«اللواء الثامن» المدعوم من روسيا يعتقل «عميلاً» لـ«حزب الله» جنوب سوريا

اتهمه بـ «تنفيذ اغتيالات» في ريف درعا

دورية روسية وعناصر من «اللواء الثامن» المدعوم من «حميميم» في جنوب سوريا (تجمع أحرار حوران)
دورية روسية وعناصر من «اللواء الثامن» المدعوم من «حميميم» في جنوب سوريا (تجمع أحرار حوران)
TT
20

«اللواء الثامن» المدعوم من روسيا يعتقل «عميلاً» لـ«حزب الله» جنوب سوريا

دورية روسية وعناصر من «اللواء الثامن» المدعوم من «حميميم» في جنوب سوريا (تجمع أحرار حوران)
دورية روسية وعناصر من «اللواء الثامن» المدعوم من «حميميم» في جنوب سوريا (تجمع أحرار حوران)

بث اللواء الثامن السوري المعارض في درعا، والمدعوم من قاعدة «حميميم» الروسية، اعترافات لأحد عناصر مجموعة متهمة بالتعامل مع «حزب الله» وإيران والمخابرات الجوية في محافظة درعا، جنوب سوريا، جاء فيها أن هذه المجموعة نفذت اغتيالات في المنطقة.
وأظهر شريط مصور اعترافات للمدعو بدر الشعابين، من بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي، قال فيها إنه كان ينسق مع ضابط من المخابرات الجوية، وإنه كان يخطط لاستهداف قادة وعناصر من اللواء الثامن، مقابل مبالغ مالية تصل إلى 3 ملايين ليرة سورية عن كل عملية، بحسب اعترافاته.
وأفاد أبو محمود الحوراني، الناطق باسم «تجمع أحرار حوران» المعارض، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بأن مجموعة محلّية تتبع للواء الثامن، داهمت يوم الخميس الماضي منزل بدر الشعابين بهدف اعتقاله، بعد التأكد من عمله في ملف الاغتيالات لصالح المخابرات الجوية، وذلك بعد زرع اللواء الثامن شخصين داخل مجموعة الشعابين بهدف معرفة حقيقة هذه المجموعة، وجرى احتجاز أحد العناصر الأمنية التي كلفها اللواء الثامن بالتحري في منزل الشعابين ببلدة صيدا بعد كشف أمره، فتوجه قادة في اللواء الثامن إلى والد بدر الشعابين للتوسط لدى ابنه، وإحضار الشاب المحتجز التابع للواء الثامن، بعد صدور أمر من المخابرات الجوية بتصفيته وفقاً لاعترافات فراس الشعابين، شقيق بدر، التي بثها اللواء الثامن في شريط مصور. لكن بدر الشعابين رفض وساطة والده، وأطلق النار على والده وشقيقه، ما أدى لإصابتهما بجروح، فسارعت قوات من اللواء الثامن بعد ذلك إلى اقتحام منزل بدر الشعابين، ووقعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة أمام منزله استمرت لأكثر من ساعتين، أسفرت عن مقتل نضال الشعابين، واستسلام شقيقه بدر، الذي سلم نفسه لعناصر اللواء الثامن، وأطلق سراح الشاب المحتجز لدى المجموعة.
وأضاف الحوراني أن محادثات عبر تطبيق «واتساب» نشرت بين المدعو بدر الشعابين ومساعد في المخابرات الجوية يلقب بـ«أبو وائل»، تظهر تورطه في عمليات اغتيال لصالح فرع المخابرات الجوية وميليشيا «حزب الله» اللبناني المدعومين من إيران، لقاء مبالغ مالية وأسلحة وذخائر.
ويعد «أبو وائل» الذي ذكر في اعترافات بدر الشعابين، من أبرز المسؤولين عن ملف الاغتيالات في ريف درعا الشرقي، وهو مسؤول عن أحد الحواجز الأمنية على مداخل مدينة درعا، ويتلقى أوامره بشكل مباشر من العميد خردل ديوب، رئيس المخابرات الجوية في درعا، وتربطه علاقة بالميليشيات الإيرانية في المدينة.
