ليبيا: المنفي يقيّد تحرك الوحدات العسكرية خارج ثكناتها

باشاغا إلى تركيا... والدبيبة يجول على مشروعات حكومته في مصراتة

الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة خلال زيارته لمدينة مصراتة أول من أمس (المكتب الإعلامي للحكومة)
الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة خلال زيارته لمدينة مصراتة أول من أمس (المكتب الإعلامي للحكومة)
TT

ليبيا: المنفي يقيّد تحرك الوحدات العسكرية خارج ثكناتها

الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة خلال زيارته لمدينة مصراتة أول من أمس (المكتب الإعلامي للحكومة)
الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة خلال زيارته لمدينة مصراتة أول من أمس (المكتب الإعلامي للحكومة)

حظر محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، بشكل مفاجئ، أي تحركات لوحدات الجيش خارج معسكراتها دون الحصول على موافقته المسبقة، بينما بدأ فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الجديدة زيارة مفاجئة إلى تركيا أمس، في ظل استمرار الصراع على السلطة مع غريمه عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة.
وفي محاولة يُعتقد أنها للحصول على دعمها، توجه باشاغا برفقة بعض وزرائه في ساعة مبكرة من صباح أمس، إلى تركيا. ولم يكشف هو أو حكومته عن مغزى هذا التحرك، الذي يأتي في خضم محاولته إسقاط حكومة الدبيبة في العاصمة طرابلس وتولي السلطة.
بدوره، أبلغ المنفي، باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، جميع وحدات الجيش، في رسالة عاجلة بتاريخ أول من أمس، وتحمل توقيعه، أنه «يحظر على كل الوحدات العسكرية مهما كانت تبعيتها وطبيعة المهام المكلفة بها، التحرك بآلياتها العسكرية خارج ثكناتها وأماكن تمركزها» إلا بإذن مسبق منه، مشدداً على «أنه إذا استدعت الضرورة ذلك لا يتم إلا وفقاً للسياق المعمول به، وبموافقته (رئيس المجلس الرئاسي)».
وطلب المنفي من آمري كل الوحدات العسكرية «التقيد بهذا الحظر»، مطالباً إدارات الاستخبارات العسكرية والشرطة والسجون العسكرية بـ«متابعة تنفيذه والإبلاغ عن أي مخالفة لما ورد بأحكامه».
ولم يصدر المجلس الرئاسي هذه التعليمات بشكل رسمي، لكن وسائل إعلام تداولتها، بينما قالت مصادر مقربة من المنفي إنها تأتي تحسباً لتصاعد النزاع على السلطة في العاصمة طرابلس بين حكومتي الدبيبة وباشاغا، وعقب اجتماعات عقدها مع قيادات عسكرية.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات فقط من تحذير محمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الدبيبة من محاولة «إدخال الجيش والقوات المسلحة في الصراع الدائر لتنحاز لطرف دون آخر».
واستغل الحداد لقاءه بضباط الدفعة (51) من خريجي الكلية العسكرية مساء أول من أمس، بالعاصمة، في أول ظهور إعلامي له بعد إشاعات عن إقالته من منصبه، لمطالبة المؤسسة العسكرية بـ«تجنب الصراعات السياسية الراهنة»، محذراً من أنها «ستعود على البلاد بالخراب والدمار والفرقة والتشتت».
ونفت حكومة الدبيبة والمركز الإعلامي للحداد في حينه، ما تردد عن صدور قرار بإقالته من منصبه.
في غضون ذلك، قام الدبيبة مساء أول من أمس، بجولة ميدانية في مسقط رأسه مدينة مصراتة بغرب البلاد، رفقة بعض وزرائه، حيث جالوا على عدد من المشاريع، ضمن خطة حكومته المسماة «عودة الحياة». كما شارك الدبيبة أهالي المدينة إفطارهم الجماعي، رفقة عدد من الوزراء.
في المقابل، بثت شعبة الإعلام الحربي بالجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر، لقطات مصورة في وقت مبكر من صباح أمس، لاستقبال أعيان ومشايخ وحكماء مدينة مرزق وبلدية وادي عتبة وتراغن ومشايخ قبيلة التبو والطوارق وآمر منطقة مرزق العسكرية، وحدات الجيش أثناء دخولها لمدينة مرزق لتأمين المدينة والتجهيز لعودة العائلات المُهجرة إليها.
وكان «الجيش الوطني» نفذ قبل أيام ما وصفه بعمليات عسكرية برية واسعة استهدف خلالها خلايا إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» في جنوب منطقة أم الأرانب بجنوب البلاد، بعد أيام من هجوم شنّه التنظيم على دوريات صحراوية للجيش بسيارة مُفخخة.
من جهة أخرى، أعلن جهاز حرس السواحل وفاة مهاجر غير شرعي وإنقاذ 165 آخرين كانوا في طريقهم نحو الشواطئ الأوروبية على متن قارب مطاطي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.