حملات التبرع على «السوشيال ميديا» تثير جدلاً في مصر

كارت شحن بـ10 جنيهات يجمع أكثر من 11 مليوناً في مزاد خيري

هبة راشد رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مرسال للأعمال الخيرية والتنموية» (الشرق الاوسط)
هبة راشد رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مرسال للأعمال الخيرية والتنموية» (الشرق الاوسط)
TT

حملات التبرع على «السوشيال ميديا» تثير جدلاً في مصر

هبة راشد رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مرسال للأعمال الخيرية والتنموية» (الشرق الاوسط)
هبة راشد رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مرسال للأعمال الخيرية والتنموية» (الشرق الاوسط)

أثار مزاد خيري نظمته إحدى المؤسسات الخيرية لبيع كارت شحن قيمته 10 جنيهات، عبر «السوشيال ميديا» جدلاً واسعاً حول ضوابط حملات التبرعات على تلك المواقع، فبينما شددت وزارة التضامن الاجتماعي على ضرورة تنظيم وحوكمة التبرعات الإلكترونية، طالب متابعون بإتاحة الفرصة أمام المتبرعين عبر أي وسيلة.
تلقت مؤسسة «مرسال للأعمال الخيرية والتنموية» رسالة من فتاة شابة تتساءل عن إمكانية قبول تبرعها بـ«كارت شحن» قيمته 10 جنيهات لصالح أطفال الحضّانات قالت فيها: «أنا نفسي أتبرع لحالات الحضّانات اللي عندك... بس مش معايا فلوس... معايا كارت شحن ما استخدمتهوش... فلو ينفع أتبرع برقمه واللي ياخده، ثمنه يروح لحضّانات مرسال». قَبلت الجمعية التبرع، وتقديراً لمبادرة الفتاة نظمت مزاداً «أون لاين» لشراء الكارت.
وأطلقت المؤسسة مزاداً «أون لاين» عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي جمع أكثر من 11 مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 18.6 جنيه مصري) في أقل من 24 ساعة، ودخل الكثير من رجال الأعمال والشركات على خط التبرعات، وأعلنت شركة «فودافون مصر» أنها ستدفع مبلغاً يساوي قيمة المبلغ النهائي الذي سيصل إليه المزاد، وعلّق الفنان محمد هنيدي على عرض «فودافون» على صفحتها بقوله: «طب ما تخليه ضعف المبلغ 3 مرات عشان الحسد».
ويبلغ عدد الجمعيات الأهلية المُسجلة في مصر 52 ألفاً و500 جمعية ومؤسسة، حسب وزارة التضامن الاجتماعي.
وقالت هبة راشد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مرسال للأعمال الخيرية والتنموية»، لـ«الشرق الأوسط» إن «مبادرة الفتاة ببساطتها وعفويتها هي ما دفعني للتفكير في تنظيم مزاد لشراء كارت الشحن كي يكون المبلغ الذي سيتم جمعه تبرعاً باسم الفتاة التي شكّلت إلهاماً للمزايدين ومتابعي الصفحة».
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=6051541374874425&id=100000558671140
في المقابل، قالت وزارة التضامن الاجتماعي في بيان لها عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك» إنه «يُحظر استخدام منصات التواصل الإعلامي في جمع التبرعات النقدية أو العينية إلا بعد موافقة وزارة التضامن الاجتماعي خلال ثلاثة أيام من التقدم للحصول على تصريح موثق محدد به الغرض من جمع التبرعات وأوجه صرفها».
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=369226188576729&id=100064680523614
وأضاف البيان: «تهيب وزارة التضامن الاجتماعي بجميع الأشخاص الطبيعية والاعتبارية الراغبين في جمع التبرعات النقدية أو العينية من خلال المنصات الإلكترونية، وجوب التقدم بطلب تصريح جمع مال مع توضيح الغرض من جمع المال وخطة الصرف التقديرية للتبرعات التي يتم جمعها، على أن تصدر الموافقة خلال ثلاثة أيام عمل على الأكثر».
وردت «مؤسسة مرسال» في بيان عبر صفحتها قالت فيه إن «المؤسسة صادرٌ لها ترخيص جمع المال رقم 124 لسنة 2021 للفترة من شهر يونيو (حزيران) 2021 حتى يوليو (تموز) 2022 بغرض تنمية موارد المؤسسة ومستشفى مرسال وذلك للصرف على أنشطة المؤسسة الخيرية من مساعدات اجتماعية والأنشطة الصحية المقدمة للمرضى، ووسائل التبرع المختلفة المشار إليها ضمن ترخيص جمع المال الصادر للمؤسسة».
فيما طالب متابعون بإتاحة الفرصة أمام المتبرعين عبر أي وسيلة، وجعل عملية التبرع أكثر مرونة.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».