استؤنف أمس السبت فرز الأصوات في إيرلندا الشمالية، حيث يتم تجديد أعضاء البرلمان المحلي (ستورمونت) البالغ عددهم 90، ويبدو أن الحزب القومي الجمهوري «شين فين»، الذي يدعو إلى إعادة التوحيد مع جمهورية إيرلندا والانفصال عن جسم المملكة المتحدة على وشك تحقيق نصر تاريخي، وكشفت النتائج حتى الآن عن تقدم واضح له، مقابل منافسه الحزب الديمقراطي الوحدوي، المؤيد للتاج البريطاني والبقاء ضمن الاتحاد الذي يتشكل من إنجلترا واسكوتلندا وويلز. وكشفت النتائج الأولى لعملية فرز الأصوات الطويلة التي استؤنفت السبت عن تقدم واضح لهذا الحزب في تحول يمكن أن يؤدي إلى إعادة رسم المملكة المتحدة. وحصل الشين فين، الواجهة السياسية السابقة للجيش الجمهوري الإيرلندي، المنظمة شبه العسكرية، من قبل على أكبر عدد من الأصوات كحزب مفضل (29 في المائة مقابل 21.3 في المائة للحزب الديمقراطي الوحدوي)، وبهذا يصبح الحزب الأول في إيرلندا الشمالية. وفي حال تأكد ذلك في عدد المقاعد، ستكون هذه المرة الأولى التي يحتل فيها هذا الحزب المرتبة الأولى في البرلمان المحلي منذ مائة عام من تاريخ المقاطعة البريطانية التي تشهد توتراً منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتحدثت ميشيل أونيل نائبة رئيس الحزب التي أعيد انتخابها عن «انتخابات التغيير الحقيقي». وسيدفعها فوز الحزب إلى منصب رئاسة الحكومة المحلية التي يفترض أن يشارك في إدارتها القوميون والنقابيون بموجب اتفاق السلام الموقع في 1998. وتنذر المحادثات لتشكيل حكومة بصعوبة مع خطر الوصول إلى شلل سياسي.
ويشترط الحزب الوحدوي الديمقراطي لمشاركته في سلطة تنفيذية جديدة أن تتخذ حكومة لندن «إجراءً حاسماً» في مواجهة الضوابط الجمركية التي فرضت مع بريكست، وتهدد كما يرى الحزب، مكانة المقاطعة داخل المملكة المتحدة. وقال جيفري دونالدسون زعيم الحزب الديمقراطي الاتحادي، أكبر الأحزاب الموالية لبريطانيا في إيرلندا الشمالية، أمس السبت إن الحزب سيقرر في الأسبوع المقبل ما إذا كان سيواصل المشاركة في حكومة لتقاسم السلطة في الإقليم بعد أن تعلن الحكومة البريطانية خططها فيما يتعلق بخلافها التجاري مع الاتحاد الأوروبي. وسبق أن قال دونالدسون إن المشاركة في أي حكومة في الإقليم تعتمد على إصلاح بروتوكول إيرلندا الشمالية الذي يحكم التجارة في فترة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس إن كلمة سيلقيها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الأسبوع المقبل ستحدد الخطوة التالية لحزبه. وبينما يسود الترقب في المقاطعة البريطانية التي شهدت عقوداً من عدم الاستقرار، صدر حكم صناديق الاقتراع للانتخابات المحلية في بقية المملكة المتحدة. وقد شهد حزب المحافظين الذي يتزعمه رئيس الوزراء بوريس جونسون انتكاسة حادة بسبب فضيحة الحفلات في ظل إجراءات كورونا وارتفاع الأسعار، ما يضعف موقعه على رأس الحكومة. واعترف بوريس جونسون بأن «النتائج مثيرة للجدل» وأن الوضع «صعب» للمحافظين في بعض المناطق لكنه تحدث عن مكاسب في مناطق أخرى، مؤكداً أنه مصمم على البقاء في السلطة لمعالجة مشاكل البريطانيين. لكن هذه النتائج السيئة تضعف رئيس الحكومة، ما يدفع النواب المحافظين القلقين مع اقتراب الانتخابات التشريعية في 2024 إلى التشكيك في جدوى الاستمرار في دعمه. وقال سايمن أوشيروود أستاذ العلوم السياسية في جامعة «أوبن يونيفرسيتي» لوكالة الصحافة الفرنسية إنه من أجل إقناع المترددين، يجب على بوريس جونسون تقديم «خطة عمل حقيقية» الثلاثاء في خطاب العرش التقليدي الذي يسمح للحكومة بعرض أولوياتها أمام البرلمان.
الجمهوريون على طريق تحقيق فوز «تاريخي» في إيرلندا الشمالية قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة المملكة المتحدة
الجمهوريون على طريق تحقيق فوز «تاريخي» في إيرلندا الشمالية قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة المملكة المتحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة