أنقرة تعزز قواتها في إدلب وتصعّد شرق الفرات

TT

أنقرة تعزز قواتها في إدلب وتصعّد شرق الفرات

دفع الجيش التركي بتعزيزات جديدة إلى نقاطه المنتشرة في إدلب، بينما واصلت قواته التصعيد ضد قوات سوريا الديمقراطية، «قسد»، في غرب وشرق الفرات.
ودخل رتل تركي يتألف من 15 مدرعة حاملة للجنود، وأكثر من 20 شاحنة مغلقة محملة بالمواد اللوجيستية والمعدات العسكرية، إلى إدلب أمس، وجرى توزيعها على النقاط العسكرية الموجودة في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي.
وتواصل القوات التركية تعزيز مواقعها في «منطقة خفض التصعيد» في إدلب، عبر استقدام عشرات الآليات والمعدات العسكرية واللوجيستية إلى المنطقة، إذ سبق أن أرسل الجيش التركي في الأسبوع الأول من أبريل (نيسان) الحالي، تعزيزات ضخمة دخلت من معبر «باب الهوى» الحدودي شمال إدلب، تتألف من 90 آلية مدرعة، و8 شاحنات محملة بالإمدادات اللوجيستية والعسكرية.
وجاءت التعزيزات الجديدة وسط حملة مكثفة من القصف والاستهدافات البرية نفذتها قوات النظام، بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، على مناطق سيطرة فصائل المعارضة و«هيئة تحرير الشام» في إدلب وحلب، حيث قصفت بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية وبالرشاشات الثقيلة، مناطق في محور كفرنوران في ريف حلب الغربي، ومناطق أخرى في معارة النعسان شمال إدلب، وفليفل وبينين ومحيط الفطيرة في جبل الزاوية جنوب إدلب، دون معلومات عن خسائر بشرية.
كما وقع قصف متبادل بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة بين قوات النظام من جهة، وفصائل غرفة عمليات «الفتح المبين»، من جهة ثانية، على محور كبانة في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، وقصفت قوات النظام مواقع في فليفل وسفوهن والفطيرة وبينين في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، كما استهدفت الفصائل المعارضة بالقذائف مواقع لقوات النظام في قرية البركة في سهل الغاب، في ريف حماة الشمالي الغربي.
في الوقت ذاته، واصلت القوات التركية، أمس الجمعة، قصفها المدفعي والصاروخي المكثف على مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في قرى وبلدات ريف حلب الشمالي، لليوم الثاني على التوالي.
وقصفت القوات التركية المتمركزة في محيط مدينة أعزاز، شمال حلب، وبشكل مكثف، مواقع «قسد» في محيط قرية أبين التابعة لمدينة عفرين، ومحيط بلدة تل رفعت وقرية عين دقنة التابعتين لمنطقة الشهباء، شمال حلب.
وجاء ذلك بعد أن قصفت المدفعية التركية بشكل مكثف قرى شيخ عيسى وحربل وسموقة وأبين وعلقمة وإرشادية والمالكية ومحيط بلدة تل رفعت، بعدة قذائف، ما تسبب بأضرار مادية.
في الوقت ذاته، واصلت القوات التركية والفصائل الموالية لها قصف مواقع «قسد» في شرق الفرات، حيث قصفت قرى الدبس وخالدية وهوشان في ريف عين عيسى الغربي، شمال محافظة الرقة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل مواطن جراء قصف مدفعي نفذته القوات التركية على قرية بندر خان في ريف تل أبيض الغربي، حيث توجَد نقطة عسكرية تابعة لقوات النظام. وقصفت القوات التركية أيضاً قرى ريف تل أبيض الغربي الواقع على خطوط التماس مع مناطق سيطرتها، في المنطقة المعروفة بـ«نبع السلام»



القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
TT

القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)

في الوقت الذي هنأ الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، ومحمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، دونالد ترمب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي تبحث عن كيفية التعامل مع ترمب المرحلة المقبلة في ظل وجود مذكرة صادرة من مجلس القضاء الأعلى في العراق بالقبض على ترمب بتهمة اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد

وقال عضو اللجنة مختار الموسوي في تصريح صحافي إن «ترمب بالنسبة للعراق وحسب القوانين العراقية هو مجرم، لكن العراق سيتعامل معه بشكل طبيعي، فهناك مصلحة للعراق بذلك، ووصول ترمب إلى البيت الأبيض لن يؤثر على العلاقات بين بغداد وواشنطن». ورأى الموسوي، وهو نائب عن «الإطار التنسيقي الشيعي» الحاكم أن «أميركا دولة مؤسسات ولا تتأثر كثيراً برؤساء في التعاملات الخارجية المهمة». وأضاف: «ترمب لا يعترف بالحكومة العراقية ولا يحترم السلطات في العراق»، لافتاً إلى أن «زيارته للعراق أثناء ولايته السابقة اختصرت فقط على زيارة الجنود الأميركان في قاعدة (عين الأسد) بمحافظة الأنبار، لكن العراق سيتعامل مع ترمب بشكل طبيعي».

