حذرت بريطانيا من أن انتصار روسيا في الحرب الأوكرانية سيكون له «عواقب وخيمة في جميع أنحاء العالم»، داعية إلى إرسال المزيد من الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا رغم خطر تصعيد الصراع.
جاء ذلك على لسان وزيرة خارجيتها ليز تراس، التي قالت في كلمة أمس إن مصير أوكرانيا بات على المحك، لذا على حلفائها الاستعداد لمعركة طويلة و«تكثيف» إنتاجهم من الأسلحة الثقيلة بما في ذلك الدبابات والطائرات لدعم كييف في مواجهة القوات الروسية. وبشرت تراس بمقاربة جديدة «تعتمد على مجالات ثلاثة: القوة العسكرية والأمن الاقتصادي وتحالفات دولية أعمق»، رغم تحذير روسيا بشكل مستمر من احتمال تطور النزاع إلى حرب نووية، مع مواصلة الغرب إرساله أسلحة نوعية بشكل متزايد إلى الجيش الأوكراني. وبدوره شدد رئيس الوزراء بوريس جونسون من موقف لندن قائلا إن الغرب ليس في حاجة إلى تقديم تنازلات رغم التهديد النووي. وتابعت تراس «يجب أن نكون مستعدين لحرب طويلة، وأن نضاعف دعمنا لأوكرانيا» من «الأسلحة الثقيلة والدبابات والطائرات واستخدام كل ما هو موجود لدينا (...) وتكثيف الإنتاج. نحن بحاجة إلى القيام بكل هذا». وحث الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا المستشار الألماني أولاف شولتس على تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد القتالية، مضيفا أنه يتعين على ألمانيا تسريع وتيرة إرسال الأسلحة لكييف. ونقلت مجموعة فونكه الإعلامية عن نوسيدا قوله يوم الأربعاء: «لست في منصب المستشار أولاف شولتس. لا يسعني إلا أن أقول ماذا كنت سأفعل إذا كنت مكانه: كنت سأرسل الدبابات». وأعلنت ألمانيا يوم الثلاثاء تسليم أول أسلحتها الثقيلة لأوكرانيا لمساعدتها في صد الهجمات الروسية، وذلك بعد أسابيع من الضغط في الداخل والخارج من أجل ذلك وسط حالة من الارتباك تكتنف موقفها. وقال ناوسيدا: «من المهم جدا أن تحصل أوكرانيا على المعدات العسكرية التي تحتاجها الآن. ليس غدا أو بعد غد... فقد يكون الأوان قد فات». ودعا رئيس الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي الحلف إلى التحول من المراقبة الجوية إلى الدفاع الجوي، قائلا إن حرب أوكرانيا أظهرت أهمية قدرات الدفاع الجوي. وقال: «من خلال مراقبة المجال الجوي، ليس بوسع طيارينا الآن سوى جمع معلومات بشأن انتهاكات المجال الجوي. لكن ليست هناك أوامر بإسقاط طائرات عسكرية معادية في حالة الطوارئ».
وتعكس كلمة تراس حول السياسة الخارجية أفكار رئيس الوزراء الذي توقع الأسبوع الماضي أن تطول الحرب في أوكرانيا حتى نهاية العام المقبل. وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس قد صرح الاثنين بأن بريطانيا ستزود أوكرانيا بمركبات مدرعة قادرة على إطلاق صواريخ ضد الطائرات الروسية، في حين أن نظيره الأميركي لويد أوستن رجح إمكان انتصار أوكرانيا في حال تزويدها بالمعدات المناسبة. ودعت تراس إلى زيادة العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، لتشمل حظر أوروبا واردات الطاقة الروسية «بشكل نهائي»، مضيفة «يجب ألا يكون هناك مكان يلجأ إليه بوتين لتمويل هذه الحرب المروعة».
