لبنان يختتم اقتراع المغتربين بإقبال... ورقابة دولية

وزير الداخلية: لم نرَ مقاطعة... وانقسام بين «التغييريين» ومناصري الأحزاب

صورة وزعتها الرئاسة اللبنانية لعون وبوحبيب في الخارجية أمس (أ.ف.ب)
صورة وزعتها الرئاسة اللبنانية لعون وبوحبيب في الخارجية أمس (أ.ف.ب)
TT

لبنان يختتم اقتراع المغتربين بإقبال... ورقابة دولية

صورة وزعتها الرئاسة اللبنانية لعون وبوحبيب في الخارجية أمس (أ.ف.ب)
صورة وزعتها الرئاسة اللبنانية لعون وبوحبيب في الخارجية أمس (أ.ف.ب)

أنجز لبنان أمس (الأحد) المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات المغتربين، حيث أدلى عشرات الآلاف بأصواتهم في 48 بلداً حول العالم، وسط رقابة من الاتحاد الأوروبي، وانقسام بين المغتربين اللبنانيين بين مقترعين لـ«التغيير»، وآخرين اقترعوا لصالح قوى سياسية، وعبروا عن ذلك في تغريدات وتصريحات إعلامية.
ودُعي أمس الأحد أكثر من 194 ألف مغترب لبناني مسجلين في 48 دولة أخرى حول العالم بينها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والدول الأوروبية والإمارات العربية المتحدة، للمشاركة في جولة ثانية من انتخابات اللبنانيين المنتشرين في الخارج.
وأقامت وزارة الخارجية غرفة عمليات لمتابعة الاقتراع في الخارج، ومن ضمنها شاشات تنقل مباشرة عمليات الاقتراع من الأقلام المنتشرة في الخارج، وتفقدها الرئيس اللبناني ميشال عون أمس للاطلاع على وقائع المرحلة الثانية من عملية اقتراع اللبنانيين المنتشرين التي انطلقت في أستراليا، واختتمت في القارة الأميركية.
وشدد عون على أهمية الإنجاز الذي تقوم به وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة الداخلية والبلديات والمعنيين بمتابعة سير عملية انتخابات اللبنانيين في دول الانتشار، متمنيا أن تنتهي هذه الانتخابات من دون مشاكل أو اعتراضات. وجدد التأكيد أن الانتخابات النيابية في الداخل ستجرى في موعدها، لافتا إلى أنه لو اعتمدت «الميغاسنتر» لكانت سهلت على المواطنين الكثير من التنقل وحققت مشاركة واسعة.
من جهته، أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي بعد تفقده غرفة العمليات لمتابعة اقتراع اللبنانيين في الخارج في وزارة الخارجية، أن «ما يحصل هو مهرجان لبناني في الخارج»، مشيراً إلى «أننا وفينا بما وعدنا به وحضرنا للانتخابات بطريقة جيدة وأفضل من الظروف التي نعيشها». ولفت مولوي إلى أن «المؤشرات جيدة جدا ولم نر أي مقاطعة للانتخابات»، مشيراً إلى أن «الإقبال كثيف ونسب الاقتراع مرتفعة». وتطرق إلى الإجراءات لضمانة الشفافية قائلاً: «اللوائح مرقمة ولا نسخات أخرى من الممكن أن يتسلمها أحد ورئيس القلم يسلم في نهاية اليوم النسخ بالأرقام».
وجاءت الانتخابات البرلمانية بعد انتفاضة شعبية عارمة شهدها لبنان خريف 2019 طالبت بتنحي الطبقة السياسية وحملتها مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة. وينظر كثيرون إلى الانتخابات كفرصة لتحدي السلطة، وهو ما جرى التعبير عنه في إقبال كبير على صناديق الاقتراع في أكثر من دولة.
وقال وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب إن هناك في المجمل أكثر من 205 مراكز اقتراع حول العالم معظمها في السفارات والبعثات الدبلوماسية اللبنانية.
وكانت الانتخابات أمس، المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات المغتربين التي انطلقت الجمعة في الدول التي تعتمد الجمعة يوم عطلة رسمية، وبلغت نسبة المشاركة فيها 59 في المائة مقابل 56 في المائة في الانتخابات الماضية عام 2018، وبلغ عدد المسجلين للتصويت في هذه الدورة، أكثر من 225 ألف مغترب. وأعلن بوحبيب أرقام نسبة الاقتراع بعد ظهر أمس، وهي أرقام تبدلت مع فارق التوقيت. وأشار إلى أنه في أبوظبي هناك 5142 ناخبا اقترع منهم 3250، أي أن نسبة التصويت بلغت 63 في المائة، أما في دبي فقد اقترع 10424 من أصل 19924 ناخبا بنسبة 52 في المائة، قبل أن تعلن وسائل إعلام محلية عن إقبال كثيف جداً على قنصلية دبي مع غروب الشمس للمشاركة في الانتخابات.
وتضم دول أوروبا نحو 70 ألف ناخب مسجلين اقترع منهم أكثر من 20 ألفاً حتى بعد الظهر، بنسبة 27.3 في المائة، فيما اقترع 3700 من أصل 17500 ناخب في أفريقيا بنسبة 21 في المائة. وجرى الاقتراع أمس، تحت رقابة منظمات دولية ومحلية. وأعلن نائب رئيس المراقبين في الاتحاد الأوروبي ياريك دوماينسكي اليوم بعد زيارة تفقدية إلى غرفة العمليات في وزارة الخارجية والمغتربين في بيروت، أننا «نشرنا 16 فريقا لمراقبة انتخابات اللبنانيين مباشرة في الخارج في 13 بلدا أوروبياً».
وأوضح دوماينسكي أن «الفرق ستراقب انتخابات المغتربين من الساعة السابعة صباحا حتى العاشرة مساء بالتوقيت المحلي»، مضيفا «أننا سنراقب أيضا سير العملية الانتخابية من مركز العمليات في وزارة الخارجية والمغتربين، وسنكون حاضرين في عملية العد والفرز لصناديق الاقتراع الآتية من الخارج في 15 مايو (أيار)».
ولفت دوماينسكي إلى أن «البعثة وصلت إلى لبنان في آخر شهر مارس (آذار) الماضي، وقدمت فرقنا الـ15 في مهمة طويلة المدة وفي الدوائر الـ15 في لبنان تقاريرها بانتظام منذ منتصف شهر أبريل (نيسان) الماضي». وقال إن بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في لبنان ستنشر 170 مراقبا على كافة الأراضي اللبنانية يوم الأحد المقبل. كذلك، تفقد سفير بريطانيا إيان كولارد غرفة العمليات لمتابعة انتخابات المقترعين في وزارة الخارجية والمغتربين.
وبعد انتهاء عمليات التصويت، تُنقل صناديق الاقتراع بعد إقفالها بالشمع الأحمر عبر شركة شحن خاصة إلى لبنان لإيداعها البنك المركزي، على أن يتم فرزها واحتساب الأصوات في ختام الانتخابات في 15 مايو (أيار).
وهذه المرة الثانية التي يُتاح فيها للمغتربين المخولين الاقتراع المشاركة في انتخاب أعضاء البرلمان الـ128. وعلى وقع الانهيار الاقتصادي ومع تدهور نوعية الحياة في البلاد، اختارت عائلات كثيرة وخريجون جامعيون جدد وأطباء وممرضون وغيرهم الهجرة في العامين الماضيين، بحثاً عن بدايات جديدة بعدما فقدوا الأمل بالتغيير والمحاسبة. ويعلق المرشحون المستقلون والمعارضون آمالهم على أصوات هؤلاء.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.