كمال الرياحي: الفنون تتقاطع في نصي وأكتب لمواجهة العنف

الروائي التونسي يرى أن النقد في مأزق أخلاقي ومعرفي

كمال الرياحي  - غلاف «المشرط»  -  غلاف «واحد- صفر للقتيل»
كمال الرياحي - غلاف «المشرط» - غلاف «واحد- صفر للقتيل»
TT

كمال الرياحي: الفنون تتقاطع في نصي وأكتب لمواجهة العنف

كمال الرياحي  - غلاف «المشرط»  -  غلاف «واحد- صفر للقتيل»
كمال الرياحي - غلاف «المشرط» - غلاف «واحد- صفر للقتيل»

منذ روايته الأولى «المشرط»، وحتى روايته «البيريتا يكسب دائماً»، يحفر الكاتب والناقد التونسي كمال الرياحي في أرض اليومي والعادي والمسلَّمات، بحثاً عن الحقائق أو طرح الأسئلة حولها، باعتبار أن الكتابة مغامرة وجودية لا قيمة لها إذا لم يضع صاحبها حياته في موضع الخطر! يتردد صدى كل هذا في أعماله القصصية ويومياته التي تنهل من فنون بصرية أخرى، مثل الفوتوغرافيا والمسرح والسينما.
حصد جائزة «الكومار الذهبيّ» عن رواية «المشرط»، وجائزة «ابن بطوطة لأدب الرحلات» عن «واحد- صفر للقتيل».
هنا حوار معه حول أعماله وهموم الكتابة:

