سحر دوري الأبطال يتجلى في عرض غير مسبوق من سيتي والريال

غوارديولا يأمل إكمال المهمة وقيادة فريقه الإنجليزي للنهائي... وأنشيلوتي ومهاجمه بنزيمة يعدان بالرد في الـ«برنابيو»

خيسوس يسجل ثاني أهداف سيتي من الرباعية في مرمى كورتوا حارس الريال (إ.ب.أ)
خيسوس يسجل ثاني أهداف سيتي من الرباعية في مرمى كورتوا حارس الريال (إ.ب.أ)
TT

سحر دوري الأبطال يتجلى في عرض غير مسبوق من سيتي والريال

خيسوس يسجل ثاني أهداف سيتي من الرباعية في مرمى كورتوا حارس الريال (إ.ب.أ)
خيسوس يسجل ثاني أهداف سيتي من الرباعية في مرمى كورتوا حارس الريال (إ.ب.أ)

على مدار 90 دقيقة مثيرة في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، كشف مانشستر سيتي الإنجليزي وريال مدريد الإسباني عن مدى تقدم كرة القدم الأوروبية على مستوى الصفوة في السنوات الأخيرة وإلى أي مدى باتت قادرة على إمتاع الجماهير.
ولا يرجع الأمر فقط إلى الإثارة في مباراة الذهاب المفعمة بالأحداث، رغم حقيقة أنها شهدت سبعة أهداف أدت لانتصار سيتي 4 - 3. ولا في أن ريال أبقى المنافسة قائمة بتقليصه فارق الهدفين ثلاث مرات، ولكن لجودة الأداء الذي قدمه الفريقان في مباراتهما على استاد الاتحاد في مانشستر.
لقد كانت هذه المباراة بمثابة رسالة تقول إن المواجهات المتحفظة بالأدوار النهائية للبطولات الأوروبية قد ولت بلا رجعة، ولا سيما مباريات الذهاب التي عادة ما كانت تتسم بالحذر والسلبية وتعتمد على الجانب الخططي. ويبدو أن إلغاء أفضلية تسجيل هدف للمنافس في أرض المنافس حال الاحتكام للتعادل كان له أثره في جعل المباريات أكثر حيوية في كلا اتجاهي الملعب، مما يجعلها أشبه بمباريات كرة السلة وتحولها سريعاً ما بين الدفاع والهجوم.
وقال الإسباني جوسيب جوارديولا مدرب سيتي وهو يلخص المباراة: «الفريقان يريدان الهجوم ولديهما جودة الأداء. كرة القدم عبارة عن مشهد رائع».
ولكن سيكون من الخطأ النظر إلى هذا الأداء الذي يتسم بالمخاطرة على أنه نوع من الاستعراض أو أن النتيجة الكبيرة هي ببساطة نتاج ضعف الدفاع. فالفرق عند هذا المستوى، وكما أعاد ريال مدريد ومانشستر سيتي تذكيرنا بذلك، تكون عامرة بالمواهب الاستثنائية. فهناك المهاجمون الذين يمكنهم تسجيل الأهداف من أقل فرصة كما أثبت المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة مرة أخرى بهدفه الرائع الذي أعاد ريال مدريد إلى أجواء اللقاء لتصبح النتيجة 2 - 1.
ويمكن القول إن بنزيمة هو أكثر اللاعبين حسماً أمام المرمى على صعيد الكرة الحديثة، مما يمكن أن ينطبق أيضاً على هداف آخر يتسم بالغزارة التهديفية بدوري أبطال أوروبا وهو البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ.

