كعك العيد يواكب موجة «التغذية الواعية»

دقيق اللوز بدلاً من الطحين الأبيض... والستيفيا عوضاً عن السكر

حلويات عيد الفطر المبارك
حلويات عيد الفطر المبارك
TT

كعك العيد يواكب موجة «التغذية الواعية»

حلويات عيد الفطر المبارك
حلويات عيد الفطر المبارك

أمام الأطباق الموروثة لا مكان للفوارق الهرمية، فالجميع يتوق لمذاق تأصل عبر سنوات، ومن بين ذلك يأتي كعك عيد الفطر بجميع أنواعه وأصنافه، المحشو منه والسادة.
واحدة من التجارب الواعدة في مجال «التغذية الواعية» هو مشروع «إيت غود Eat good» والذي يستهدف تقديم خيارات صحية طيبة المذاق.
ويستهدف المشروع القائم عليه مجموعة من خبراء الطهي والتغذية، تقديم كعك آمن من دون سكر أو دهون مُشبعة، كما ينصح بخيارات خالية من الجلوتين وأخرى جُهزت خصيصاً لمرضى السكري والقلب، وأما هواة إنقاص الوزن فسيجدون أنفسهم أمام بدائل عدة دون حرمان من التذوق.
وتقول أسماء ستيت، مؤسسة المشروع، لـ«الشرق الأوسط»: «نستهدف تقديم أطباق مناسبة لمرضى السكر وأنواع الحساسية المختلفة، وكذلك للراغبين في إنقاص الوزن، من خلال تجهيز الأكلات الشائعة والمحببة ببدائل صحية تحرص على المذاق الجذاب والقيمة الغذائية معاً».

وتضيف: «وراء (إيت غود) مجموعة من خبراء الطهي وأطباء التغذية، وهم من يقررون المقادير المناسبة حسب الحالة الصحية للمستهلك، فمريض القلب له منتج يختلف عن السكري أو مريض السرطان، كما نهتم بالراغبين في اتباع نظام تغذية سليم، وإن كانوا لا يعانون من الأمراض».
الكعك هو مزيج من الطحين والسمن والسكر، أي ثالوث أمراض العصر، وتقديمه بأسلوب صحي ربما أمر يحتاج إلى كثير من التجربة والبحث، تقول ستيت عن تجربة مشروعها: «الكعك طبق موروث يصعب تغيير وصفته الأصيلة وإلّا اختلّ المذاق وفقد سحره، حتى إنه بات على رأس قائمة الممنوع لرواد اتجاه التغذية الواعية».
غزا وسم (كعك_من دون_سكر) مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات حول إمكانية تقديم الكعك بأقل سعرات حرارية، وأقل مخاطر صحية. وتجيب مؤسِّسة «إيت غود»: «تقوم الفكرة على استبدال طحين اللوز بالطحين الأبيض، ويتم استخدام نوع من السكر يطلق عليه السوربيتول بدلا من السكر الأبيض، وهو سكر خالِ من الكربوهيدرات وبالتالي يحد من رفع سكر الدم، على عكس السكر الأبيض المتعارف عليه، مع إضافة قليل من مادة دهنية طبيعية، بذلك تأتي النتيجة كعكاً خالياً من السكر، سعراته الحرارية محدودة للغاية مقارنةً بالوصفات الشعبية الموروثة، ما يسمح بتناوله للمرضى أو أي شخص قلق بشأن وزنه أو صحته».
بعض المرضى قد تُمنع عنهم أطايب الطعام، من ثم تقديم بديل هو أمر مُرضٍ لهم، لكن هل يمكن تعميم الفكرة وتصبح البدائل الصحية مستساغة للأصحاء؟ تجيب ستيت: «بالطبع المذاق هو الهاجس الأول، والتحدي الأصعب، لكن الحفاظ على صحة المستهلك مهمة تستحق التجربة للوصول إلى أفضل معادلة».
وتلفت إلى أن «فريق الطُّهاة لديهم يعملون للخروج بأقرب طعم وأقصى استفادة. الأمر لم ينجح من المرة الأولى بينما قد يضطر الطاهي إلى إعادة الوصفة عدة مرات، حتى يصل إلى أفضل نتيجة مُرضية».
وتقول: «في البداية ثمة قلق كان يسيطر على فريق العمل من ردود أفعال المستهلكين، لا سيما فيما يخص المذاق المرتبط بذكريات وموروثات متعمقة داخلنا؛ لكن بعد الإقبال على المنتجات الصحية من مرضى وأصحاء، تبدل الخوف ونجحت معادلة المذاق والقيمة الغذائية بجدارة».

