كيف نحارب تغير المناخ بالنظام الغذائي؟

كيف نحارب تغير المناخ بالنظام الغذائي؟
TT

كيف نحارب تغير المناخ بالنظام الغذائي؟

كيف نحارب تغير المناخ بالنظام الغذائي؟

وجد مجموعة من العلماء أن تناول الأطعمة مثل اللحوم المُصنَّعة في المختبر سيساعد في وقف تغير المناخ. ولكن أدى استبدال 80 في المائة من مصادر الغذاء الحيواني بخيارات نباتية إلى انخفاض بنسبة 75 في المائة من تأثير المناخ، وذلك حسبما نشرت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست».
ووجدت الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون من فنلندا أن الأنظمة الغذائية التي تقلل ببساطة من اللحوم ومنتجات الألبان تعتبر صديقة للمناخ تقريبًا مثل الأنظمة الغذائية التي تعتمد على اللحوم والحليب المزروعة في المزارع.
وشكلت الزراعة العالمية والنظم الغذائية، وخاصة إنتاج اللحوم والألبان، 31 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عام 2021، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).
وفي هذا الاطار، ابتكر الباحثون نموذجًا يحسب كيف تقلل النظم الغذائية المختلفة من احتمالية الاحترار العالمي. ومع بعض التغيير والتبديل حصلوا على هذا التخفيض بنسبة تصل إلى 80 في المائة، لكن؛ بعض أنواع النظام الغذائي حصل على الكثير من البروتين من أشياء مثل اللحوم المستزرعة القائمة على الخلايا والطحالب الدقيقة والحليب المنتج في خزان من خلايا ثدي البقر. إلا ان المفاجأة السعيدة كانت أن الأنظمة الغذائية التي تقلل ببساطة من اللحوم ومنتجات الألبان كانت صديقة للمناخ تقريبًا.
وقد أظهر نموذج الدراسة الجديدة أن استبدال 80 في المائة من مصادر الغذاء الحيواني بخيارات نباتية أدى إلى انخفاض بنسبة 75 في المائة من تأثير المناخ. وكان تقليل استهلاك اللحوم وحده مسؤولاً عن تأثير بيئي أقل بنسبة 60 في المائة. وان الرسالة التي ارادت الدراسة إيصالها هي «أن لدينا مسارات غذائية إلى الأمام».
وان هذه المسارات ستكون ضرورية، كما يقول الخبراء.
ومن المتوقع أن يبلغ عدد الأفواه التي يجب إطعامها في العالم 9.7 مليار عام 2050، بزيادة قدرها 1.9 مليار عن اليوم. في الوقت نفسه، وقعت كل دولة تقريبًا على اتفاقية باريس للمناخ؛ وهي تعهد بالبدء في التحول إلى اقتصاد خالٍ من الكربون لمحاربة تغير المناخ. وسيكون الطعام جزءًا كبيرًا من ذلك.
جدير بالذكر، شكلت الزراعة العالمية وأنظمة الغذاء ما يصل إلى 31 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عام 2021، وفقًا لمنظمة «الفاو». وقد مثلت الزراعة في الولايات المتحدة وحدها 11 في المائة.


مقالات ذات صلة

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
أوروبا وزيرة البيئة الأوكرانية تلقي كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) في أذربيجان 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تُقدّر الضرر البيئي نتيجة الحرب بـ71 مليار دولار

قالت وزيرة البيئة الأوكرانية إن الضرر البيئي بسبب العمليات العسكرية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير 2022 يقدّر بـ71 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
بيئة ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية يُهدد خطط المناخ

أظهرت أوراق بحثية أن الأراضي الرطبة الاستوائية حول العالم بات نبعث منها كميات من غاز الميثان أكبر من أي وقت مضى.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق صورة نشرها العلماء للدودة الجديدة المكتشَفة

