الحلقة الأخيرة من «الاختيار 3» تكشف كواليس عزل مرسي

صورة اجتماع الفريق السيسي مع القوى الوطنية في 3 يوليو 2013 في مسلسل «الاختيار 3»
صورة اجتماع الفريق السيسي مع القوى الوطنية في 3 يوليو 2013 في مسلسل «الاختيار 3»
TT

الحلقة الأخيرة من «الاختيار 3» تكشف كواليس عزل مرسي

صورة اجتماع الفريق السيسي مع القوى الوطنية في 3 يوليو 2013 في مسلسل «الاختيار 3»
صورة اجتماع الفريق السيسي مع القوى الوطنية في 3 يوليو 2013 في مسلسل «الاختيار 3»

كشفت الحلقة «الدرامية» الأخيرة من مسلسل «الاختيار 3» تفاصيل الساعات الأخيرة قبل عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي واجتماع وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالقوى الوطنية.
وأظهرت الحلقة 29 من المسلسل التي أذيعت مساء أمس (السبت) نصيحة الفريق السيسي للرئيس مرسي بالاستماع إلى مطالب الشعب وقتها وهي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وقال له السيسي: «هناك حالة احتقان تزيد كل ساعة. وكل دقيقة بنتأخر فيها في التعامل مع مطلبهم ده. بتعرض البلد لخطر شديد».
ووفقاً للحلقة، فقد عرض الفريق السيسي اقتراحاً على مرسي آنذاك بإجراء استفتاء شعبي على منصب رئيس الجمهورية «لنزع فتيل الأزمة الموجودة في الشارع»، وهو ما رفضه الرئيس قائلاً: «أنا رئيس مدني منتخب، والشرعية معي»، وأن «على المعارضة أن تنتظر وترشح اللي يعجبها بعد نهاية مدتي»، وأظهرت الحلقة رد الفريق السيسي على الرئيس مرسي بأن الملايين الموجودة في الشارع منذ 48 ساعة، في إشارة لتظاهرات 30 يونيو (حزيران) 2013، «ماسمهمش معارضة لكن اسمهم الشعب المصري»، تعقيباً على وصف مرسي لهم في هذا الاجتماع، كما حذر الفريق السيسي من «خروج الأمور عن السيطرة»، وأن أكثر من 30 مليون يطالبون برحيل مرسي، مطالباً الرئيس بالانتباه إلى «اللحظة الاستثنائية» لمصر.
https://www.youtube.com/watch?v=T3eAQ5SHX7E
وعقب هذا المشهد، أظهرت الحلقة اجتماع الفريق السيسي مع القوى الوطنية والمعروف باجتماع 3 يوليو (تموز) 2012. والذي سبق إعلان الفريق السيسي عن «خريطة الطريق» وذلك بتعطيل العمل بالدستور وعزل مرسي وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور منصب رئيس الجمهورية، وتكليف الرئيس بتشكيل حكومة كفاءات وطنية لإدارة شؤون البلاد. وأظهر المشهد التمثيلي شكر الفريق السيسي للقوى الوطنية، وعزم السيسي على اتخاذ «قرار مصيري البلد محتاجاه»، وأشار المشهد التمثيلي إلى محاولة الجيش للاتصال بالدكتور سعد الكتاتني ليكون ممثلاً عن حزب «الحرية والعدالة» التابع لجماعة «الإخوان» لحضور اجتماع القوى الوطنية لكنه رفض الحضور.
وأظهر المشهد التمثيلي سؤال الفريق السيسي إلى الإمام الطيب شيخ الأزهر عن رأيه في الأحداث، وأشار المشهد إلى حديث الطيب عن «قانون الشرع الإسلامي أن ارتكاب أخف الضررين واجب شرعي، ولذلك إجراء انتخابات رئاسية مبكرة هو الحل لحقن دماء المصريين»، كما وجه الفريق التساؤل ذاته للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،، وأشار السيسي إلى أنه في حالة عزل مرسي قد يكون هناك عنف تجاه الكنائس والأديرة، ونقل المشهد قول البابا إن في حالة العنف «سنصلي في البيوت، وأن وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».
https://www.youtube.com/watch?v=NTWetkbr_DY&t=52s
ووثقت الحلقة الدرامية قول الفريق السيسي، الذي يؤدي دوره الممثل ياسر جلال، قوله: «القرار اللي هناخده ده أنا هدفع تمنه أنا وأبنائي من الجيش والشرطة».
وكان مخرج «الاختيار 3» بيتر ميمي كشف عن تفاصيل حلقة أمس (السبت) عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك» أن الحلقة 29 هي الحلقة الدرامية الأخيرة، وأن الحلقة الأخيرة من المسلسل المتوقع عرضها اليوم (الأحد) ستكون حلقة تسجيلية.
وكتب ميمي: «شكراً للثقة الكبيرة أننا نكون جزءاً من تسجيل فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث... وأشكر فريق العمل الذي تحمل المسؤولية لأكثر من 3 سنين. الحلقة 29 بعنوان النهاية، والحلقة 30 وهي حلقة تسجيلية هامة جداً من إعداد ورؤية الصحافي أحمد الدرينى». وكتب الصحافي المصري الدريني أن الحلقة الأخيرة ستكون وثائقية، من إخراج شريف سعيد.

ومزج «الاختيار 3» - والذي جاء تحت عنوان «القرار» - بين المشاهد الدرامية لفترة حكم الرئيس مرسي للبلاد، وتحركات «جماعة الإخوان المسلمين» وقتها، من خلال خطوط درامية عن أحوال البلد آنذاك وبداية تدشين حركة «تمرد» لإسقاط مرسي، وبين مشاهد وثائقية حقيقية لاجتماعات بين الجيش وقيادات من جماعة «الإخوان» قبل تولي الحكم أبرزهم محمد مرسي وخيرت الشاطر.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي علق على مسلسل «الاختيار 3» منذ أيام خلال كلمته في الإفطار السنوي للأسرة المصرية، قائلاً إن ما عرضه المسلسل «هو ما حدث في الواقع في ذلك الوقت».
وحقق مسلسل «الاختيار» صدى واسعاً خلال الموسمين الماضيين، ويواصل تصدره الترند للعام الثالث على التوالي. وتناول العمل في موسمه الأول، مجابهة الجيش المصري للتنظيمات الإرهابية، وخصوصاً في شمال سيناء. وفي موسمه الثاني، حظي المسلسل بنسبة مشاهدة كبيرة في موسم رمضان الماضي، إذ احتل مرتبة متقدمة في السباق الرمضاني، وفق متابعين ونقاد، وتناول الجزء الثاني تضحيات «رجال الظل» أو الأمن الوطني، بوزارة الداخلية المصرية، وتسليط الضوء على الاضطرابات الأمنية التي شهدتها مصر عقب ثورة 2013.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.