مطالب بمحاكمة وزير الشرطة الإسرائيلي السابق لمنعه محاكمة متهم بقتل عربي

TT

مطالب بمحاكمة وزير الشرطة الإسرائيلي السابق لمنعه محاكمة متهم بقتل عربي

في أعقاب الكشف عن معلومات جديدة حول ملابسات قيام مواطن يهودي في اللد بقتل الشاب العربي موسى حسونة، توجهت «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية في إسرائيل، بطلب إلى المستشارة القضائية للحكومة، دعت فيه إلى إعادة فتح ملف التحقيق ومحاكمة وزير الشرطة السابق، أمير أوحانا، الذي كشف عن تدخله بمسار التحقيق لصالح المجرمين وبهدف تبرئتهم.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لـ«المشتركة» في رسالته، إن «إغلاق ملف التحقيق في قتل الشهيد حسونة هو تمييز صارخ بين دم العربي ودم اليهودي، يعطي الضوء الأخضر للمجرم القادم لتنفيذ جريمة قتل أخرى».
وكان حسونة قد قتل في أحداث وقعت بمدينة اللد يوم 10 مايو (أيار) 2021 خلال المظاهرات التي شهدتها المدينة، في أعقاب الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح في القدس، وتضامناً مع قطاع غزة الذي تعرض لعملية حربية إسرائيلية. وفي حينه، اصطدم المتظاهرون العرب مع الشرطة، وقام يهود مسلحون بإطلاق الرصاص نحوهم. وقد اعتقل 5 مشبوهين يهود للتحقيق معهم. وبعد 5 أشهر، أعلنت الشرطة عن إغلاق الملف ضد 4 من المشتبه فيهم، بحجة عدم وجود تهمة، وإغلاق ملف المشتبه فيه الخامس بحجة عدم توفر الأدلة الكافية لتثبيت تهمة إطلاق النار الذي تسبب في قتل موسى حسونة. كما ورد من النيابة أن المشتبه فيهم ادعوا الدفاع عن النفس وأنه قُبلت ادعاءاتهم، وعلى أثر ذلك أُغلقت الملفات.
وقدم مركز «عدالة» القانوني استئنافاً باسم عائلة الشهيد موسى حسونة ضد إغلاق الملف. وجاء في الالتماس أن «مواد التحقيق تشتمل على أدلة أكثر من كافية لتقديم المجرمين للمحاكمة وحتى إدانتهم بالقتل العمد، وكيف تم إغلاق الملفات بضغط سياسي وتدخل جهات في الشرطة وتقاعس بعض موظفي جهاز إنفاذ القانون عن أداء عملهم عمداً لإغلاق الملف».
ويُظهر الاستئناف الذي قُدم بواسطة المحامية ناريمان شحادة زعبي «إجراء تحقيق سطحي وغير مهني ويفتقر إلى الحد الأدنى من الجدية للوصول إلى الحقيقة، ووجود إخفاقات وثغرات عديدة في سير التحقيق، وعدم استكمال التحقيقات حتى نهايتها؛ بداية بعدم تجميع المقاطع المصورة من مكان الجريمة، وإطلاق سراح المشتبه فيهم قبل الحصول على رأي المختص بشأن الرصاص الذي وجد في جثمان الشهيد موسى حسونة ومصابين آخرين». ويقول إن «مواد التحقيق تفند كلياً ذريعة الدفاع عن النفس، التي أغلق الملف بسببها؛ حيث وُجد المستوطنون في ساحة الحادثة بعد دعوات جرت عبر مجموعات (واتساب)، بهدف إقامة مسيرة أعلام إسرائيلية احتفالاً بيوم القدس، واتفقوا فيما بينهم على رفع أعلام إسرائيل بهدف استفزاز العرب بمحاذاة دوار الزهور (كيكار هبراحيم)، وهو منطقة احتكاك تفصل بين السكان العرب والمستوطنين الذين كان قسم منهم مسلحين، مترقبين إمكانية الاحتكاك مع المواطنين العرب».
ويشير الالتماس إلى أن «القاتل اعترف خلال التحقيق بالتهمة، والشهود الآخرين أكدوا أن المشتبه رقم (5) (أطلق الرصاص بهدف التحذير)». وضمن مواد التحقيق التي جرى الحصول عليها، شريط مصور لمحادثة بين محققين، وهي محادثة شخصية دون وجود الموقوفين، وتدل على التدخل السياسي بمجرى التحقيق.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.