بنزيمة يحتفل بثنائيته التي أبقت على آمال الريال (إ.ب.أ)

وكان سيتي قد بدأ الأمسية بهدف بعد 94 ثانية سجله صانع اللعب البلجيكي المتألق كيفن دي بروين ويمكن القول إن الطريقة التي هز بها فريق المدرب غوارديولا دفاع ريال مدريد في وقت مبكر كانت مرتبطة بشكل كبير بأداء هذا اللاعب.
وبات السؤال هل هناك لاعب خط وسط متكامل المهارات يتفوق على دي بروين؟ فبوسع اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً أن ينهي الهجمة مثل أي مهاجم، ويرسل تمريرات دقيقة من أي مدى ويندفع من خط الوسط ويقود هجمة مرتدة بالإضافة إلى إيقاف تحركات المنافس باعتراض دقيق ومدروس للكرة أو التدخل في الوقت المناسب ضد لاعب منافس.
وشهدت المباراة وتيرة أداء لا هوادة فيها، لكن ظلت هناك لحظات أظهرت بشكل واضح مهارات لاعب خط الوسط لدى اثنين من أكثر اللاعبين إمتاعاً في المباراة، وهما القائد الكرواتي لوكا مودريتش مع الريال وصانع اللعب البرتغالي برناردو سيلفا في سيتي.
وتستفيد أفضل الفرق في أوروبا من أفضل المناورات الخططية وآخر ما توصل إليه العلم على الصعيد الرياضي، إضافة للإعداد البدني المميز. لكن مع وجود غوارديولا والإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، بات الفريقان تحت قيادة ثنائي تدريبي يعرف كيفية الفوز بدوري الأبطال.
لقد وصف المدربون واللاعبون والنقاد مواجهة سيتي والريال بالقمة الكلاسيكية العصرية، مع توقعات بمزيد من الإثارة خلال مباراة الإياب الأربعاء المقبل في ملعب «سانتياغو برنابيو».
وأكد كل من غوارديولا وأنشيلوتي على أنها كانت «مباراة رائعة» في كرة القدم، في الوقت الذي استخدمت فيه الصحف حول أوروبا كلمات عن «الجنون» و«التقاط الأنفاس».
وكانت المباراة الرائعة التي تقدم فيها سيتي بهدفين في ثلاث مناسبات هي الثانية فقط في تاريخ قبل نهائي دوري الأبطال التي يسجل فيها الفريقان ثلاثة أهداف أو أكثر بعد مباراة دينامو كييف أمام بايرن ميونيخ في 1999. وقال غوارديولا: «نشعر بالفخر من أجل جماهيرنا في جميع أنحاء العالم ومن أجل مانشستر سيتي. ما فعلناه سواء بالكرة أو من دونها، وصنع الكثير من الفرص، لا يمكنني أن أطلب شيئاً آخر...
الفريقان يريدان الهجوم ويملكان الجودة والكفاءة لذلك. كرة القدم كانت رائعة حقاً».
وأضاف: «أهنئ كارلو (أنشيلوتي) وفريقه على ما قدموه خلال المباراة. في الوقت نفسه رأينا أنفسنا في نفس مستواهم. الفريقان لعبا من أجل الهجوم وامتلكا الكفاءة والجودة».
وفرضت ثنائية مذهلة من بنزيمة بينها ركلة جزاء بطريقة «بانينكا» وهدف آخر من مجهود فردي عبر البرازيلي فينيسيوس جونيور الإثارة على مباراة العودة دون حسم المتأهل للمباراة النهائية.
ورفع بنزيمة رصيده إلى 41 هدفاً هذا الموسم في المسابقات كافة، ليصبح خامس لاعب يسجل أكثر من 40 هدفاً في موسم واحد في تاريخ ريال مدريد.
وشعر غوارديولا رغم ذلك أن سيتي، الذي سجل أهدافه كيفن دي بروين والبرازيلي غبريل خيسوس وفيل فودن وبرناردو سيلفا، كان ينبغي أن يكون في موقف أقوى بكثير قبل مباراة الإياب الأسبوع المقبل، حيث لا تزال المواجهة مفتوحة على مصراعيها. وأوضح: «أعتقد أننا منحنا لهم الفرصة قبل نهاية الشوط الأول للعودة في المباراة، لقد كان بناؤنا للهجمات متوتراً. لسوء الحظ تلقينا أهدافاً ولم ننجح في تسجيل المزيد. سنذهب إلى مدريد من أجل محاولة الفوز بالمباراة».