> في روايتك «عشيقات النذل»، يبدو النص أقرب للفيلم السينمائي؛ حيث تقنية المشاهد واللقطات القريبة والبعيدة، وكأنك تكتب بعين الكاميرا، فما علاقتك بالسينما عموماً؟ وكيف تستفيد من تقنياتها؟
- بين السينما والأدب علاقة قديمة مستمرة، فالسينما التي جاءت متأخرة عن الرواية والأدب عموماً استفادت من السرد القصصي، وهو بدوره استفاد لاحقاً من السينما، وأثرى أشكاله بمكاسب السينما والفنون البصرية عامة. جئت إلى عالم الأدب من ممارستي لفن الرسم وفن التصوير الفوتوغرافي، قبل أن أدرس السينما، وتحليل الصورة، وأهتم بالنقد السينمائي والدراما. لذلك لا أنكر أنني أتحرك في عالم الأدب بعقل بصري، وأكتب بطريقة مشهدية، وأحياناً مسرحية. وقد مارست كتابة المسرح والتمثيل لوقت في الجامعة. الفنون تتقاطع في نصي ويمكن رصد ذلك من أول رواية لي «المشرط» إلى «البيريتا يكسب دائماً». لا أكتب رواية تروي حكاية بطريقةٍ كلاسيكية وأحداثٍ مرتبةٍ زمنياً «كرونولوجياً»؛ بل أكتب رواية معقدة تشكيلياً، تتداخل فيها الأزمنة والفضاءات، والواقعي بالاستيهامي، والسيري بالمتخيل، وهذا يتطلب ما يعرف بـ«الايهام بالواقعية». وأجد في الكتابة المشهدية تلبية لهذا الهدف، وهذا النوع من الكتابة. والسينما اليوم صارت بدورها أكثر تعقيداً، وفي بعضها تجريب كبير يتطلب متلقياً ذكياً يساهم في إنتاج الفيلم، ولا يكتفي باستهلاكه.
> تقدم هذه الرواية عالماً صادماً مليئاً بالأنذال والنفاق والصفقات المشبوهة، والانتهازية لأشخاص لا تعنيهم سوى المظاهر الخارجية والوجاهة الاجتماعية، هل هذه رؤيتك للمجتمعات العصرية حالياً؟
- يمثل الشر موضوعاً رئيساً للرواية، وهي تقارب هذه «التيمة» باعتبارها هوية أصيلة في الكائن البشري منذ الخطيئة الأولى بين آدم وحواء. اهتمت الرواية بالشر الكامن في المجتمع، والذي تكشفه التحولات السياسية، وانطلقت من الانتفاضة التونسية التي كشفت زيفاً كبيراً في المجتمع، واحتياطياً كبيراً من العنف والاستعداد لارتكابه. وتعمقت الرواية في موضوع الفساد باعتباره عنفاً رمزياً يمارسه الشعب على الشعب نفسه، في الإعلام وفي المشهد الثقافي. وليس المثال التونسي إلا نموذج لمجتمعاتنا الموبوءة بهذا الداء الذي يحول دون تقدمها. الرواية نافذة من نوافذ كثيرة لمقاربة أمراض المجتمعات وصراع الطبقات واستحالة تعايشها.
> في «واحد- صفر للقتيل»، تستعيد ذكريات إقامتك في الجزائر ما بين عامي 2009 و2010، لماذا اخترت «اليوميات» شكلاً فنياً لهذا الكتاب وليس الرواية؟
- هي تجربة خاصة جداً، وجدت نفسي مدفوعاً نحو الكتابة عن الذات لتسجيلها عوضاً عن التخييل المحض، وهي مغامرة فنية؛ لأن هذا النوع من الكتابة نادر عربياً، وسنكتشف أنه أكثر ندرة عندما نحاول أن نحلل نقدياً المدونة التي تدَّعي انتسابها لفن اليوميات، وهذا أيضاً مبحث شخصي أهتم به نقدياً وإبداعياً، كتبت فيه مصنفات نقدية وثلاثة أعمال إبداعية، ظهر منها «واحد- صفر للقتيل» الذي حصل على جائزة «ابن بطوطة لفن اليوميات» 2018؛ غير أن تجربة كتابة اليوميات لم تخرج عن مشروعي السردي والإبداعي، وهو كتابة العنف.
> يحتوي الكتاب على جرعة استثنائية من الصدق وعدم التجمل في تناول حياتك عموماً، مثل الحديث عن تهريبك للملابس في 1993، وتعرضك لطعنة سكين، والعلاقات مع الجنس الآخر، واكتشاف حنان الأب... إلخ. ألم تتخوف من تعرية الذات أمام قراء قد يرفضون هذا التوجه؟
- كتابة السيرة الذاتية واليوميات من الكتابات التي إذا قاربتها بنصف الجرأة ستفشل فيها فشلاً ذريعاً، أو تدخل في كتابات «البروباغندا» التي لا تعنيني. ما يعنيني وأنا أخوض هذه التجربة هو كتابة هشاشة الكائن البشري وضعفه أمام الشارع العنيف، والرأي العنيف، والآخر العنيف، والطقس العنيف، والذات الكاتبة نفسها التي تعنف ومحاولة لجمها وكتم صوتها. وهي كتابة في أصلها مناهضة للخوف والتقية والتستر، فهي كتابة البوح، والبوح يؤذي ويصدم. ومنذ ظهور أعمال محمد شكري «الأوتوبيوغرافية» تحرر الأدب العربي من وصفة طه حسين في «الأيام»، وميخائيل نعيمة في «سبعون»، وغيرهما ممن اكتفوا بسرد انتصاراتهم. الأدب ليس بريئاً، وعليه أن يعترف، كما يقول الفيلسوف والأدبي الفرنسي جورج باتاي، صاحب كتاب «الأدب والشر». لم أكن أكتب لقراء ينتظرون مني أن أكتب ما يريدون؛ بل أكتب لكي يظهر قارئ أذكى، ويحمل النص ويعبر به سطح الكلمات لعمق الرؤية، فهنا تكمن فلسفة الأدب. لم يكن يوماً نجيب محفوظ يكتب ليرضي القارئ؛ بل ليحرجه، ما دفع بعضهم إلى تحريض من غرز خنجراً في رقبته. يقول الدكتور نصر حامد أبو زيد الذي أنجزت معه كتاب «نصر حامد أبو زيد- التفكير في وجه التكفير» إنه لا يخاف الموت، رغم كل ما حصل له من تشريد وهدر دم؛ لأنه آمن كما آمنتُ بمقوله الفيلسوف الألماني نيتشه: «الذي لا يملك الشجاعة ليكون مزعجاً، هو وعمله، ليس -بكل تأكيد- مفكّراً من الطراز الأول».
> تبدو عناوين مؤلفاتك محملة بكثير من الحدة والعنف، فهناك دائماً مفردات من نوعية «مسدس، قتيل، أنذال، غوريلا... إلخ».. من أين تأتي كل هذه الحدة، وكأنك تكتب بحد السكين؟!
- تشكل مشروعي السردي بالتراكم، وتمركز حول تيمة العنف والجريمة بكل تنوعها الاجتماعي والشعبي والسياسي والرمزي، لذلك تظهر أدوات القتل والعنف في العناوين متناغمة مع النصوص ومع لغتها الغاضبة التي تؤذي في أحايين كثيرة ذائقة معينة فتهاجمها.
> لك مقولة تتنبأ فيها بأن الرواية العربية ستتطور يوماً في مشاعر اليأس، أي تلك اللحظة التي ييأس فيها الروائي من أن يكون له شأن رسمي، ويغامر وحيداً كلقيط في هذا العالم، لا ينتظر اعترافاً عبر الإعلام أو الجوائز أو حتى القراء. لماذا كل هذا التشاؤم؟ وهل عشت أنت هذه اللحظة؟
- نحن نعيش مستوى غير مسبوق من التردي الذي نراه في إجازة الكتب الأقل جرأة تيمة وشكلاً، والجوائز يديرها أناس لا علاقة لهم بالأدب أو بالاختصاص الذي يتقدم كل يوم في العالم. كيف يمكن أن نثق في جائزة للرواية مثلاً يحكم فيها أساتذة الأدب القديم؟ نفتح تلك الأعمال فنجدها الأردأ في ذلك العام. لذلك قلت إن الرواية ستتقدم في مشاعر اليأس، عندما يقطع الكاتب تماماً مع أفق الانتظار النقدي أو «الجوائزي» ليركض كالخيل البري بعيداً عن مرابض الترويض. أشعر بأن بعض الجوائز بشروطها الغريبة تقوم بعملية ترويض للكتابة والكتّاب، وهذا يتناقض تماماً مع فكرة الإبداع نفسها.
> تنبأتَ أيضاً بما سمَّيته «نهاية النقد»، ولك ملاحظات «سوداوية» حول «عالم مراجعات الكتب» في الفضاء الثقافي العربي؛ كيف ذلك؟
- هذه ظاهرة عالمية مع انحسار فضاءات إنتاج النقد وتلقيه من مجلات أدبية محترمة وملاحق ثقافية جيدة، كما أن الطابع التجاري الاستهلاكي هيمن على الكتابة مع حالة البؤس التي يعيشها الكتاب، وأصبحت مراجعات الكتب البديل عن النقد، تسير نحو مصير سيئ السمعة؛ حيث صار بعض مراجعي الكتب يشتغلون عند دور النشر، ويكتبون مراجعات للترويج لدور بعينها، لا للترويج للكتاب الجيد، كما أن المشرفين على المنابر والمنصات والصفحات انخرط عدد مهم منهم في «شللية» مقيتة، أضرت بإنتاج الأدب. الكتابة لتصفية الحساب خطر على الأدب، كما الكتابة المجاملة أيضاً. فعلاً النقد في مأزق أخلاقي ومأزق معرفي؛ لأنه عندنا لا يتطور وإن تطور الأدب، كما أنه نزيل المؤسسات الأكاديمية وبرامجها ونظريتها الغربية القديمة التي تخلى عنها الغربيون أنفسهم.
> بالتوازي مع إبداعاتك في الرواية والقصة القصيرة، لك مؤلفات في النقد والتنظير، مثل «حركة السرد الروائي ومناخاته»، و«فن الرواية»، ماذا عن هذا الوجه النقدي لديك؟
- حياتي الإبداعية كانت موازية لحياتي النقدية، فقد بدأت قصاصاً سنة 1999، وسنة 2005 صدر لي أول كتاب نقدي عن «حركة السرد الروائي ومناخاته»، ثم تلته الكتب: «الكتابة الروائية»، و«فن الرواية»، وسلسلة «هكذا تحدث» مع النقاد والمفكرين. وأنا أكتب من أكثر من عشرين سنة مقالاً نقدياً أسبوعياً، أقدم فيه الكتب؛ خصوصاً الروايات والأعمال السردية، إلى جانب ممارستي لتدريس الكتابة الإبداعية عبر ورشات الكتابة. لا يمكن أن تمتهن هذه المهن دون أن يكون لك مرجعية نقدية ونظرية تشحذها كل يوم بالجديد، لكي تمارس هذا النشاط الثقافي. أؤمن كل الإيمان بأدبية التعلّم، وأن الأدب صنعة، ويجب إتقانها بمزيد التعلّم والمعرفة.
> ترأستَ «بيت الرواية» في تونس، كما أسستَ عديداً من النوادي الأدبية، بماذا كنت تحلم؟ وإلام انتهت تلك التجارب؟
- كان مشروعاً خاصاً، عندما عدت من الجزائر فكرت في إطلاق أكاديمية للرواية فيها ورشات كتابة وتوثيق وتفاعل مع الفنون الأخرى، ومحاضرات دورية للتعريف بهذا الفن، ثم جاءت الثورة التونسية فأهديته للقطاع العمومي، وأشرفت على تأسيسه في مدينة الثقافة كأول بيت للرواية في العالم العربي، وحقق معي منذ 2018 إلى 2021 نجاحاً كبيراً محلياً وعربياً وعالمياً. صالحت فيه الجماهير على فن الرواية والأدب، وقدمت الروائي كنجم يقتدى به، ونزعت عنه الصورة البائسة التي التصقت به لسنوات. اكتملت التجربة وغادرتها لمغامرة ثقافية وحياتية أخرى في كندا.



لاركن... شاعر أحبه الناس واختلف عليه النقاد

لاركن... شاعر أحبه الناس واختلف عليه النقاد
TT

لاركن... شاعر أحبه الناس واختلف عليه النقاد

لاركن... شاعر أحبه الناس واختلف عليه النقاد

مرت قبل أيام الذكرى الأربعون لرحيل الشاعر الإنجليزي فيليب لاركن عن ثلاث وستين سنة (1922-1985). وهو يعتبر من أحب الشعراء الإنجليز شعبياً، لكن النقد ما زال منقسماً حول شعره، وشخصه أيضاً، كما أن الدراسات النقدية عنه، سلباً وإيجاباً، لم تتوقف منذ رحيله، وهناك دورية منتظمة تحمل اسمه، وكذلك ينتصب تمثال له في كنغستن أبون هول، حيث عمل ومات.

كل هذا الحضور الكبير في المشهد الشعري البريطاني، والعالمي أيضاً، وهو لم يصدر سوى أربع مجموعات شعرية في حياته، ويمكن اعتبارها ثلاثاً، فمجموعته الأولى لم تنل أي اهتمام يذكر، ولم يلفت الانتباه النقدي إلا بعد مجموعته الثانية «الأقل انخداعاً»، التي اعتبرت على نطاق واسع من أهم المجموعات الشعرية الصادرة في سنة 1955.

ومع ذلك، لم يختلف نقاد حول شاعر كما اختلفوا حول لاركن. في كتابه الصادر 2011، «فيليب لاركن: قصائد»، يقول الروائي مارتن آمس، ابن الشاعر والروائي كينغسلي آمس، الذي كان صديقاً حميماً للاركن:

«كانت هناك محاولات للتقليل من مكانة لاركن، لكنه لا يزال هنا، ولا تزال أعماله تُقرأ، ولا يزال عنصرياً وكارهاً للنساء بشكل واضح (وإن لم يكن في القصائد)». وهو محق. فكثيراً ما يحاول الناقد والشاعر توم بولين، مثلاً، تشويه سمعة لاركن الشعرية استناداً إلى عدد قليل من رسائله الخاصة، بينما يرى غراهام هولدرنس أن شعر لاركن «شعر بسيط»، ويذهب أبعد من ذلك معتبراً إياه «شعراً تمثيلياً مستنداً إلى فلسفة الشعر الإنجليزي المميزة: التجريبية».

وبالتالي، يستنتج خطأً أن لاركن «يكتفي برؤية سطح الحياة ومحاكاته، رافضاً التعمق في الفكر أو في بنية لغوية جديدة لاستكشاف أعماق وتعقيدات التجربة أو الكلمات». ويجادل والين بأن لاركن «شاعرٌ مباشر»، لكنه، يناقض كلامه بعد قليل، ناسباً لشعره بعض العناصر الميتافيزيقية الغامضة. وهاجمت جيرمين غرير، الكاتبة «النسوية» الأسترالية، لاركن بشدة بعد نشر رسائله المختارة، قائلة إن شعره «بسيط، وشعبي وعامي»، وإن «الموقف الذي يعبر عنه» معادٍ للفكر، وعنصري، وجنساني، وذو وعي طبقي فاسد».

أما بالنسبة لجيمس وود، فلاركن «سجل صغير للإحباط... بيروقراطي الإحباط»، بينما يعتبره كل من برايان أبليارد وبيتر أكرويد شاعراً إقليمياً.

من جانبه، كتب أندرو دنكان أن لاركن «محبط، بارد، ممل، يفتقر إلى الموهبة الأدبية، ولم ينجح أبداً في كتابة قصيدة جيدة».

يمكن تسمية هذا النقد بـ«نقد السيرة الذاتية»، إذا استخدمنا مصطلح جون أوزبورن، الذي «يفترض أن حقيقة الأدب تكمن في إخلاصه للتجربة المعاشة للكاتب». ويشير أوزبورن أيضاً إلى أنه من بين عشرين إلى ثلاثين كتاباً نقدياً ونحو ستين مقالاً قيّماً عن لاركن، فإن أكثر من تسعين في المائة منها يستخدم منهج السيرة الذاتية.

على مستوى النقد الأدبي، يمكننا تقسيم هذا النقد إلى نوعين رئيسيين: يرى النوع الأول أن لاركن شاعر مفتون بالحرمان والوحدة والخسارة، التي تقترب من العدم أو السلبية على الأقل. ويفشل هذا النقد في رؤية أن الحرمان بالنسبة للاركن، كما قال مرة، هو ما كانت عليه أزهار النرجس بالنسبة لوردزورث. إنه مفروض ذاتياً كوسيلة للتسامي، كما سنبين، والهروب من عالم الاستهلاك، ومحاولة لفصل الفن عن المجتمع، والذات عن الآخرين. إنه ليس نتاجاً لاضطراب نفسي، ولا كراهية للنساء، أو مرض نرجسي أو عدم ارتياح يشعر به تجاه شكله الجسماني، كما يوحي بعض النقاد، بل هو نتاج تأمل في الذات، وفي تدهور مجتمع وثقافة ما بعد الحرب، والشيخوخة والموت.

النوع الثاني من النقد ينظر إلى شعر لاركن على أنه غامض ومتناقض، ويشير إلى وجود «شخصيتين» عند لاركن.

والحقيقة، أن لاركن الناضج لم يختلف جوهرياً عن المراهق والشاب، إذ واصل، بطرق مختلفة، تجربة الطفولة، التي هي «ملل منسي»، كما يقول في قصيدته «قادم». والشعور بالغربة والاغتراب عن العالم الخارجي ميزا الكثير من شعره المبكر واللاحق. في قصيدة تعود إلى عام 1938، كتب لاركن: «شبكة من الضباب العائم فوق الغابة والأرض القفر/ هادئة كالموت/ يتسلل الليل المظلم، ويترك العالم وحيداً»، (الأعمال الكاملة ص 225) أو: «في الخارج، ستلسعك الغابة، تذوب، ثم تعود/ في الداخل، ستحترق الشمعة». (CP الأعمال الكاملة، 233).

وفي عام 1946، بعد ثمان سنوات، كرر المضمون نفسه تقريباً: «أرى أن الجدران قتلت الشمس/ والضوء مات» (الأعمال 12). وبعد ما يقرب من ثلاثين عاماً، عبر عن الشعور نفسه بالوحدة والقلق الوجودي وبالصور نفسها تقريباً: «في دهاليز خاوية، تحترق الأضواء/ كم هي معزولة، مثل الحصن/ الورقة المعدة لكتابة رسائل المنفى إلى الوطن/ (إذا كان الوطن موجوداً) (الأعمال 163)». وعكس هذا الإحساس عندما كتب أن «دي إتش لورنس مهم بالنسبة له مثل شكسبير بالنسبة لكيتس»، لأن الرسالة الحقيقية للورنس هي أن: «كل شخص وحيد... الجميع غير قادرين على فعل أي شيء أكثر من لمس بعضهم البعض».

في هذه الفترة، كان هناك انسجام بين لاركن الشاعر وشخصيته، سواء في الشعر أو النثر. في روايتيه «جل» و«فتاة في الشتاء»، تسحق الشخصيات الرئيسية مشاعر الاغتراب والغربة. في «جل»، يلتحق جون كيمب بأكسفورد للدراسة، لكنه سرعان ما يشعر بالغربة. ملاذه الوحيد كانت غرفته. تدريجياً، تتحول أكسفورد إلى «مدينة وهمية، حتى تُشبه مدينة تي. إس. إليوت في «الأرض اليباب». وفي رواية «فتاة في الشتاء»، نلتقي بكاثرين، وهي لاجئة طردتها الحرب من بلدها. كلا البطلين «يُتركان في حالة استسلام مطلق، بلا مكان يذهبان إليه». كلاهما متردد في البقاء في أي مكان، ربما باستثناء غرفتهما الخاصة، لأنهما لا يستطيعان «إيجاد مكانهما المناسب»، مثل لاركن نفسه، كما يقول في قصيدة «الأماكن، أيها الأحباء»: «لا، لم أجد قط/ المكان الذي يمكن أن أقول عنه/ هذا مكاني المناسب/ سأبقى هنا». (الأعمال، 99)

لا يقصد لاركن هنا بالمكان موقعاً جغرافياً معيّناً. وقد أكد ذلك عندما سُئل عن مدينة هول، حيث عاش لمدة ثلاثين عاماً، في مقابلة مع صحيفة الأوبزرفر عام 1979: «أنا لا أعي حقاً أين أعيش».

يمكن إحالة الخلاف حول شعر وشخصية لاركن إلى سببين رئيسين: السبب الأول أن لاركن كتب شعراً مختلفاً تماماً عن شعر مجايليه منذ مجموعته الثانية «الأقل انخداعاً»، التي برزت فيها السمة الأساسية التي ميزت شعره: اللاانتماء بالمعنى الوجودي. وهي ظاهرة غريبة على الشعر الإنجليزي الذي عرف عموماً بنزعته الواقعية، فلم تزدهر فيه ظاهرة الدادائية ولا السريالية مثلاً كما في الأدب الفرنسي - باستثناء ديفيد غاسكوين الذي عاش لفترة في فرنسا- وذلك لأسباب اجتماعية وثقافية مختلفة لا مجال هنا للخوض فيها. ولعل هذا يفسر عدم وجود دراسات نقدية تتناول هذه الظاهرة، باستثناء كتاب «اللامنتمي» لكولن ويلسون، الذي نُشر عام 1956 وركز فيه فقط على الكُتّاب الأجانب، باستثناء ت. إ. لورانس، مؤلف كتاب «أعمدة الحكمة السبعة»، وهربرت جورج ويلز، الذي عرف بأدب الخيال العلمي.

لم نقرأ في الأدب البريطاني نقداً يتناول لاركن، إنساناً وشاعراً، باعتباره لا منتمٍ، ما عدا بعض الإشارات إلى حياته الشخصية كشخص منعزل وأعزب، وهي إشارات ليست لها أية علاقة بظاهرة اللاانتماء، كتوجه أدبي وفلسفي. إن عدم النظر إليه من هذا المنظور، دفع نقاده إلى اعتبار شعره غامضاً ومتناقضاً، وإلى القول بوجود «لاركنين» أو «جانبين» له. ولكن من خلال النظر إلى لاركن كشاعر وإنسان لا منتمٍ، بالمعنى الوجودي، سنرى أنه كان في انسجام مع نفسه. منذ البداية، كانت لديه آراؤه الوجودية الخاصة فيما يتعلق بالحياة والفن، والذات والآخر، والقلق والاغتراب وحرية الاختيار، كما لو أن جميع أعماله مجرد قصيدة واحدة، يتأمل فيها تلك القضايا الكبرى التي شغلت البشرية في القرن العشرين.

والسبب الثاني، هو موقفه من المرأة، اعتماداً على حياته الخاصة، إذ يرى منتقدوه أنه كان يعاني من عقدة النقص، ومن مظهره الجسدي. لكن بتحليل قصائده، وبعض رسائله الشخصية، سنجد أن مشاكله مع النساء كانت جزءاً من صراعه الأوسع مع الحياة كإنسان لا منتمٍ، وهي تنسجم مع موقفه الوجودي تجاه المجتمع والحياة والالتزام. إنه متردد دائماً، عاجز عن الفعل، بل حتى مجرد رد فعل.

ولهذا السبب، كان يجد مهربه، وعزاءه أيضاً، في عملية التسامي، مستخدماً أنواعاً مختلفة من التقنيات، في قصائده الرئيسية على الأقل، لخلق هذه العملية، التي تساعد الشاعر على تجاوز الأشياء التي يواجهها، والأفكار التي يتأملها، والبيئة المحيطة به، ورفعها إلى مستوى التجريد، حيث نشعر بالسعادة والتحرر من واقعنا الكئيب وتناقضات وجودنا. وهكذا، يبني لاركن عالماً خيالياً، تندمج فيه الذات والموضوع في وحدة واحدة. يستخدم لاركن المواد المادية للواقع، التي يجمعها بوعي، كجسر إلى عالم خيالي، يشعر فيه بالانتماء، ويمكنه أن يقول «هذا مكاني المناسب». لهذا السبب، فإن شعر لاركن يبدو أكثر تعقيداً مما يظنه بعض نقاده، لأنه، أولاً، يعمل على مستويات وجودية مختلفة، وثانياً، بسبب عملية إعادة الخلق والتسامي المتطورة التي يستخدمها في محاولاته لإيجاد إجابات للأسئلة الأساسية التي شغلت عصره، ولا تزال تشغل عصرنا.


«الملك فولتير» في مواجهة «ملك الشمس» لويس الرابع عشر

«الملك فولتير» في مواجهة «ملك الشمس» لويس الرابع عشر
TT

«الملك فولتير» في مواجهة «ملك الشمس» لويس الرابع عشر

«الملك فولتير» في مواجهة «ملك الشمس» لويس الرابع عشر

عندما تطبِق الظُلمة الظلماء على أمة من الأمم في لحظة ما من لحظات تاريخها، فإنه لا يعود في الساحة إلا فلاسفة الدرجة الأولى لكي يضيئوا لها الطريق. ولكنهم عندئذ قد يخاطرون بأنفسهم ويدفعون الثمن باهظاً. عندما شعر أرسطو بالخطر يقترب من رقبته أكثر مما يجب قال هذه العبارة البليغة: «لن أدعهم يرتكبون جريمة أخرى ضد الفلسفة. يكفي أنهم قتلوا سقراط». ثم غادر أثينا مسرعاً تحت جنح الظلام. ومعلوم أن سقراط كان بإمكانه أن ينجو بجلده لو أراد. ولكنه رفض الهرب في آخر لحظة على الرغم من إلحاح تلامذته وأصدقائه الشديد عليه. لقد توسلوا إليه وبكوا على ركبتيه وكانوا جاهزين لتهريبه بكل سهولة ولكنه رفض بإصرار. وفضل بذلك أن يواجه مصيره المحتوم ويتجرع السم الزعاف. وكان بذلك أول شهيد في تاريخ الفلسفة ولكنه لن يكون الأخير. وذلك لأن تهديد المثقفين، بل واغتيالهم على مدار العصور أمر شائع لدى مختلف الأمم والشعوب. بل إنهم المستهدف الأول بالاغتيال حتى قبل رؤساء الدول وقادة الجيوش. لماذا؟ لأن جيوش الفكر أخطر على الظلاميين والرجعيين بكثير. فالتغيير الحقيقي وتبديد حلكات الظلام يتم أول ما يتم على أيدي الفلاسفة والمثقفين الكبار. في البدء كانت الكلمة. الكلمة أخطر من الرصاصة. بعدئذ يأتي الفعل والتغيير العملي. الفكر يسبق السياسة ويعلو عليها وليس العكس. ولكن الفكر بهذا المعنى نادر جداً على عكس ما نتصور. كم هو عدد الفلاسفة الذين غيروا وجه التاريخ البشري؟ يعدون على أصابع اليد الواحدة أو اليدين. بعد الثلاثي سقراط وأفلاطون وأرسطو نقفز قفزة كبرى ألفي سنة لكي نصل إلى ديكارت، وسبينوزا، ولايبنتز، وكانط، وهيغل، ونيتشه وهيدغر... ولكن هل يمكن أن ننسى فولتير، وجان جاك روسو وديدرو الذين تصدوا للظلامية الكاثوليكية بكل قوة؟ بالطبع لا. هذا ما يشرحه لنا أستاذ جامعة بروكسل البروفسور ريمون تروسون في كتابه الضخم عن فولتير (798 صفحة من القطع الكبير). على أي حال، هناك شيء لافت للانتباه هو أنه كلما ازدادت حلكة الظلام اسوداداً اقترب موعد الفجر. كلما احتدت واحتدمت انبجس الفكر المنقذ كفلق الصبح. ما أجمل تلك اللحظة. اشتدي أزمة تنفرجي.

ولكن الشيء الملاحظ أيضاً هو أن التغيير الفكري أصعب أنواع التغيير. إنه أصعب من التغيير المادي. وذلك لأنه يصطدم بعقليات قديمة راسخة منذ مئات السنين رسوخ الجبال. من يستطيع أن يقاوم الشيوخ التقليديين المهيمنين على عقول عامة الشعب؟ من يستطيع أن ينتزع الشعب من براثنهم؟ ولكن التغيير الفكري هو الذي يمهد للتغيير المادي المبتغى. دونه لا تغيير سياسياً حقيقياً ولا من يحزنون. ولذلك قال فلاسفة الأنوار في أوروبا ما فحواه: «شعارنا المقبل هو تغيير الفكر والعقليات أولاً». ينبغي تهذيب الجنس البشري وتنويره وتثقيفه وتخليصه من براثن الطائفية والطائفيين. وبعدئذ يصبح كل شيء ممكناً. بعدئذ يجيء التغيير السياسي تحصيل حاصل. يقول لنا ريمون تروسون ما يلي: «كان هناك ملك جبار في القرن السابع عشر هو لويس الرابع عشر. إنه الملقب بـ(الملك الشمس) باني قصر فرساي العظيم. وكان هناك شخص آخر يتربع على عرش الفكر والآداب الفرنسية في القرن الثامن عشر هو: الملك فولتير. وملك الفكر لم يكن يقل أهمية عن ملك السياسة إن لم يزد». ثم يضيف أستاذ جامعة بروكسل الحرة قائلاً: لا تعتقدوا أن زعيم الأنوار الفرنسية كان ملحداً كارهاً للدين في المطلق. انزعوا من أذهانكم هذه الصورة الخاطئة التي شاعت عنه. لقد كان مؤمناً كل الإيمان بالله والقيم المثالية والأخلاقية العليا للدين. وكان يقول حرفياً لا مخلوق من دون خالق، ولا مصنوع من دون صانع. ولكنه لم يكن مؤمناً على طريقة المتعصبين الطائفيين. كان فولتير يفرق بين شيئين لا يستطيع الشعب الفقير الأمي الجاهل أن يفرق بينهما: الدين/ والطائفية. ولكن معظم الناس بمن فيهم عديد المثقفين لا يستطيعون التفريق بينهما. إنهم يعتقدون أنهما شيء واحد. وعن هذا الاعتقاد الخاطئ تنتج المشاكل والمجازر. فالدين في سموه وعلوه وتعاليه غير الطائفية الضيقة المنغلقة على ذاتها داخل جدران التعصب الفئوي الأعمى. وللتعصب حلاوة في القلب لا تعادلها حلاوة. وبما أن المسيحية في عصره كانت لا تزال أصولية متطرفة، فإن الأكثرية الكاثوليكية كانت تضطهد الأقلية البروتستانتية وتكفرها وتبيح إبادتها شرعاً. كان يبرر ذلك شخص لاهوتي كهنوتي خطير يدعى جاك بوسويه (1627 - 1704). وهو أكبر أصولي فرنسي في ذلك العصر وربما في كل العصور. وكان خطيباً مصقعاً لا يشق له غبار. حتى لويس الرابع عشر كان يخشاه أشد الخشية ويحسب له ألف حساب. وقد هيج الملك على البروتستانتيين في خطبة نارية قائلاً له ما فحواه: «هؤلاء البروتستانتيون الزنادقة لا مكان لهم على أرض المملكة الكاثوليكية الطاهرة. فإما أن يتخلوا عن مذهبهم وعقائدهم الخاطئة ويعتنقوا المذهب الكاثوليكي فوراً، وإما أن يبادوا عن بكرة أبيهم. فالمذهب الكاثوليكي البابوي الروماني هو وحده الفرقة الناجية في المسيحية. وهو وحده المذهب الصحيح المرضي عنه عند الله. وكل ما عداه كفر وهرطقة وخروج على شرع الله. المسيحي الحقيقي الشرعي لا يمكن أن يكون إلا أكثرياً كاثوليكياً» (بين قوسين: نقول ذلك على الرغم من أن الأقلية البروتستانتية كانت هي الأقرب إلى المفهوم العقلاني والحداثي المتسامح للدين وأن الأغلبية الكاثوليكية كانت هي الأقرب إلى المفهوم التكفيري الرجعي الشديد التعصب والعدوانية. ولكن الحق دائماً مع الأقوى. كان ذلك عصر الظلمات الفرنسية...). ينبغي العلم أن الشعب الفرنسي كان كاثوليكياً بنسبة 80 في المائة والباقي أقليات بروتستانتية. وقد نفذ الملك الجبار كلامه حرفياً واجتاح المناطق البروتستانتية وحصلت أكبر حرب أهلية في تاريخ فرنسا. ولا يزال الفرنسيون يخجلون بها ويتأسفون عليها ويعتذرون عنها حتى اللحظة. في ذلك الوقت لم يكن هناك رأي عام دولي يحمي سكان الأقليات ويمنع المتطرفين من الاختلاء بهم وإعمال المجازر فيهم... نحن في القرن السابع عشر لا في القرن الحادي والعشرين.

