سجل نادي الفيصلي حضورا تاريخيا ومشرفا في أول إطلالة آسيوية، بعد تأهله للدور الثاني كمتصدر للمجموعة الخامسة التي استضافها في الدمام شرق السعودية حيث مثل هذا التأهل أهمية بالغة لدعم الفريق من أجل العودة بشكل أقوى للدوري السعودي للمحترفين والتقدم نحو مناطق الدفء بعد أن بات ضمن دائرة المهددين بالهبوط لدوري الدرجة الأولى.
ولم يتوقع أكثر المتفائلين أن ينجح الفريق في الوصول للدور الثاني عبر المركز الأول في مجموعة تضم فرقا تملك من الإمكانيات والخبرة الشيء الكثير وخصوصاً فريق السد القطري الذي كان المرشح الأول ليس لعبور هذه المجموعة بل والمنافسة القوية على حصد اللقب القاري.
واعترف المدرب اليوناني مارينوس بأنه لا أحد كان يتوقع أن يكون فريقه بهذا الوضع في هذه البطولة حيث احتفظ بالصدارة حتى الجولة قبل الأخيرة قبل أن تتوج الجهود بالتأهل بالمركز الأول وإن كان بفارق المواجهات المباشرة مع فريق ناساف الأوزبكي.
وشدد مارينوس على أنهم كانوا حريصين على تتويج الجهود التي بذلت من اللاعبين وخصوصاً في جولة الذهاب التي حصد من خلالها الفيصلي «7» نقاط من المجموع الإجمالي الذي لم يتعد «9» نقاط كانت نتيجة فوزين وثلاثة تعادلات وخسارة في المباراة الأخيرة ضد فريق السد القطري.
ونجح مارينوس في تنظيم صفوف الفيصلي في الفترة الزمنية القصيرة التي جاء فيها قبل المشاركة القارية حيث نجح في تقوية الدفاع واللعب حسب الإمكانيات الفنية للفريق وحصد نقاط في المباريات الثلاث قبل فترة التوقف للدوري جعلت الفيصلي يسير بشكل جيد نحو مناطق الدفء في الدوري السعودي للمحترفين.
وتمثل هدف الفيصلي من المشاركة في البطولة القارية للمرة الأولى في تعرف المدرب على إمكانيات اللاعبين أكثر والعمل على سياسة التدوير من أجل إعدادهم للاستحقاق الأهم والمتمثل في مواجهات الحسم في بطولة دوري المحترفين السعودي حيث تبقت «5» جولات فقط سيتحدد من خلالها الفرق الثلاثة التي ستهبط لدوري الأولى وإن كان الحزم قد فقد حظوظه بنسبة كبيرة في البقاء إن لم يكن إعلان هبوطه الرسمي مسألة وقت.
ولا يبتعد الفيصلي عن المركز «14» الذي يهبط صاحبه لدوري الأولى سوى بـ«3» نقاط فقط مما يعني أن خسارة جولة وفوز منافسيه قد تجعله يعود فعليا لمراكز الهبوط.
وسيخوض الفيصلي أولى مبارياته بعد مشاركته القارية مباراة صعبة ضد فريق أبها الذي قدم هذا الموسم مستويات جيدة وابتعد نسبيا عن صراع الهبوط بعد أن كان في الموسم الماضي على بعد دقائق من مغادرة دوري المحترفين. ولن تكون أي من المباريات المتبقية للفيصلي سهلة في الجولات المتبقية حيث سيلاقي الشباب ثم الاتفاق وبعده الطائي قبل أن يختتم مبارياته بمواجهة الهلال.
مارينوس قاد فريقه بنجاح إلى دور الـ16 الآسيوي (تصوير: عيسى الدبيسي)
ويتطلب من الفريق حصد «9» نقاط على الأقل وخصوصاً ضد الفرق التي تنافس على الهبوط حيث تمثل هذه المباريات أهمية تعادل كسب «6» نقاط في حال الفوز.
وسيمنح اللاعبون إجازة قصيرة قبل العودة مجددا للاستعدادات لمباريات الحسم في الدوري حيث يرى المدرب أن المهم أنجز لكن بقي الأهم.
واعتبر مارينوس أن التألق الذي أظهره الفريق في عدد من المباريات في البطولة القارية هو نتيجة جهود كبيرة من اللاعبين وحرصهم على تحقيق منجز لناديهم وقبل ذلك للكرة السعودية وهم يستحقون كل الإشادة والتقدير.
واستغل المدرب ضمان فريقه الصعود رسميا إلى الدور الثاني في البطولة القارية قبل خوضه المواجهة الأخيرة وقام بالزج بعدد من الأسماء التي لم تنال الفرصة الكاملة فيما أراح أبرز النجوم يتقدمهم الهولندي هشام فايق والهداف تفاريس لاعب منتخب الرأس الأخضر بعد إن كان يعتزم اللعب بكل قوة في المباراة الأخيرة لحسم التأهل إلا أن النتائج في المجموعات الأخيرة منحته ما يريد وجعلته يخوض مواجهة السد بمجموعة من اللاعبين الذين يفقدون الخبرة بهدف إكاسبهم الثقة في مواجهة فريق قوي ويضم لاعبين على مستوى فني عالٍ.
ويرى قائد الفريق السابق عمر عبد العزيز أن الفيصلي انتهى من المهم وبقي عليه الأهم.
وأضاف: البقاء في دوري المحترفين هو الاستحقاق الأهم، العبور للدور الثاني من البطولة القارية لن يكون له طعم ما لم يتم الحفاظ على مكتسباته وأهمها البقاء في دوري المحترفين السعودي».
وبين أنه يثق في قدرة الفريق على تحقيق ذلك الهدف من خلال العمل الكبير الذي يقوم به الجهاز الفني واستغلال كل الإمكانيات المتوافرة وأن يكون جميع اللاعبين وخصوصاً الأجانب في المستوى المطلوب منهم في مباريات الحسم لأن جميع المباريات المتبقية ستكون صعبة وسيكون للأجانب تحديدا في الفرق الدور الأهم في تحقيق أفضل النتائج لفرقهم.
وعبر عن الثقة في قدرة الرئيس فهد المدلج على التعامل الإداري الأمثل مع مباريات الحسم من خلال التحفيز وتعزيز الروح والثقة لدى اللاعبين والوقوف إلى جانب الفريق من أجل تخطي المرحلة الصعبة.
واعتبر أن المواصلة في البطولة القارية ممكن في ظل استئناف المنافسات بدور «16» بعد قرابة «8» أشهر يمكن من خلالها عمل الكثير في ظل المرور بفترتي تسجيل صيفية وشتوية وانتقاء أفضل العناصر لتحقيق منجز أكبر مما تحقق.