وأصبح غوارديولا على بعد خطوة واحدة من إنجاز غير مسبوق لأنه حال فوز سيتي في المواجهة والتأهل إلى النهائي، سيكون أول مدرب يطيح بريال مدريد من دوري الأبطال ثلاث مرات.
وسبق لغوارديولا الإطاحة بريال مدريد من الدور قبل النهائي عام 2011 عندما كان مدرباً لبرشلونة، ثم قاد مانشستر سيتي للإطاحة به من دور الستة عشر أيضاً عام 2020.
في المقابل يمكن القول إن الريال، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب دوري الأبطال (13 مرة)، نجح في الخروج بأفضل نتيجة ممكنة، وإذا لم يتمكن سيتي من إنجاز المهمة على ملعب البرنابيو فإنه سيندم أشد الندم على الفرص العديدة التي أهدرها بملعبه.
ولم يسبق لسيتي الفوز بدوري الأبطال حيث خسر المباراة النهائية للبطولة في الموسم الماضي على يد تشيلسي.
وأوضح أنشيلوتي: «فخور بالكيفية التي تمكن بها فريقه من صنع الفرص والتسجيل في مرمى سيتي على أرضه. كمدرب لريال مدريد علي أن أضع في اعتباري أننا سجلنا ثلاثة أهداف وهو أمر مهم حقاً، لكننا لم ندافع بشكل جيد ويمكننا أن نؤدي بشكل أفضل».
ويشعر المدرب الإيطالي أيضاً أن مزية اللعب على أرضه ستكون حاسمة في مباراة الإياب. وأضاف: «واثقون ومتحمسون للغاية لأننا نؤمن بأجواء برنابيو الساحرة».
وبدا من تصريحات لاعبي الفريقين أن لقاء الإياب سيكون ساخناً أيضاً، حيث قال الألماني إلكاي غوندوغان لاعب وسط سيتي، والذي شارك من على مقاعد البدلاء: «المباراة مذهلة وموقعة الحسم ستكون الأسبوع المقبل». وأثنى فيل فودين مسجل هدف سيتي الثالث: «كانت مباراة رائعة. منذ البداية وحتى نهايتها. حققنا بداية جيدة حقاً وكان بإمكاننا حسم المواجهة. في هذه المباريات، نحن بحاجة لاستغلال الفرص بشكل أكبر».
وأضاف: «كانت مباراة كرة قدم هائلة بالطبع بالنسبة للمتفرجين. نحن نواجه فريقاً توج بدوري الأبطال عدة مرات، ونكون معرضين لدفع الثمن عندما نفرط في الكرة أمامه. وهذا جانب يجب أن نعمل عليه في لقاء الإياب. فالمنافسة لا تزال قائمة».
في المقابل كتب بنزيمة «المباراة بدأت للتو». وقال المهاجم الفرنسي عقب اللقاء: «أحث جماهيرنا على الاستعداد لرؤية شيء ساحر، سنفوز بمباراة الإياب في سانتياغو برنابيو». وأضاف: «الخسارة ليست جيدة على الإطلاق ونحن نهتم كثيراً بالفوز بدوري الأبطال. الشيء المهم هو أننا لم نخفض من مستوى الحذر أبداً وواصلنا القتال حتى النهاية».
وكان بنزيمة قد نجح في إنهاء هجمة بشكل متقن في الشباك وأظهر مدى ثبات أعصابه عندما حصل الفريق الإسباني على ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة من المباراة، بعدما كان قد أضاع ركلتي جزاء أمام أوساسونا الأسبوع الماضي في الدوري الإسباني. وعن ذلك علق بنزيمة مبتسماً: «أنا رجل واثق جداً. هذا أعلى مستوى (للمنافسة) كنا نلعب ضد فريق رائع وعلى ملعبه. تراجعنا 2 - صفر لكننا كنا أقوياء ذهنياً للعودة في النتيجة».
وفي انتظار مواجهة أخرى مثيرة حماسية الأسبوع المقبل قال ريتشارد دون المدافع السابق لسيتي: «شاهدت واحدة من أفضل مباريات كرة القدم في حياتي، وأنتظر تكرارها إياباً».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.