السيسي يصدر عفواً عن أكثر من ثلاثة آلاف سجين مصري

بينهم صحافي أدين بـ«نشر أخبار كاذبة»

حمدين صباحي يستقبل الصحافي حسام مؤنس فور خروجه من السجن بعفو رئاسي (نشطاء)
حمدين صباحي يستقبل الصحافي حسام مؤنس فور خروجه من السجن بعفو رئاسي (نشطاء)
TT

السيسي يصدر عفواً عن أكثر من ثلاثة آلاف سجين مصري

حمدين صباحي يستقبل الصحافي حسام مؤنس فور خروجه من السجن بعفو رئاسي (نشطاء)
حمدين صباحي يستقبل الصحافي حسام مؤنس فور خروجه من السجن بعفو رئاسي (نشطاء)

منح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «عفواً رئاسياً» لأكثر من ثلاثة آلاف سجين، بينهم الصحافي والناشط اليساري البارز حسام مؤنس، الذي أدين بـ«نشر أخبار كاذبة»، ونال حكماً بالحبس أربع سنوات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وأوقف مؤنس عام 2019 مع عدد من النشطاء خلال التحضير لخوض الانتخابات التشريعية لعام 2020 ضمن «تحالف الأمل». وأدانت محكمة طوارئ مؤنس مع 5 آخرين بينهم النائب السابق زياد العليمي، الذي لا يزال في السجن، بالحبس لمدد تراوحت بين ثلاث وخمس سنوات. وفور خروجه من سجن «طرة»، أمس، استقبل مؤنس عدد من السياسيين والنشطاء بينهم رئيس حزب الكرامة والمرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحي، والمخرج السينمائي خالد يوسف.
وجاء صدور العفو عن مؤنس بعد أيام قليلة على أمر بالإفراج عن 41 شخصاً محبوسين احتياطياً بينهم الناشط حسن محمد بربري. ووصف المحلل السياسي المصري، الدكتور عمرو الشبكي، خبر الإفراج عن مؤنس بـ«رائع ومفرح ويعطي أملاً لقرب الإفراج عن كل المحبوسين في قضايا الرأي والخلاف السياسي». وأضاف: «يجب التمييز القاطع بين محرضين على العنف والكراهية والتخريب وبين مختلفين في الرأي والتوجه السياسي، وهناك غير حسام ما زالوا خلف القضبان رغم أنهم من النوعية الثانية، وأتمنى أن يقفل ملفهم في القريب العاجل».
ولاحقاً أعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان أن 3273 سجيناً مداناً بقضايا جنائية حصلوا على عفو رئاسي. وجاءت قرارات العفو عقب دعوة أطلقها السيسي لإدارة «حوار سياسي مع التيارات الحزبية والشبابية بلا استثناء» خلال الفترة المقبلة. بدت أولى بشائرها بحضور معارضين حفل «إفطار الأسرة المصرية»، الثلاثاء الماضي، الذي أصدر فيه السيسي عدة قرارات أبرزها إعادة تفعيل وتشكيل لجنة العفو الرئاسي، وتكليف إدارة المؤتمر الوطني للشباب، بالتنسيق مع التيارات السياسية والحزبية والشبابية «كافة» لإدارة حوار سياسي، على أن ترفع نتائجه إليه، متعهداً بحضور المراحل النهائية منه.
وبحسب فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وأحد الحاضرين للحفل، فإن الإفطار مع السيسي ضمّ شخصيات بارزة من المعارضة المصرية، وهو ما يودّ أن يكون «بداية حقيقية لفتح المجال السياسي ووضع المعارضة في مكانها الصحيح في الحياة السياسية». وطالب زهران، في بيان له، أن يترتب على تفعيل لجنة العفو الرئاسي التي أشار إليها السيسي، «إصدار عفو عن كل المحبوسين على ذمة قضايا الرأي».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.