واعتبر رئيس وزراء بريطانيا أن لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «مساحة سياسية» كافية لإنهاء غزو قواته لأوكرانيا، ويعود الفضل فيها جزئيا إلى الرقابة المشددة التي تمارسها موسكو داخل حدودها بشأن هذه الحرب. وقال جونسون لقناة «توك تي في» الإخبارية التي أطلقها روبرت ميردوخ أخيرا: «بالنظر إلى الدعم الروسي الهائل لما يفعله، وحالة الإغفال الواضحة عند الإعلام الروسي عما يحدث حقا في أوكرانيا (...) المفارقة هي أن لدى بوتين مساحة سياسية كبيرة للتراجع والانسحاب». وتطلق روسيا على حربها في أوكرانيا تسمية «عملية عسكرية خاصة»، وقد أصدرت قوانين تهدد بسجن أي شخص ينشر أخبارا تعدها كاذبة حول الأحداث هناك. وأضاف جونسون أنه نتيجة لذلك يمكن بوتين أن يعلن للشعب الروسي أن العملية التي بدأها في أوكرانيا «أنجزت» و«كانت ناجحة من الناحية التقنية». وقال: «أعتقد أنه (بوتين) يملك مساحة سياسية أكبر بكثير من الأمور التي تقلق الناس. الناس يقولون إنه يجب علينا تقديم تنازلات، وعلينا أن نقلق بشأن ما قد يقدم بوتين على فعله بسبب خطر هزيمته». وأوضح «أعتقد أن لديه مساحة كبيرة جدا، ولديه حيز كبير للمناورة». ودعت تراس إلى «مقاربة جديدة» بعد إخفاق المنظومة الأمنية العالمية الحالية في ردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن غزو أوكرانيا. وفي كلمتها التي ألقتها في لندن أمام دبلوماسيين ورجال أعمال كبار، قالت تراس: «مصير أوكرانيا على المحك».
قالت وزارة الدفاع البريطانية أمس الأربعاء إن أوكرانيا ما زالت تسيطر على معظم مجالها الجوي، مضيفة أن روسيا فشلت في تدمير القوات الجوية للبلاد بشكل فعال أو كبح دفاعاتها الجوية. وأضافت على تويتر «روسيا تملك قدرة محدودة للغاية على الوصول الجوي إلى شمال وغرب أوكرانيا، مما يجعل العمليات الهجومية تقتصر على الضربات العميقة» بأسلحة تُطلق من بعد. وقالت الوزارة في نشرة دورية: «النشاط الجوي الروسي يتركز بشكل أساسي في جنوب وشرق أوكرانيا ويقدم الدعم للقوات البرية الروسية». وذكرت المخابرات العسكرية البريطانية في التحديث اليومي أن روسيا تواصل استهداف الأصول العسكرية الأوكرانية والبنية التحتية اللوجيستية على مستوى البلاد. وأشارت إلى ارتفاع خطر وقوع خسائر في صفوف المدنيين، قائلة إن معظم الضربات الجوية الروسية في مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية كانت تستخدم على الأرجح قنابل غير موجهة. وقالت: «تقلل هذه الأسلحة من قدرة روسيا على التمييز بشكل فعال عند شن الضربات، مما يزيد من خطر وقوع إصابات في صفوف المدنيين».
وكان قد أعلن مسؤول أوكراني الثلاثاء أن القوات الروسية تقصف الجسور والسكك الحديدية في بلاده لإبطاء وصول شحنات الأسلحة الغربية إلى القوات الأوكرانية، وذلك بعد تدمير موسكو جسراً استراتيجياً يربط أوكرانيا برومانيا. وبحسب مدير السكك الحديد الأوكرانية أولكسندر كاميشين فإن هذا الجسر الحديدي الذي يعبر مصب نهر دنيستر تضرر الثلاثاء جراء هجوم صاروخي شنته القوات الروسية. وقال وزير النقل عبر تلغرام إن «العدو ألحق أضراراً جسيمة بالبنى التحتية للجسر الذي سيلزم ترميمه جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً»، موضحاً أن حركة المرور متوقفة. ويربط هذا الطريق رومانيا المجاورة بمدينة أوديسا في جنوب أوكرانيا. ولم تتسبب الضربة بسقوط قتلى، بحسب السلطات. وكتب مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنتون غيراشتشينكو عبر تويتر «دمرت روسيا البنى التحتية للنقل الأوكراني - جسور وسكك حديدية - من أجل إبطاء توريد الأسلحة من حلفائنا». ودعا الدول الغربية إلى إرسال أنظمة دفاع جوي لأوكرانيا. وقُتل الاثنين خمسة أشخاص في ضربات روسية على منشآت للسكك الحديدية في منطقة فينيتسا في وسط غرب أوكرانيا حيث يلتقي العديد من سكك الحديد لطرقات داخلية وخارجية تربط أوكرانيا بدول أخرى.
لندن تحذّر من «عواقب وخيمة» عالمياً إذا انتصرت موسكو... وتحض على دعم كييف بأسلحة ثقيلة
الرئيس الليتواني يدعو «الناتو» إلى التحول من المراقبة الجوية إلى الدفاع الجوي في الحرب الأوكرانية
لندن تحذّر من «عواقب وخيمة» عالمياً إذا انتصرت موسكو... وتحض على دعم كييف بأسلحة ثقيلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة