الين يعاني عقب تساهل «المركزي الياباني»

قرر الإبقاء على برنامج التحفيز والفائدة المنخفضة

تراجع الين بحدة مقابل الدولار عقب قرار البنك المركزي الياباني يوم الخميس الإبقاء على برنامج التحفيز الضخم (رويترز)
تراجع الين بحدة مقابل الدولار عقب قرار البنك المركزي الياباني يوم الخميس الإبقاء على برنامج التحفيز الضخم (رويترز)
TT

الين يعاني عقب تساهل «المركزي الياباني»

تراجع الين بحدة مقابل الدولار عقب قرار البنك المركزي الياباني يوم الخميس الإبقاء على برنامج التحفيز الضخم (رويترز)
تراجع الين بحدة مقابل الدولار عقب قرار البنك المركزي الياباني يوم الخميس الإبقاء على برنامج التحفيز الضخم (رويترز)

قرر البنك المركزي الياباني يوم الخميس الإبقاء على برنامج التحفيز الضخم، بالإضافة إلى إرشاداته بشأن الإبقاء على معدلات الفائدة منخفضة للغاية. كما رفع البنك من توقعاته بالنسبة لمعدل التضخم، في الوقت الذي تبنت فيه بنوك مركزية أخرى توجهات أكثر تشددا في ظل ارتفاع معدل التضخم عالميا بسبب ارتفاع أسعار الطاقة ونقص الإمدادات... ودفع موقف البنك المتساهل الين الياباني لأدنى مستوى منذ 20 عاما أمام الدولار الأميركي.
وصوت مجلس إدارة البنك، برئاسة هاروهيكو كورودا، لصالح الإبقاء على معدل الفائدة عند 0.1 في المائة على الحسابات الجارية التي تبقيها المؤسسات المالية في البنك المركزي. وسوف يستمر البنك في شراء القدر الضروري من السندات الحكومية اليابانية دون تحديد حد أعلى، لكي تبقى الفائدة على السندات الحكومية لمدة 10 أعوام حتى نحو 0 في المائة.
وخفض البنك من توقعاته للنمو خلال العام المالي الحالي، وأرجع ذلك إلى تفشي فيروس «كورونا» مجددا وارتفاع أسعار السلع وتباطؤ اقتصادات الدول الأخرى. وتوقع البنك أن ينمو الاقتصاد بنسبة 2.1 في المائة العام المالي 2021، مقارنة بتوقعاته السابقة بنموه بنسبة 2.8 في المائة. كما خفض توقعاته بالنسبة للنمو للعام 2022 من 3.8 في المائة إلى 2.9 في المائة. وفي ظل ارتفاع أسعار الطاقة، رفع البنك من توقعاته لمعدل التضخم للعام الجاري من 1.1 في المائة إلى 1.9 في المائة.
وعقب الإعلان عن القرارات النقدية، ارتفع الدولار مقابل الين متجاوزا مستوى 130 ينا للمرة الأولى منذ عام 2002، وكانت هناك بعض التكهنات في السوق بأن بنك اليابان قد يتراجع قليلا نظرا للضغط المتزايد في أسواق الصرف الأجنبي، لكنه لم يظهر أي تردد.
وقال لي هاردمان محلل العملات في بنك إم يو إف جي في لندن: «أعطى بنك اليابان (التصريح) لمواصلة بيع الين».
وأدت عمليات البيع المكثفة التي أثارها بنك اليابان إلى ارتفاع الدولار مقابل الين إلى 131 ينا، وهو أعلى مستوى منذ 20 عاما. كما تعرضت العملات الآسيوية الأخرى للضغط. ووصل الدولار إلى 6.6562 يوان، مقابل تداول اليوان الصيني في الخارج، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
وفي المقابل، ارتفعت الأسهم اليابانية مع شعور المستثمرين بالارتياح لعدم وقوع مفاجآت تؤثر بالسلب على سوق الأسهم. وارتفع المؤشر نيكي 1.75 في المائة عند الإغلاق مسجلا 26847.90 نقطة في أكبر زيادة يومية منذ 13 أبريل (نيسان) وبعد أن تراجع في وقت سابق من الجلسة. وقفز المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.09 في المائة في أعلى زيادة منذ 23 مارس (آذار)، مسجلا 1899.62 نقطة.
وصعد سهم تويوتا موتور 3.23 في المائة وكان من أكبر الأسهم التي دعمت المؤشر توبكس مع هبوط الين لأدنى مستوى في 20 عاما أمام الدولار. وقفز سهم شركة أدفانتيست، التي تصنع معدات صناعة الرقائق، 4.29 في المائة، وكان أكبر داعم للمؤشر نيكي. وشكل هبوط سهم فاست ريتيلينغ المشغلة لمتاجر يونيكلو للملابس بنسبة 1.34 في المائة أكبر ضغط على نيكي.



«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.