احتجاجات ترافق زيارة جبران باسيل لشمال لبنان

رئيس «التيار» يسأل عن «تكافؤ الفرص» في الانتخابات

جبران باسيل (رويترز)
جبران باسيل (رويترز)
TT

احتجاجات ترافق زيارة جبران باسيل لشمال لبنان

جبران باسيل (رويترز)
جبران باسيل (رويترز)

ضبط الجيش اللبناني الوضع الأمني في عكار في شمال لبنان، أمس، منعاً لاحتكاكات أخرى بين مناصري «التيار الوطني الحر» وخصومه الذين أقفلوا الطرقات، ونفذوا تحركات اعتراضاً على زيارة رئيس التيار النائب جبران باسيل إلى المنطقة، قبل أن يصل ويؤكد أنه سيزور كل المناطق اللبنانية، واضعاً مسؤولية توفير الأمن على الحكومة اللبنانية ووزارة الداخلية.
وبدأت التحركات الاحتجاجية في عكار ليل السبت، اعتراضاً على إقامة «التيار الوطني الحر» احتفالاً في بلدة رحبة، تخلله إحراق صور ولافتات للتيار، بموازاة انتشار واسع للجيش اللبناني لمنع أي احتكاك أو تدهور في الوضع الأمني. وقطع محتجون الطريق في ساحة حلبا في عكار، اعتراضاً على زيارة باسيل إلى المنطقة.
وعلى أثر إقفال بعض الطرقات في رحبة، لمنع وصول موكب باسيل إلى المنطقة، وقع إشكال عند مفترق بلدة رحبة بين مؤيدي التيار وعدد من المحتجين، وتطور إلى تضارب بالعصي والحجارة، أسفر عن وقوع إصابات في صفوف الطرفين، بينهم مسؤول التيار في المنطقة، حسبما أفادت وسائل إعلام لبنانية.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش اللبناني ينفذ انتشاراً واسعاً على طول الطريق إلى بلدة رحبة في أقصى شمال لبنان، منعاً لأي احتكاك، ونفذ الجيش انتشاراً واسعاً في محيط مكان الاحتفال الانتخابي الذي أقامه التيار، قبل وصول باسيل إلى الاحتفال.
وقال باسيل في الاحتفال بعد تأخر في وصوله: «حصول هذه الزيارة بعد كل ما جرى، هو مؤشر على نجاحنا وإصرارنا على أن (التيار الوطني الحر) موجود في كل منطقة من لبنان»، وأضاف: «لا أحد يستطيع أن يمنعنا من زيارة مناطقنا ورفاقنا وأهلنا على كل أرض لبنان».
وسأل: «هل من المقبول في الانتخابات أن تحدث مشكلة كلما أردنا أن نزور منطقة؟» ووجَّه هذا السؤال إلى الحكومة «برئيسها ووزرائها، وعلى رأسهم وزيرا الداخلية والدفاع».
كما سأل: «أين تكافؤ الفرص في الانتخابات إذا كنا لا نستطيع أن نزور منطقة يمكن للتيار فيها أن يفوز مع حلفائه بثلاثة نواب؟»، وأضاف: «إذا نحن وصلنا إلى هنا بفضل المواكبة والناس الأبطال، الناس العزل كيف يصلون إذا كان هناك قطع طرقات وضرب بالحجارة، وإذا كان السلاح منتشراً على الطرق؟».
وقال باسيل: «نحن نشارك بالانتخابات في كل لبنان، والحكومة والقوى الأمنية مسؤولون عن تأمين الأمان وتنقلات المواطنين»، مضيفاً: «نحن اليوم في عكار، وغداً في عالية والشوف وجزين، وبعد غد في البقاع، ثم في بيروت، فإما أن نكون قادرين على التحرك مع جميع المواطنين وإلا تكون السلطة غير قادرة على إجراء الانتخابات»، محذراً: «عندها نعلق مشاركتنا في الانتخابات».
وتطرق باسيل إلى ملف اللاجئين السوريين، قائلاً: «نريد للنازحين أن يعودوا إلى سوريا، فلبنان مساحته صغيرة وإمكانياته محدودة، والنزوح مثل اللجوء، إذا استمر يتحول إلى توطين ويتسبب بخلل كبير في البلد»؛ مشيراً إلى أنه «نريد أفضل العلاقات مع سوريا».
ورأى باسيل: «إننا قادرون على بناء دولة مدنية فيها لامركزية إدارية ومالية موسعة؛ لكن منظومة الفساد والعقل الميليشيوي المتحكمان بلبنان منذ ثلاثين سنة وأكثر، لم يتقبلونا، ولا تقبلوا فكرة التغيير والإصلاح».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».