هذا التعصب الأصولي التكفيري الأعمى هو الذي نهض فولتير ضده بكل قوة وحاربه طيلة حياته كلها. كانت تلك هي قضيته المركزية الأولى التي لا قضية بعدها أو قبلها. قضية التنوير كانت أعز عليه من روحه. نقول ذلك على الرغم من أنه كان أكثرياً كاثوليكياً مثل جاك بوسويه ولا يعاني عقدة الاضطهاد على عكس مثقفي الأقليات. وهنا تكمن عظمته. فلا شيء كان يجبره على محاربة أساطين مذهبه وطائفته القوية الجبارة المعتدة بعددها وعديدها. لا شيء كان يجبره على التصدي لهم وبخاصة أنهم كانوا قادرين على اغتياله بكل سهولة. يكفي أن يرسلوا إليه أحد الجهلة المهووسين بالتعصب لكي يرديه قتيلاً. ولهذا السبب كان يتخفى عن الأنظار لبعض الوقت عندما تحمّر عليه الأعين أكثر مما يجب. كان «ينزل تحت الأرض» كما يقال ثم سرعان ما يعود إلى السطح بعد شهرين أو ثلاثة لكي يناوشهم مجدداً ويواصل المعركة ضدهم. ولا شيء كان يجبره على الدفاع عن الأقليات اللهم إلا ضميره الأخلاقي بصفته مثقفاً عالمياً يكره الطائفية والطائفيين. لهذا السبب ظل اسمه لامعاً على صفحة التاريخ. وذلك لأنهم حتى في الصين، حتى في الهند واليابان، يعرفون من هو فولتير هذا، ناهيك عن العالم العربي. إنه لشيء ممتع أن يغطس المرء في كتاب البروفسور ريمون تروسون الضخم هذا. نقول ذلك وبخاصة أنه مكتوب بأسلوب ناصع وتبحر علمي مكين. فهو من أعظم الأكاديميين المتبحرين في العلم. أنا شخصياً أغطس فيه بكل استمتاع في نهايات هذا العام المنصرم. كما وأغطس في كتبه الأخرى لأنه مختص كلياً بفلسفة الأنوار في القرن الثامن عشر. لماذا أركز كل هذا التركيز على تلك الفترة من تاريخ أوروبا؟ لأني أعتقد أن العالم العربي يعيش في ذلك الحز الفاصل بين العصور الوسطى والعصور الحديثة. إنه يعيش في عصر فولتير لا في عصر سارتر، وفوكو وبورديو وبقية مثقفي فرنسا الحاليين، حيث اختفت المشكلة الطائفية نهائياً. فلم يعد هناك كاثوليكي واحد يحقد على بروتستانتي أو العكس. هذه هي بعض جوانب المعركة الكبرى التي يشرحها لنا البروفسور ريمون تروسون بكل تمكن واقتدار. نسيت أن أقول إن كتابه الآخر عن جان جاك روسو يشمل ثلاثة مجلدات كبرى. مئات الصفحات، آلاف الصفحات، كنز الكنوز.


إعلان القائمة الطويلة لجائزة بوكر

إعلان القائمة الطويلة لجائزة بوكر
TT

إعلان القائمة الطويلة لجائزة بوكر

إعلان القائمة الطويلة لجائزة بوكر

أعلنت لجنة الجائزة العالمية للرواية العربية (المعروفة بـ«البوكر العربية») صباح اليوم القائمة الطويلة لدورة عام 2026. وتم اختيار الـ16 المرشحة من بين 137 رواية، ضمن 4 روايات من مصر، و3 من الجزائر، و2 من لبنان، ورواية واحدة من السعودية، والعراق، والمغرب، وسوريا، واليمن، وتونس، وعمان. وتنوعت الموضوعات والرؤى التي عالجتها هذه الروايات كما جاء في بيان اللجنة، وهي:

«ماء العروس» للسوري خليل صويلح، و«خمس منازل لله وغرفة لجدتي» لليمني مروان الغفوري، و«الاختباء في عجلة الهامستر» للمصري عصام الزيات، و«منام القيلولة» للجزائري أمين الزاوي، و«عمة آل مشرق» لأميمة الخميس من السعودية، و«عزلة الكنجرو» لعبد السلام إبراهيم من مصر، و«أيام الفاطمي المقتول» للتونسي نزار شقرون، و«البيرق» للعُمانية شريفة التوبي، و«فوق رأسي سحابة» للكاتبة المصرية دعاء إبراهيم، و«في متاهات الأستاذ ف. ن.» للمغربي عبد المجيد سباطة، و«الرائي: رحلة دامو السومري» للعراقي ضياء جبيلي، و«غيبة مي» للبنانية نجوى بركات، و«أصل الأنواع» للمصري أحمد عبد اللطيف، و«حبل الجدة طوما» للجزائري عبد الوهاب عيساوي، و«الحياة ليست رواية» للبناني عبده وازن، و«أُغالب مجرى النهر» للجزائري سعيد خطيبي.

وستُعلَن القائمةُ القصيرة للجائزة في فبراير (شباط) المقبل، والرواية الفائزة في التاسع من أبريل (نيسان) 2026 في احتفالية تُقام في العاصمة الإماراتية أبوظبي.