أول عملية إجلاء لمدنيين من مصنع آزوفستال في ماريوبول

صورة نشرتها شركة ماكسار للأقمار الصناعية تظهر مصنع آزوفستال مدمراً جراء القصف الروسي (أ.ف.ب)
صورة نشرتها شركة ماكسار للأقمار الصناعية تظهر مصنع آزوفستال مدمراً جراء القصف الروسي (أ.ف.ب)
TT

أول عملية إجلاء لمدنيين من مصنع آزوفستال في ماريوبول

صورة نشرتها شركة ماكسار للأقمار الصناعية تظهر مصنع آزوفستال مدمراً جراء القصف الروسي (أ.ف.ب)
صورة نشرتها شركة ماكسار للأقمار الصناعية تظهر مصنع آزوفستال مدمراً جراء القصف الروسي (أ.ف.ب)

أُخرجت مجموعة أولى من المدنيين ليل السبت - الأحد من مصنع آزوفستال للصلب، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في ماريوبول بشرق أوكرانيا، وهي المنطقة التي يركز فيها الجيش الروسي معظم قوته.
ويمثل خروج عشرين مدنياً من تحت الأرض من هذا المجمع الصناعي الضخم خطوة أولى من نوعها، إذ فشلت كل محاولات الإجلاء السابقة في هذه المدينة الساحلية الواقعة في جنوب شرقي البلاد والتي دُمرت بشكل شبه كامل بعد أسابيع من الحصار.
وقال سفياتوسلاف بالامار، نائب قائد كتيبة آزوف التي تؤمّن حماية هذه المنطقة الصناعية، إن «عشرين مدنياً هم نساء وأطفال نُقلوا إلى مكان مناسب، ونأمل في إجلائهم إلى زابوريجيا الواقعة في الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا».
وأشار بالامار إلى أن «كتيبة آزوف تواصل إزالة الأنقاض لإخراج المدنيين. نأمل أن يستمر هذا الإجراء حتى نتمكن من إجلاء جميع المدنيين».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت لاحق أن مجموعتين من المدنيين غادرتا المنطقة السكنية المحيطة بمصنع الصلب في آزوفستال حيث تقول كييف إن مئات من المقاتلين والمدنيين الأوكرانيين لا يزالون يحتمون في شبكة أنفاق تعود إلى الحقبة السوفياتية.
وقالت الوزارة إن إجمالي 46 مدنيا غادروا المنطقة وتم تزويدهم بالطعام والمأوى.
وتطرق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى هذا الموضوع في كلمة له عبر الفيديو مساء أمس (السبت)، قائلاً: «نبذل قصارى جهدنا لضمان تنفيذ مهمة الإجلاء من ماريوبول».
تُظهر صور حديثة لشركة «ماكسار تكنولوجيز» التُقطت بالأقمار الصناعية في 29 أبريل (نيسان)، دماراً في كل مباني مجمع مصانع الصلب في آزوفستال تقريباً.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال زيارته كييف (الخميس)، أن المنظمة الدولية تبذل «ما في وسعها» لإجلاء المدنيين المحاصرين في مدينة ماريوبول في جنوب شرقي أوكرانيا والتي كان عدد سكانها يبلغ نصف مليون نسمة قبل بدء الغزو الروسي نهاية فبراير (شباط).
وستتيح السيطرة الكاملة على هذه المدينة لموسكو ربط الأراضي التي تحتلها في الجنوب، لا سيما شبه جزيرة القرم التي ضمّتها في 2014 بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لها في الشرق.
في الشرق الأوكراني تحديداً، يسعى الجيش الروسي المتفوق عديداً على خصمه الأوكراني والمسلح بشكل أفضل، إلى محاصرة القوات الأوكرانية من الشمال والجنوب، من أجل إحكام سيطرته على دونباس.
ويتعلق الأمر بـ«المرحلة الثانية» من «العملية العسكرية الخاصة» التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير بعد انسحاب القوات الروسية من شمال أوكرانيا ومن منطقة كييف بعد فشلها بالسيطرة عليها.
وقالت إيرينا ريباكوفا، المسؤولة الإعلامية في اللواء 93 التابع للقوات الأوكرانية، إن «الأمر ليس كما كان عام 2014، لا توجد جبهة محددة على طول محور»، في إشارة منها إلى الحرب التي تواجهت فيها كييف مع انفصاليين موالين لروسيا في هذه المنطقة منذ ثماني سنوات ولم تتوقف بشكل نهائي.
وأضافت: «قرية لهم وقرية لنا: يجب تصوّر رقعة شطرنج»، مشددةً على أنه «ليس بمقدورنا الآن أن نُبعد العدوّ».

وحذر زيلينسكي أمس، من أن الروس «شكّلوا تعزيزات في منطقة خاركيف، محاولين زيادة الضغط في دونباس».
توازياً، قال مسؤول عسكري أوكراني كبير مساء أمس، إنه أبلغ رئيس أركان الجيش الأميركي مارك ميلي: «بالوضع الصعب في شرق بلادنا، خصوصاً في منطقتي إيزيوم وسييفيرودونيتسك، حيث ركز العدو معظم جهوده وقواته الأكثر استعداداً للقتال»، في إشارة إلى المدينتين الواقعتين تقريباً في محور خاركيف ولوغانسك.
وقال الجنرال فاليري زالوجني على صفحة «فيسبوك» الخاصة بأركان الجيش الأوكراني: «رغم الوضع المعقد، فإننا نؤمّن الدفاع ونحافظ على خطوط المواجهة والمواقع التي نتّخذها».
وتتعرض المناطق الواقعة في شمال شرقي خاركيف، ثانية مدن البلاد التي كان عدد سكانها نحو 1.5 مليون نسمة قبل الحرب، لقصف بصواريخ روسية يومياً، ما يتسبب في مقتل مدنيين.
غير أن الوضع يتغير في بعض الأحيان. فقد استعادت القوات الأوكرانية (الجمعة) بلدة روسكا لوزوفا التي تضم آلاف السكان وتقع على مسافة نحو عشرين كيلومتراً من مدينة خاركيف، بعدما كانت تحت سيطرة القوات الروسية لشهرين.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى التحرك في أعقاب هجوم صاروخي جديد وهجوم بالمسيرات شنتهما روسيا على بلاده

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.