واشنطن تعارض بشدة المشاريع الاستيطانية الجديدة

حذرت من تبعاتها على زيارة بايدن لإسرائيل الشهر المقبل

TT

واشنطن تعارض بشدة المشاريع الاستيطانية الجديدة

عقب الكشف عن نية الإدارة المدنية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية عقد جلسة للجنة الفرعية للاستيطان في مجلس التخطيط والبناء الأعلى، الخميس المقبل، بهدف الإيداع والمصادقة على مخططات استيطانية جديدة تشمل 3988 وحدة سكنية في المستوطنات، خرج السفير الأميركي لدى إسرائيل توماس نايدس، بتصريحات أكد فيها أن إدارة الرئيس جو بايدن أوضحت لحكومة تل أبيب عدة مرات، خلال الأسبوع الأخير، أنها تعارض بشدة أي مشاريع بناء جديدة في المستوطنات.
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، إن البيت الأبيض بعث برسائل عديدة إلى إسرائيل حول الموضوع، وإن رسائل مشابهة أُرسلت من واشنطن من خلال مسؤولين كبار في الكونغرس من كل الأحزاب الأميركية.
ووفقاً لتقرير القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، فإن البيت الأبيض اشترط أن تتم زيارة الرئيس بايدن لإسرائيل في نهاية الشهر المقبل، إذا لم يكن هناك إعلان جديد عن بناء مستوطنات في الضفة الغربية. ولذلك، فإن إقرار مشاريع الاستيطان هذا سيهدد الزيارة وستعد خطوة موجهة ضدها. وقال نايدس: «لقد كنا واضحين مع الإسرائيليين بشأن معارضتنا أعمال بناء جديدة في المستوطنات. وهم يعرفون جيداً كم نحن في إدارة بايدن حساسون حيال البناء في المستوطنات. والرئيس بايدن أُهين شخصياً من هذا الموضوع في الماضي».
ويتضح أنّ الإسرائيليين تعمدوا إقرار المشاريع الاستيطانية الواسعة في وقت يسبق زيارة بايدن بشهر ونصف الشهر، على أمل أن ينسى الأميركيون القرار حتى ذلك الوقت. لكن الأميركيين الذين يعدون لأن تكون هذه الزيارة مميزة ويدرسون إمكانية عقد لقاء قمة إقليمي لقادة دول «اتفاقيات أبراهام»، إضافة إلى مصر والأردن كاستمرار زخم «قمة النقب» التي عقدت في نهاية شهر مارس (آذار) الماضي، لا يتقبلون الموقف الإسرائيلي.
من جهتها، تواصل الحكومة الإسرائيلية نهجها في دفع موضوع الاستيطان على أمل الدخول في مفاوضات للتوصل إلى «حل وسط». وقال مصدر سياسي في تل أبيب إن الخطة الأصلية تحدثت عن 6 آلاف وحدة استيطانية خُفضت إلى 4 آلاف لإرضاء الأميركيين.
ومضت «الإدارة المدنية» في مشروعها، وأعلنت في بيان لها، أمس، أنه سيتم إيداع مخططات استيطانية جديدة لـ1452 وحدة سكانية في المستوطنات التالية: «نوكديم» 32 وحدة؛ «معاليه أدوميم» 16 وحدة؛ «كدوميم» 286 وحدة؛ «دوليف» 90 وحدة؛ «عمانوئيل» 170 وحدة؛ «مافو حورون» 110 وحدات؛ «شعاري تيكفا» 192 وحدة؛ «إلكناه» 500 وحدة؛ و«ناغوهوت» 56 وحدة. وأضاف البيان أنه ستتم المصادقة النهائية في الاجتماع نفسه على 2536 وحدة سكنية في المستوطنات التالية: «دوليف» 364 وحدة؛ «معاليه مخماش» 114 وحدة؛ «شيفوت راحيل» 534 وحدة؛ «نيريا» 168 وحدة؛ «غفعات زئيف» 136 وحدة؛ «أفرات» 40 وحدة؛ «تسوفيم» 92 وحدة؛ «ريفافا» 64 وحدة؛ «تل منشيه» 107 وحدات؛ «بيتار عيليت» 761 وحدة؛ «كريات أربع» 156 وحدة.
وحسب هيئة البث العامة الإسرائيلية «كان 11»، فإن إسرائيل أجرت محادثات مباشرة مع الإدارة الأميركية حول الموضوع وحاولت التوضيح لها أنها «مضطرة» إلى إقرارها في سبيل الحفاظ على الحكومة. وقالت إن قسماً من أعضاء الكنيست من حزب «يمينا» يشترطون المصادقة عليها كي يمتنعوا عن الانشقاق عن الائتلاف.
وقال مسؤول كبير في تل أبيب، أمس، إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الذي التقى نظيره الأميركي وناقش معه تفاصيل الزيارة، أوضح أن الاتصالات حول هذا الموضوع لا تزال في مهدها.
يذكر أن زيارة بايدن ستكون قصيرة نسبياً وستستغرق ما بين 24 ساعة و36 يعقد خلالها الرئيس الأميركي اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين في القدس ومع مسؤولين فلسطينيين في بيت لحم. وستكون هذه أول زيارة يقوم بها بايدن إلى الشرق الأوسط منذ توليه منصبه رئيساً. ولم يتضح بعد ما إذا كان سيستغل الزيارة للتوقف في دول أخرى في المنطقة، أم لا.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.