة لدى الشخص العادي بشكل جيد جداً على الرغم من هذا الحد، حتى يبلغ من العمر 50 عاماً تقريباً. ويوضح أندرسون، أن ذلك يحدث عندما تقوم خلايا مناعية أساسية كافية، تسمى الخلايا التائية، بتقصير «التيلوميرات» ولا يمكنها استنساخ نفسها بسرعة من خلال الانقسام الخلوي بأعداد كبيرة بما يكفي لمهاجمة فيروس كورونا المستجد والتخلص منه، والذي يتميز بخاصية تقليل أعداد الخلايا المناعية بشكل حاد، مضيفاً أن الأهم من ذلك، أن «أطوال (التيلومير) موروثة من والديك، وبالتالي، هناك بعض الاختلافات في هذه الأطوال بين الأشخاص في كل عمر، بالإضافة إلى العمر الذي يصبح عليه الشخص قبل استخدام هذه الأطوال في الغالب».
ويقول أندرسون، إن الاختلاف الرئيسي بين هذا الفهم للشيخوخة، والذي له عتبة معينة عندما ينفد جهاز المناعة لديك من طول التيلومير الجماعي، وفكرة أننا جميعاً نتقدم في العمر باستمرار بمرور الوقت هو الاكتشاف «الأكثر إثارة» في بحثنا.
ولبناء هذا النموذج، استخدم الباحثون البيانات المتاحة للجمهور حول وفيات «كوفيد - 19» من مركز السيطرة على الأمراض ومكتب الإحصاء الأميركي، ودراسات حول «التيلوميرات»، والتي نُشر العديد منها من قِبل المؤلفين المشاركين بالدراسة على مدار العقدين الماضيين. ويوضح، أن تجميع معلومات طول «التيلومير» عن شخص أو مجموعة ديموغرافية محددة يمكن أن يساعد الأطباء على معرفة من هو أقل عرضة للإصابة، وبعد ذلك يمكنهم تخصيص الموارد، مثل جرعات اللقاح المعززة، والتي يوصى بأن تخصص للسكان والأفراد أكثر عرضة للإصابة بـ«كوفيد - 19».