وضع 9 نشطاء من «الربيع البربري» تحت الرقابة القضائية في الجزائر

مواطن أمام متجر يعرض مجموعة من الصحف المحلية في العاصمة الجزائرية يوم 14 أبريل الجاري (أ.ف.ب)
مواطن أمام متجر يعرض مجموعة من الصحف المحلية في العاصمة الجزائرية يوم 14 أبريل الجاري (أ.ف.ب)
TT

وضع 9 نشطاء من «الربيع البربري» تحت الرقابة القضائية في الجزائر

مواطن أمام متجر يعرض مجموعة من الصحف المحلية في العاصمة الجزائرية يوم 14 أبريل الجاري (أ.ف.ب)
مواطن أمام متجر يعرض مجموعة من الصحف المحلية في العاصمة الجزائرية يوم 14 أبريل الجاري (أ.ف.ب)

بينما أودعت محكمة بمنطقة القبائل الجزائرية تسعة نشطاء من «الربيع الأمازيغي» قيد الرقابة القضائية، تلقى حزب «الحركة الديمقراطية والاجتماعية» اليساري المعارض تحذيراً من وزارة الداخلية تطالب فيه قادته بالعدول عن وضع مقره تحت تصرف النقابات وتنظيمات المجتمع المدني، لممارسة أنشطتهم بداخله.
واستجوب قاضي التحقيق لدى محكمة تيزي وزو (100 كلم شرق العاصمة)، مساء أول من أمس، النشطاء الأمازيغ التسعة على أساس وقائع اعتبرتها الشرطة القضائية «تجمهراً غير مسلح لا يملك أصحابه رخصة رسمية لتنظيمه» و«تهديداً للأمن العام».
وتعود الأحداث إلى 20 من الشهر الجاري، حينما حاول قطاع من سكان المنطقة الاحتفال في شوارع مدينة تيزي وزو بمرور 42 سنة على «مظاهرات الربيع البربري» (يسميه بعض النشطاء الربيع الأمازيغي)، حيث منعتهم السلطات واعتقلت منظمي الاحتفالات ووضعتهم في الحجز تحت النظر، وعرضتهم لاحقاً على النيابة. وصرح محامو المعتقلين بأنهم كانوا بصدد الاحتفال بالذكرى بطريقة سلمية، وبأن نشاطهم لم يحمل أي تهديد لأمن الأشخاص ولا المرافق العامة بالمدينة.
ويعود أصل «الربيع الأمازيغي» إلى عام 1980، عندما تدخلت الشرطة لمنع محاضرة بتيزي وزو كان سيلقيها الكاتب الأمازيغي الكبير مولود معمري، موضوعها «البعد البربري للشخصية الجزائرية». وكان رد فعل المناضلين يومها عنيفاً، واندلعت مواجهات بين الطرفين خلفت جرحى واعتقالات في صفوف الناشطين. وظل الاحتقان حاداً بالمنطقة إلى أن تجددت المواجهات بشكل أكثر عنفاً في ربيع 2011، بعدما قتل دركي شاباً في سن 18 سنة «عن طريق الخطأ»، حسب السلطات.
وخلفت معارك الشوارع بين قوات الأمن والمحتجين على حادثة الشاب، 128 قتيلاً. وكانت تلك المواجهات سبباً مباشراً في تعديل الدستور عام 2002 لتدوين الأمازيغية لغة وطنية، قبل أن تصبح رسمية في تعديل للدستور عام 2016.
في موضوع آخر، أعلن فتحي غراس، «منسق» حزب «الحركة الديمقراطية» الموروث عن الحزب الشيوعي الجزائري سابقاً (الموروث بدوره عن الحزب الشيوعي الفرنسي)، في فيديو نشره على حسابه بـ«فيسبوك»، تسلمه مراسلة من وزارة الداخلية تطالبه بالتوقف عن استقبال الناشطين السياسيين ومواطنين عاديين في مقر الحزب الذي دأب على احتضان المؤتمرات الصحافية لمحامي معتقلي الحراك، وهو ما يزعج السلطات. وأكد غراس أن الحزب تلقى للمرة الثانية هذا النوع من التحذير الحكومي، مبرزاً عزمه عدم التقيد به.
وسجنت السلطات غراس (48 سنة) في يوليو (تموز) الماضي بسبب انتقاداته الشديدة للرئاسة والجيش خلال ندوات عقدت داخل مقر الحزب. كما اتهم بـ«الاساءة إلى رئيس الجمهورية» و«إهانة هيئات نظامية». ودانته المحكمة الابتدائية بالسجن ثلاث سنوات مع التنفيذ، وتقلصت المدة في الدرجة الثانية من التقاضي، واستعاد حريته في مارس (آذار) الماضي لكنه أظهر تمسكاً شديداً بالبقاء على نهجه السياسي.
وعبر «حزب العمال» اليساري في بيان عن «عن تضامنه المطلق» مع حزب غراس، مشدداً على «حق كل حزب في أن ينظم، بكل حرية ومن دون قيود، نشاطاته السياسية في مقراته». ودعا إلى «احترام التعددية الحزبية ووقف المس بممارسة الحريات والديمقراطية».
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أصدر القضاء الإداري قراراً بتعليق «حزب العمال الاشتراكي» بصفة مؤقتة، بناء على شكوى من وزارة الداخلية مضمونها أن الحزب تعدى الآجال القانونية لعقد مؤتمره العادي السنوي.
وفي نهاية العام الماضي، حذرت الحكومة بلهجة شديدة مسؤولي «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، لاعتراضها على تنظيمهم نشاطاً حزبياً غير نظامي بمقر الحزب من دون طلب رخصة مسبقاً.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».