اكتشاف الجين المسؤول عن إصابة البشر بالسرطان

TT

اكتشاف الجين المسؤول عن إصابة البشر بالسرطان

وجد فريق من الباحثين في معهد سلون كيترينغ للسرطان بمدينة نيويورك الأميركية، والمتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، دليلاً على أن حدوث تغيير بأحد الجينات بعد الاختلاف عن الرئيسيات الأخرى (أي حيوان ينتمي لمجموعة الثدييات ذات المشائم، التي ترضع أطفالها، وتملك أدمغة متطورة)، جعل البشر أكثر عرضة لتطور الأورام السرطانية، وتم الإعلان عن هذا الإنجاز أول من أمس في دورية «سيل ريببورتيز».
وأظهرت الأبحاث السابقة أن البشر أكثر عرضة للإصابة بأورام سرطانية، مقارنة بأي رئيسيات، لكن السبب ظل لغزاً، ويعتقد الباحثون أنهم نجحوا في حله خلال الدراسة الجديدة.
وخلال الدراسة، قارن الباحثون أجزاء من الجينوم البشري بأجزاء مماثلة من 12 جينوماً للرئيسيات غير البشرية، ووجدوا اختلافاً بسيطاً في جين يسمى (BRCA2)، كان لا بد أن ينشأ بعد أن تباعد البشر عن الرئيسيات الأخرى، وهذا الاختلاف، يلعب دوراً في كبت الأورام عن طريق الترميز لإصلاح الحمض النووي، كان سبباً في تزايد الإصابات بين البشر. وقال الباحثون إن حدوث تغيير في أحد حروف الحمض النووي البشري، يقلل من فاعلية الجين في الترميز لإصلاح الحمض النووي بنسبة 20 في المائة تقريباً، واقترح الباحثون أن هذا يمكن أن يفسر سبب كون البشر أكثر عرضة لتطور الأورام.
وتتوافق النتائج مع نتائج الأبحاث السابقة التي أظهرت أن البشر الذين لديهم متغير معين من نفس الجين هم أكثر عرضة للإصابة بالأورام، خصوصاً في المبايض والثدي.
ولا يزال لغزاً سبب تطور البشر ليكون لديهم متغير من الجين يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ويوجد احتمال أن يكون ذلك بمثابة مقايضة بين زيادة خطر الإصابة بالسرطان وزيادة معدلات الخصوبة، حيث أظهرت الأبحاث السابقة أن النساء المصابات بمتغير جين (BRCA2) الذي يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، يمكن أن يصبحن حوامل بسهولة أكبر.
ويقترح الباحثون أن وسيلة لعلاج السرطان في المستقبل البعيد قد تتضمن تغيير الجين لجعله أكثر تشابهاً مع الرئيسيات الأخرى، وبالتالي تقليل المخاطر الإجمالية للإصابة بالسرطان.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.