حكومة «الاستقرار» تستعد لإحالة مشروع ميزانيتها لمجلس النواب الليبي

ويليامز تعلن استئناف مباحثات «المسار الدستوري» بالقاهرة

ستيفاني ويليامز المستشارة الأممية في ليبيا خلال اجتماعها بخالد المشري رئيس مجلس الدولة (البعثة الأممية)
ستيفاني ويليامز المستشارة الأممية في ليبيا خلال اجتماعها بخالد المشري رئيس مجلس الدولة (البعثة الأممية)
TT

حكومة «الاستقرار» تستعد لإحالة مشروع ميزانيتها لمجلس النواب الليبي

ستيفاني ويليامز المستشارة الأممية في ليبيا خلال اجتماعها بخالد المشري رئيس مجلس الدولة (البعثة الأممية)
ستيفاني ويليامز المستشارة الأممية في ليبيا خلال اجتماعها بخالد المشري رئيس مجلس الدولة (البعثة الأممية)

تستعد حكومة «الاستقرار» الليبية الجديدة في ليبيا برئاسة فتحي باشاغا، لتقديم أول ميزانية لها إلى مجلس النواب، الذي سيجتمع بمقره في مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد بعد غد الاثنين، بينما أعلنت المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز عن استئناف الجولة الثانية من اجتماعات اللجنة المشتركة لمجلسي النواب والدولة بالقاهرة في 15 من الشهر الجاري.
وأعلنت حكومة باشاغا على لسان أسامة حماد وزير ماليتها الانتهاء من إعداد مقترح مشروع الميزانية العامة بـ94.8 مليار دينار تمهيداً لتقديمها إلى مجلس النواب، بحيث تشمل 41.7 مليار دينار للمرتبات و26.6 للدعم و17.7 للتنمية و8.6 للنفقات التسييرية والتشغيلية.
وقال أعضاء في مجلس النواب إن جلسته الرسمية المقبلة ستناقش الميزانية المقترحة من قبل حكومة باشاغا وقانوني توحيد المرتبات والأمن الداخلي، بالإضافة إلى نتائج اجتماعات اللجنة المشتركة لمجلسي النواب والدولة في القاهرة مؤخراً لإعداد القاعدة الدستورية للانتخابات المؤجلة.
وتأتي هذه الجلسة قبل استئناف لجنة «المسار الدستوري» أعمالها بالقاهرة خلال الأسبوع المقبل برعاية بعثة الأمم المتحدة.
ونقلت ويليامز عن خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، الذي التقته مساء أول من أمس، في العاصمة طرابلس، التزام المجلس بالمشاركة في اجتماعات القاهرة لتحقيق الهدف الذي شكلت من أجله وهو الاتفاق على الترتيبات الدستورية اللازمة للسير بليبيا إلى انتخابات وطنية في أقرب وقت ممكن، مشيرة إلى أنها أطلعته على نتائج جولتها الأوروبية الأسبوع الماضي.
بدوره، قال المشري إن الاجتماع استعرض جهود مجلس الدولة لكسر الجمود السياسي وإنجاح المسار الدستوري لغرض الوصول للحد الأدنى من التوافق؛ تمهيداً للوصول إلى الاستحقاقات الانتخابية التي يتطلع إليها الشعب الليبي، على أسس دستورية وقانونية سليمة.
كما بحثت ويليامز مع فوزي النويري النائب الأول لرئيس مجلس النواب سبل المحافظة على الاستقرار، وكيفية إيجاد تسوية توصل إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال.
وأعلنت ويليامز أنها اتفقت مع جوزيبي بوتشينو، سفير إيطاليا لدى ليبيا، خلال اجتماعهما في طرابلس مساء أول من أمس، على ضرورة ضمان تنسيق جميع الجهود الدولية بشأن ليبيا لدعم العملية بقيادة ليبية مع الحفاظ على الهدوء على الأرض، مشيرة إلى أنهما ناقشا الوضع الحالي في ليبيا وأهمية دعم مسار دستوري - انتخابي قابل للتطبيق من أجل تمكين إجراء الانتخابات في أقصر إطار زمني ممكن.
من جهته، استغل باشاغا الذكرى السادسة لعملية «البنيان المرصوص» التي شنتها قوات المنطقة الغربية ضد تنظيم «داعش» في سرت بمعاونة أميركية وغربية، للإشادة بجهود أميركا وبريطانيا لما قدمتاه من دعم للعملية التي قال إنها تمثل نموذجاً مهماً للوحدة الوطنية.
وتابع في بيان عبر «تويتر»: «متى تنازعنا يتسلل الإرهاب فيما بيننا وتسلب سيادة دولتنا، ووحدة الليبيين هي السلاح الأقوى لمواجهة الإرهاب والمتطرفين»، مشيراً إلى أنه «بوحدة الليبيين نكتسب عزتنا وكرامتنا».
في المقابل، قال عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» في تغريدة مقتضبة عبر «تويتر» إن ذكرى من وصفهم بالأبطال الذين دحروا تنظيم «داعش» تمثل «ملحمة وطنية تجسد الشجاعة وحب الوطن». وكان الدبيبة قد أعلن أنه لن يقبل ما وصفه بـ«سلام الذل والمهانة»، في إشارة إلى رفضه دعوة محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، الذي كان قد دعا مؤخراً إلى ما أسماه بـ«سلام الشجعان».
وقال الدبيبة لدى استقباله وفدا من أهالي زاوية المحجوب بمدينة مصراتة في غرب البلاد إنه يرحب بالسلام، لكن «لن نقبل سلام الذل والمهانة».
وتابع في إشارة ضمنية إلى المعسكر المناوئ له: «نرفض مشروع السيطرة على الوطن، إنه وهم، الحرب أشعلوها من داخلنا، لأنهم يريدون الفتنة، لكننا لن ننسى الشهداء الذين دافعوا عن مصراتة وليبيا وطرابلس».
وقال مكتب الدبيبة في بيان إن «الوفد أعرب عن رفضه المراحل الانتقالية والتمديد»، علماً بأن ابن عمه علي الدبيبة عضو «ملتقى الحوار السياسي» الليبي، الذي حضر اللقاء، اعتبر أن «آل الدبيبة لن ينسوا لأهالي زاوية المحجوب في مصراتة موقفهم الداعم للحكومة، أما من ذهبوا (لتهنئة باشاغا في سرت) لا يمثلون غير أنفسهم».
من جهة أخرى، أعلنت السفارة الباكستانية أنها ستعيد مجدداً فتح أبوابها في العاصمة طرابلس، اعتباراً من غد الأحد، بينما رصدت وسائل إعلام محلية اجتماعاً مفاجئاً عقده السفير الباكستاني رشاد جاويد، في صبراتة مع عناصر محسوبة على شعبان هدية «أبو عبيدة» أحد القادة السابقين لما كان يعرف باسم «عملية فجر ليبيا». وكان جاويد قد اجتمع مؤخراً مع عبد الحكيم بلحاج القائد السابق للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة عقب عودته إلى طرابلس لبحث تسهيل سفر الجالية الباكستانية، على اعتبار أن بلحاج يمتلك شركة طيران خاصة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.