تسجيل أعلى معدل نمو للاقتصاد السعودي منذ 2011

بسبب ارتفاع الأنشطة النفطية 20 % وأداء القطاع غير البترولي 3.7 %

تصاعد النشاط النفطي يدفع بالاقتصاد السعودي إلى النمو بوتيرة متسارعة (الشرق الأوسط)
تصاعد النشاط النفطي يدفع بالاقتصاد السعودي إلى النمو بوتيرة متسارعة (الشرق الأوسط)
TT

تسجيل أعلى معدل نمو للاقتصاد السعودي منذ 2011

تصاعد النشاط النفطي يدفع بالاقتصاد السعودي إلى النمو بوتيرة متسارعة (الشرق الأوسط)
تصاعد النشاط النفطي يدفع بالاقتصاد السعودي إلى النمو بوتيرة متسارعة (الشرق الأوسط)

أفصحت الجهات الإحصائية السعودية، أمس، عن تسجيل الاقتصاد السعودي أعلى معدل نمو تشهده البلاد منذ عام 2011، مرجعة ذلك إلى ارتفاع النشاط النفطي المتصاعد حالياً في الأسواق العالمية، بجانب تنامي الأنشطة غير النفطية في البلاد بعد التعافي من وباء «كورونا المستجد».
وقالت «الهيئة العامة للإحصاء»، وفقاً للتقديرات السريعة التي قامت بها، إن الناتج المحلي الإجمالي للسعودية بالأسعار الثابتة ارتفع بنسبة 9.6 في المائة خلال الربع الأول من عام 2022 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021، محققاً أعلى معدل نمو منذ عام 2011.
وتتزامن هذه الإحصاءات الرسمية عن الحكومة السعودية، مع تقديرات صندوق النقد الدولي قبل أيام؛ حيث أعلن أن الاقتصاد السعودي سجل أسرع وتيرة نمو بين دول «مجموعة العشرين»؛ الأكبر اقتصاداً في العالم، بنسبة 2.8 في المائة، حيث قدر حجم النمو للعام الحالي بـ7.6 في المائة.
وأرجعت «هيئة الإحصاء» النمو الإيجابي المعلن، أمس، إلى الارتفاع الكبير الذي حققته الأنشطة النفطية بنسبة 20.4 في المائة، بالإضافة إلى الارتفاع الذي حققته الأنشطة غير النفطية بنسبة 3.7 في المائة، كما حققت أنشطة الخدمات الحكومية ارتفاعاً بنسبة 2.4 في المائة.
ومقارنة بالربع الرابع من 2021، حقق الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المعدل ارتفاعاً بـ2.2 في المائة خلال الربع الأول من 2022.
وتعرف الهيئة «التقديرات السريعة للناتج المحلي الإجمالي - ربع السنوي» بأنها عملية تقدير الحسابات القومية ربع السنوية التي يتم إجراؤها خلال فترة قصيرة بعد انتهاء الربع المرجعي عندما تكون البيانات المتعلقة بالربع لا تزال غير مكتملة.
وكانت الهيئة قد بدأت نشر تقديرات سريعة للناتج المحلي الإجمالي ربع السنوي بدءاً من الربع الثالث من 2020، من أجل توفير معلومات في الوقت المناسب عن الاقتصاد السعودي لصناع القرار والمستخدمين.
وبالمؤشرات المحلية والتقديرات الدولية، واصل الاقتصاد السعودي انتعاشة من تداعيات أزمة وباء «كورونا المستجد» وتحرر الاقتصاد من تداعياته وعودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها، مما دفع إلى تعديل التصنيف الائتماني للاقتصاد الوطني.
وعدلت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني في أبريل (نيسان) الماضي نظرتها المستقبلية للسعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» مع تأكيد التصنيف عند «A»، مؤكدة في تقريرها الجديد أن تصنيفها المرتفع نتيجة لالتزام المملكة بتعزيز حكومة المالية العامة، واستمرارها في الإصلاحات الهيكلية، وتطبيقها العديد من خطط تنويع الاقتصاد، بالإضافة إلى ارتفاع إيراداتها النفطية نتيجة تحسن أسعارها.
وترى «فيتش» أنه سيستقر حجم الدين العام كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي إلى ما دون 30 في المائة حتى عام 2025، مدعوماً بسعي المملكة إلى الإبقاء على احتياطات مالية كبيرة خلال الفترة المقبلة؛ بما في ذلك الودائع في البنك المركزي.
وتوقعت في تقريرها استمرار النمو الإيجابي في الاقتصاد السعودي وتسجيل فوائض في الميزانية خلال العامين الحالي 2022 والمقبل 2023 لأول مرة منذ عام 2013، نتيجة انتعاش أسعار النفط، في وقت قدرت فيه الوكالة خلال وقت سابق من هذا العام ارتفاعاً بارزاً في أسعار النفط.


مقالات ذات صلة

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.