وقال الناشط محمد الزعبي من درعا لـ«الشرق الأوسط»، إن المجموعة التي استهدفها اللواء الثامن مؤخراً في بلدة صيدا، متهمة بتجارة المخدرات والتعامل مع «حزب الله»، وتم اغتيال قائد هذه المجموعة، المدعو عارف الجهماني، العام الماضي 2021، بعد تقربه من «حزب الله» وتجنيد مجموعة تابعة لصالحه في المنطقة، عقب اتفاق التسوية في درعا عام 2018.
وتستمر عمليات الاغتيال والقتل وحالة الانفلات الأمني في محافظة درعا. ووقعت خلال اليومين الماضيين 4 عمليات اغتيال، حيث اغتال مجهولون يوم أمس المدعو محمد النابلسي، الذي يتحدر من العاصمة دمشق، وهو أحد عناصر الجيش السوري من مرتبات الفرقة 15، يقيم في بلدة نهج بدرعا، ووجدت عليه آثار طلقات نارية أدت إلى مقتله، على طريق بلدة نهج في ريف درعا الغربي.
كما أصيب يوم أمس، الشاب رائد البردان في مدينة طفس بريف درعا الغربي، بعد أن حاول مسلحون مجهولون اغتياله بعدة طلقات نارية أدت إلى إصابته بجروح خطيرة. ويعد البردان أحد عناصر حماية اللجنة المركزية للتفاوض في مدينة طفس، وعمل سابقاً لدى فصيل معارض بقيادة «أبو مرشد البردان» الذي أصبح بعد اتفاق التسوية عام 2018 أبرز المفاوضين مع الجانب الروسي والنظام السوري في مدينة طفس وريف درعا الغربي.
ونجا القيادي في الأمن العسكري وسيم الزرقان من محاولة اغتيال، بعد أن انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة بسيارته، ظهر يوم الأربعاء الماضي. وهو أحد قادة فصائل المعارضة سابقاً في بلدة كفر شمس بريف درعا الشمالي، وكان يعمل ضمن ما كان يسمى جيش «أبابيل حوران» التابع لقوات الجبهة الجنوبية المعارضة. وبعد سيطرة النظام على المنطقة بموجب اتفاق تسوية مع النظام والجانب الروسي عام 2018، تحول مباشرة إلى قائد محلي في قوات تابعة لجهاز الأمن العسكري بدرعا، وأجرى عدة لقاءات واجتماعات مع قادة وضباط في النظام السوري بالمدينة، ويتهمه أبناء المنطقة بتصفية معارضين سابقين رفضوا الانخراط في تشكيلات عسكرية تابعة للنظام السوري بعد التسويات عام 2018، كما اتهم باغتيال أبرز المفاوضين العسكريين عن مدينة درعا البلد، القيادي السابق في «الجيش الحر» أدهم الكراد وأربعة آخرين كانوا معه، أثناء عودتهم من اجتماع أمني في دمشق عام 2019.
وقتل المدني قاسم الديري بعد استهدافه بطلقات نارية من قبل مسلحين مجهولين، على طريق مدينة الحراك في ريف درعا الشرقي. ويتحدر الديري من عشائر بدو ريف السويداء، ويقطن في مدينة الحراك، وهو مواطن مدني.
وتشهد محافظة درعا عمليات استهداف وقتل لعناصر وقادة انضموا لتشكيلات محلية في درعا، تابعة للأجهزة الأمنية، وآخرين كانوا عناصر وقادة لدى فصائل معارضة تعمل في المنطقة، ومدنيين أغلبهم راح ضحية عمليات خطف وسطو مسلح. وتسجل معظم هذه العمليات بحق مجهولين، دون مساعٍ لإيجاد حلول لهذه المشكلة الأمنية، رغم استمرارها منذ سنوات.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».