نجحت الوصفات الصحية في تقديم الكعك وعائلته الشهية من الغُريّبة، والبيتي فور، والبسكويت بمذاقات متنوعة. وبما أن العيد لا يقتصر على الكعك، لذا ثمة خيارات أخرى يوفرها فريق «إيت جوود»: «جميع الأكلات المحببة والرائجة في المطبخ المصري والمطبخ العربي يمكن تقديمها بطرق صحية وشهية، مثل المحشي، والفتة، والحلوى الشرقية كالبسبوسة والقطائف وحتى الكنافة».
لا تتوفر هذه الوصفات مُجهزة فحسب، بينما يمكن لهواة الطهي خوض التجربة من خلال توفر البدائل من طحين اللوز وجوز الهند، والدهون الصحية، وبدائل السكر، وكذلك، الأرز والمعكرونة قليلة السعرات.
أما عن طريقة التحضير فتقول ستيت: «يقدم فريق الطهاة مقاطع مصوَّرة متوفرة بالمجان لشرح طريقة تحضير الأطباق ببدائل صحية، دون الحاجة إلى التجربة أكثر من مرة، بينما ما يقدمه الطهاة هو المعادلة الأدق».
وتردف: «الغرض ليس مجرد الغاية المادية أو النفعية، بينما نسعى لنشر ثقافة الأطباق الصحية وتقديم المعلومات الخاصة بالبدائل المتوفرة وكيفية استخدامها».
وتتحدث ستيت عن سبب رواج الفكرة من خلال إقبال المستهلكين على أنماط التغذية الواعية، وتقول: «يُقال عن مزيج الطحين والدهون والسكر إنه نوع من الإدمان، وهو ما يفسر الميل لهذه الأصناف، لكنّ متعة المذاق تختفي بمجرد ظهور آلام المعدة أو الشعور بالامتلاء والكسل، لكن تناول بديل صحي يُشعرك بالخفّة، وهو ما نراهن عليه؛ يعود الزبون مرة أخرى باغياً شعوره بالمتعة والراحة».
ويروّج القائمون على المشروع لأفكارهم خارجياً، تقول: «الخطوة القادمة ستكون تجربة مصرية في سوق ألمانيا الذي يتمتع بالوعي الصحي بالفعل، لكننا نقدم له الأطباق الموروثة التي ربما لا يعرف عن متعتها شيئاً».


مقالات ذات صلة

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

مذاقات غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

البطاطا الحلوة بلونها البرتقالي، تُمثِّل إضافةً حقيقيةً لأي وصفة، لا سيما في المناسبات المختلفة. إذ يمكنك الاستمتاع بهذا الطبق في جميع الأوقات

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات برغر دجاج لشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

كيف تحصل على برغر صحي ولذيذ في المنزل؟

عندما نفكر في الوجبات السريعة، تكون تلك الشريحة اللذيذة من اللحم التي تضمّها قطعتان من الخبز، والممتزجة بالقليل من الخضراوات والصلصات، أول ما يتبادر إلى أذهاننا

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات فطور مصري (إنستغرام)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات 
شوكولاته مع الفراولة (الشرق الأوسط)

ودّع العام بوصفات مبتكرة للشوكولاته البيضاء

تُعرف الشوكولاته البيضاء بقوامها الحريري الكريمي، ونكهتها الحلوة، وعلى الرغم من أن البعض يُطلِق عليها اسم الشوكولاته «المزيفة»

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة العيد مزينة بالشموع (إنستغرام)

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

تحتار ربّات المنزل ماذا يحضّرن من أطباق بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة؛ فهي مائدة يجب أن تتفوّق بأفكارها وكيفية تقديمها عن بقية أيام السنة.

فيفيان حداد (بيروت)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.