دودة تأكل البلاستيك... اكتشاف لتقليل التلوث بسرعة وكفاءة

اكتشف عدد من العلماء دودة آكلة للبلاستيك  في كينيا، قالوا إنها يمكن أن تُحدث ثورة في تقليل التلوث بسرعة وكفاءة.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
آسيا أشخاص يقودون سياراتهم وسط ضباب دخاني كثيف في لاهور بباكستان... 11 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة تحذّر من ضباب دخاني سام في باكستان يعرض الأطفال للخطر

حذرت وكالة الأمم المتحدة للطفولة، اليوم الاثنين، من أن صحة 11 مليون طفل في إقليم البنجاب بشرق باكستان معرضة للخطر بسبب تلوث الهواء.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
TT

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو الفنلندية، إلى أنّ الوقوف لفترات طويلة في العمل له تأثير سلبي في قياسات ضغط الدم على مدى 24 ساعة.

وتكشف النتائج عن أنّ الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم، إذ يعزّز الجسم مسارات الدورة الدموية إلى الأطراف السفلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية وزيادة قوة ضخّ القلب. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط قضاء مزيد من الوقت في وضعية الجلوس في العمل بتحسُّن ضغط الدم.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ميديسين آند ساينس إن سبورتس آند إكسيرسيس»، إلى أنّ السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

تقول الباحثة في الدراسة، الدكتورة جووا نورها، من جامعة «توركو» الفنلندية: «بدلاً من القياس الواحد، فإن قياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة هو مؤشر أفضل لكيفية معرفة تأثير ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية طوال اليوم والليل».

وتوضِّح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «إذا كان ضغط الدم مرتفعاً قليلاً طوال اليوم ولم ينخفض ​​بشكل كافٍ حتى في الليل، فتبدأ الأوعية الدموية في التصلُّب؛ وعلى القلب أن يبذل جهداً أكبر للتعامل مع هذا الضغط المتزايد. وعلى مرّ السنوات، يمكن أن يؤدّي هذا إلى تطوّر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وأظهرت دراسات سابقة أنّ ممارسة الرياضة في وقت الفراغ أكثر فائدة للجهاز القلبي الوعائي من النشاط البدني الناتج عن العمل، الذي ربما يكون ضاراً بالصحّة، مشدّدة على أنّ التمارين الرياضية المنتظمة مهمة للسيطرة على ضغط الدم.

وعلى وجه الخصوص، تعدّ التمارين الهوائية الأكثر قوة فعالةً في خفض ضغط الدم، ولكن وفق نتائج الدراسة الجديدة، فإنّ النشاط البدني اليومي يمكن أن يكون له أيضاً تأثير مفيد.

في الدراسة الفنلندية، تم قياس النشاط البدني لموظفي البلدية الذين يقتربون من سنّ التقاعد باستخدام أجهزة قياس التسارع التي يجري ارتداؤها على الفخذ خلال ساعات العمل، وأوقات الفراغ، وأيام الإجازة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المشاركون في البحث جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول الذي يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 30 دقيقة لمدّة 24 ساعة.

وتؤكد النتائج أنّ طبيعة النشاط البدني الذي نمارسه في العمل يمكن أن يكون ضاراً بالقلب والجهاز الدوري. وبشكل خاص، يمكن للوقوف لفترات طويلة أن يرفع ضغط الدم.

وتوصي نورها بأنه «يمكن أن يوفر الوقوف أحياناً تغييراً لطيفاً عن وضعية الجلوس المستمر على المكتب، ولكن الوقوف كثيراً يمكن أن يكون ضاراً. من الجيد أن تأخذ استراحة من الوقوف خلال العمل، إما بالمشي كل نصف ساعة أو الجلوس لبعض أجزاء من اليوم».

ويؤكد الباحثون أهمية النشاط البدني الترفيهي لكل من العاملين في المكاتب وفي أعمال البناء، وتشدّد نورها على أنه «جيد أن نتذكّر أنّ النشاط البدني في العمل ليس كافياً بذاته. وأنّ الانخراط في تمارين بدنية متنوّعة خلال وقت الفراغ يساعد على الحفاظ على اللياقة البدنية، مما يجعل الإجهاد المرتبط بالعمل أكثر قابلية للإدارة».