الجنرال الإيراني قاسم سليماني (أ.ب)

وختم عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية تصريحه قائلاً: «في حال زار ترمب العراق خلال المرحلة المقبلة، فهناك صعوبة في تنفيذ مذكرة القبض بحقه، فهناك مصلحة للدولة العراقية وهي تتقدم على جميع المصالح الأخرى، فهي تمنع أي تنفيذ لتلك المذكرة بشكل حقيقي بحق ترمب».

أبو مهدي المهندس (أ.ف.ب)

يشار إلى أن رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان أعلن صدور أوامر قبض بحق ترمب على خلفية أوامر أصدرها لقتل سليماني والمهندس في السابع من يناير (كانون الثاني) عام 2021. وأوضح بيان رسمي، صدر في ذلك الوقت أن «القرار يستند إلى أحكام المادة 406 من قانون العقوبات العراقي النافذ»، مؤكداً أن «إجراءات التحقيق لمعرفة المشاركين الآخرين في تنفيذ هذه الجريمة سوف تستمر سواء كانوا من العراقيين أو الأجانب».

القضاء العراقي وأزمة تطبيق القانون

قانونياً، وطبقاً لما أكده الخبير القانوني العراقي، علي التميمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» فإأن «القضاء العراقي تحرك بناءً على الشكوى المقدمة من الطرف المشتكي، وبالتالي فإن القضاء ملزم وفق القانون باتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي شخص سواء كان في الداخل العراقي أو الخارج العراقي».

وأضاف التميمي: «ولأن الجريمة التي ارتُكبت داخل العراق واستهدفت شخصيات في العراق وأدت إلى مقتلهم؛ فإن الولاية القضائية هنا هي التي تطبق وهي ولاية القضاء العراقي»، مبيناً أن «إصدار أمر قبض بحق ترمب في وقتها وفق مذكرة القبض الصادرة من القضاء العراقي وفق المادة 406 من قانون العقوبات العراقي وهي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لكونه شريكاً في هذه العملية؛ ولذلك يعدّ الإجراء من الناحية القانونية صحيحاً».

مركبة محترقة في مطار بغداد أصابها أحد الصواريخ الثلاثة (خلية الإعلام الأمني)

ورداً على سؤال بشأن تنفيذ المذكرة، يقول التميمي إن «التنفيذ يكون عن طريق الإنتربول الدولي بعد تقديم طلب عبر وزارة الخارجية، وهو أمر صعب من الناحية الواقعية، والثانية هي انضمام العراق إلى اتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1948 وهي تحاكم الأشخاص بمختلف الجرائم، ومنها جرائم العدوان التي تنطبق على عملية الاغتيال التي نُفذت بأمر ترمب وفقاً للمادة 6 من قانون هذه المحكمة التي تتطلب دخول العراق فيها أولاً». وأوضح التميمي أنه «مع كل هذه الإجراءات القانونية، لكن ترمب في النهاية أصبح رئيس دولة وهو يتمتع بالحصانة وفقاً اتفاقية فيينا».

أول المهنئين لترمب

وفي الوقت الذي تبدو عودة ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية مقلقة لبعض الأوساط العراقية، إلا أن العراق الرسمي كان من أول المهنئين؛ إذ هنأ الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد ترمب، وتطلع إلى أن «تعمل الإدارة الأميركية الجديدة على تعزيز الاستقرار الذي تشتد الحاجة إليه والحوار البنَّاء في المنطقة»، كما هنَّأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دونالد ترمب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية لولاية جديدة، معرباً عن أمله في «تعزيز العلاقات الثنائية» خلال «المرحلة الجديدة». وكتب السوداني على منصة «إكس»: «نؤكد التزام العراق الثابت بتعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، ونتطلع لأن تكون هذه المرحلة الجديدة بداية لتعميق التعاون بين بلدينا في مجالات عدة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعود بالنفع على الشعبين الصديقين». كما أن رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني كانا أول المهنئين لترمب؛ نظراً للعلاقة الجيدة التي تربط الأكراد مع الجمهوريين. وكتب نيجرفان بارزاني على منصة «إكس» قائلاً: «أتقدم بأحرّ التهاني إلى الرئيس ترمب ونائب الرئيس المنتخب فانس على فوزهما في الانتخابات». وأضاف: «نتطلع إلى العمل معاً لتعزيز شراكتنا وتعميق العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والعراق والولايات المتحدة».

أما رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، فقد عبّر من جهته إلى أهمية «تعميق الشراكة بين إقليم كردستان والولايات المتحدة، والعمل معاً لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة».

اقرأ أيضاً