عمر السومة... عقيد تائه في ساحة الحرب

النجم السوري بات محل انقسام الأهلاويين بعد تلاشي نجوميته

عمر السومة... عقيد تائه في ساحة الحرب
TT

عمر السومة... عقيد تائه في ساحة الحرب

عمر السومة... عقيد تائه في ساحة الحرب

يعد النجم السوري عمر السومة علامة فارقة وتاريخية في مسيرة النادي الأهلي، نظراً للعطاءات الكبيرة التي قدمها خلال المواسم الماضية، وتوجته أحد أبرز المحترفين الذين ارتدوا الشعار الأخضر على الإطلاق، فضلاً عن تأثيره الكبير على مستوى منافسات الدوري السعودي، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعاً ملحوظاً في مستوى اللاعب أدى إلى شح تهديفي غير مسبوق في مسيرته، ما جعله محط انتقاد الكثير من الأهلاويين.
والسومة الذي ارتبط مع الأهلي في يوليو (تموز) 2014 قادماً من القادسية بعقد امتد لعامين، استطاع منذ مشاركته الأولى في الدوري السعودي للمحترفين تسجيل 3 أهداف في شباك هجر في المباراة التي انتهت 6/1 لصالح الفريق، ليكون أول هاتريك يسجله مع النادي ليتألق عقبها في العديد من المواسم التي شارك بها.
وشهدت الفترة الأخيرة غياباً واضحاً للحس التهديفي للمحترف السوري، الذي تمكن من التتويج بلقب هداف الدوري السعودي للمحترفين 3 مرات متتالية في الفترة من 2015 إلى 2017، وتسبب في انقسام الأهلاويين بين قدرة اللاعب على العودة للتألق وبين آخرين يرون أن أمر استبداله يتطلب النظر به في حالة عدم استعادة اللاعب مستوياته الفنية والحس التهديفي العالي المعهود.
ويقول المهاجم إبراهيم سويد، الذي سبق له تمثيل فريق الأهلي، إن من الصعوبة استمرار اللاعب بذات المستوى الفني لفترة طويلة دون مروره بانخفاض المستوى، مشيراً إلى أن المشكلة قد لا تكون في اللاعب بقدر ما تكون في المنظومة العامة داخل النادي.
وأوضح سويد، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن المنظومة العامة في النادي الأهلي غير صحية وقد لا تكون مساعدة للسومة، وكذلك أي لاعب سيتم استقطابه على البروز، على حد قوله، مضيفاً: «جميعها تراكمات أثّرت في الفريق واللاعبين، ولا بد من عدم إلقاء اللوم على اللاعب وننسى الأمور الثانية، وصحيح أن هناك تراجعاً في مستوى السومة، وهذا قد لا يكون من اللاعب نفسه».
وعن أسباب هذا التراجع، قال سويد: «أنا كلاعب جيد أحتاج إلى أن تكون منظومة الفريق متكاملة، وعمر السومة لا يستطيع أن يحملك في كل المباريات»، مشيراً إلى حاجة الفريق للاعبين أجانب يصنعون الفارق ويضاهون الموجودين في الأندية المنافسة، مبيناً أن «الموجودين حالياً لا يساعدون المنظومة جيداً، وهذا يؤثر في السومة، وهو لاعب هداف وقناص وفي أسوأ حالاته يسجل، وصحيح أنه ليس هو اللاعب السابق، ولكن هذا لا يحمله اللوم كله من وجهة نظري».

                                   الكثير من المميزات التهديفية افتقدها المحترف السوري في الفترة الأخيرة (تصوير: علي خمج)
وعن إمكانية مساهمة الخطط الفنية للمدربين في تراجع المهاجم، قال سويد: «في السنتين الماضيتين، كم من مدرب مر على النادي الأهلي، والفريق مع ذلك لم يقدم شيئاً... ونحن الآن نلقي باللوم كله على المدرب هاسي وعلى إدارة ماجد النفيعي، ولكن السنوات التي مضت قبل الإدارة الحالية مرت تقريباً ثلاث أو أربع إدارات، وهناك ترسبات أثّرت في اللاعبين، وصحيح أن هاسي ليس بطموح الأهلي ولم يقدم شيئاً، وطريقته وأسلوبه لم يكونا مناسبين للفريق، ولكن ليس ذلك السبب الرئيسي».
وأوضح سويد أن الأهلي بحاجة لاستقطاب عناصر مميزة لدعم الفريق، كون أي مدرب سيحضر لن يقدم المأمول منه ما لم تكن لديه الأدوات الجيدة.
وعن تقدم اللاعب في العمر وما إذا كان أحد العوامل المساهمة في تراجع مستوى اللاعب، قال سويد: «كان لدينا الفرنسي غوميز في الهلال، لماذا لم نقل عنه إنه لاعب كبير في السن ولماذا نجح مع الأزرق؟!»، وقال: «ليس لدي مانع من تغيير السومة، والهلال قام بتغيير غوميز رغم تحقيق اللاعب إنجازات مع الفريق، وأحضر بديلاً له»، متسائلاً: «هل في الأهلي لديك الإمكانات أن تستبعد السومة وتُحضر لاعباً أفضل منه؟».
وأضاف: «أجد أن إدارة الأهلي ليست لديها الملاءة المالية الكافية لاستقطاب لاعب أفضل من السومة، لذلك أنا مع بقاء اللاعب، وليست لدي مشكلة في أن يتم تغيير الفريق ككل لكن الأهم يظل في استقطاب أفضل منهم».
وأكد سويد قدرة السومة على العطاء، واصفاً إياه باللاعب الهداف الذي لم تساعده المنظومة، وقال: «لن أطلب من السومة أن يستلم الكرة من وسط الملعب ويتجاوز بها خط دفاع المنافس والتسجيل، فهذا ليس طريقة اللاعب ولا أسلوبه حتى يوم كان في عزه، فهو ليس لاعباً مراوغاً ويستطيع المرور من واحد واثنين وثلاثة، بل هو لاعب صندوق، ويتميز بقوة التسديد والكرات الثابتة، ويتميز بأنه قناص داخل منطقة الجزاء، واللاعب لن يستطيع تغيير إمكاناته وطريقته».
وعما يحتاج إليه المهاجم من أدوات مساعدة، قال: «المهاجم يحتاج إلى لاعبي وسط إمكاناتهم عالية، وأن يكون الفريق في أفضل حالاته، ليتمكن من الإنجاز، وأحياناً يكون في مباراة أو مباراتين لا يوفق في التسجيل، فلا بد أن يكون لديك دفاع ممتاز وأحياناً المهاجم إذا لم يسجل تجد لديه لاعبي وسط يسجلون... فأين لاعبو الوسط الهدافون لديك بالفريق؟»، مضيفاً: «سالم الدوسري لاعب وسط وهل لديك مثله في النادي الأهلي؟».
من جانبه، قال علي العبدلي، لاعب الأهلي السابق، إن السومة لا يختلف عليه اثنان، ولكن كثرة الإصابات التي تعرض لها مع تغيير المدربين أسهمت في هبوط مستوى اللاعب، مشيراً إلى أن «السومة لاعب صندوق وقادر على اقتناص أنصاف الفرص، والكرة الحديثة الآن كرة شاملة، فالمهاجم يصنع ويسجل، وكل لاعب معرض للمرور بهبوط في المستوى، وهو أمر طبيعي في كرة القدم، ولذلك أجد من المنصف أن يمنح اللاعب فرصة للعودة لسابق عهده ولو لموسم رياضي جديد، ومن ثم تقييم مشاركته مع الفريق»، منوهاً بحاجة اللاعب لالتفاف الجماهير حوله ودعمه ومؤازرته لتجاوز حالة سوء التوفيق التي تلازمه، مشدداً على وفاء الجماهير الأهلاوية مع جميع اللاعبين وثقته بدعمها ومؤازرتها للسومة لاستعادة مستوياته المعهودة.
وعن أسباب تراجع مستوى السومة والحس التهديفي، قال العبدلي: «أولا هي الإصابات التي تمثل عدواً لأي لاعب، إلى جانب أن وضع الفريق في الفترة الأخيرة لم يساعده في ظل عدم استقرار بالفريق وعدم التوفيق الذي صاحب المحترفين الأجانب، إلى جانب المدرب السابق هاسي الذي أسهم كذلك في تراجع الفريق ومستوى اللاعب بشكل عام، ومتى ما كانت الأمور من حوله جيدة راح يبدع وينتج».


مقالات ذات صلة

مدرب الشباب عن إصابة حمد الله: اسألوا الطبيب!

رياضة سعودية بيريرا ومساعده خلال مباراة الشباب أمام الأخدود (تصوير: عدنان مهدلي)

مدرب الشباب عن إصابة حمد الله: اسألوا الطبيب!

عَدَّ البرتغالي فيتور بيريرا، مدرب الشباب، أن الخروج من أمام الأخدود بنقطة يُعدّ نتيجة جيدة قياساً بظروف الفريق.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية بيولي مدرب فريق النصر (تصوير: نايف العتيبي)

بيولي: خسر النصر بسبب «أخطائه»

قال الإيطالي ستيفانو بيولي مدرب فريق النصر إن الخسارة أمام القادسية كانت بسبب أخطاء مرتكبة من جانب فريقه، مشيراً إلى أن غياب تاليسكا عن المباراة مؤثر.

فارس الفزي (الرياض ) نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية ميشيل غونزاليس مدرب فريق القادسية (تصوير: نايف العتيبي)

غونزاليس: هزمت أفضل مدرب في الدوري السعودي

قال غونزاليس مدرب فريق القادسية إن لاعبي فريقه جعلوه من أسعد المدربين بالعالم بعد تحقيق الفوز أمام النصر، وأن فريقه واجه فريق بيولي أفضل مدرب في الدوري السعودي.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية رونالدو قائد النصر محبط عقب الخسارة (رويترز)

الدوري السعودي: لدغة أوباميانغ تحبط فرحة رونالدو

ألحق القادسية الخسارة الأولى بفريق النصر في الدوري السعودي للمحترفين، بعدما كسب اللقاء الذي جمع بينهما ضمن الجولة الحادية عشرة بنتيجة 2/1.

نواف العقيل (الرياض )
رياضة سعودية من مباراة الأخدود والشباب (تصوير: عدنان مهدلي)

الدوري السعودي: الأخدود يوقف انتصارات الشباب

أوقف الأخدود انطلاقة الشباب بالدوري السعودي للمحترفين، بالتعادل بهدف لمثله في اللقاء الذي جمع بينهما ضمن الجولة الـ11 من البطولة.

علي الكليب (نجران)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.