دفع فواتير طعام بنيت يغطّي على التهديد بقتله

TT

دفع فواتير طعام بنيت يغطّي على التهديد بقتله

رغم إعلان جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، شروعه بالتحقيق في تهديدات بالقتل وصلت إلى عائلة رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، حاولت المعارضة بقيادة رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، حرف النقاش وتغطيته بقضية أخرى تتعلق بمصاريف الطعام الباهظة التي يصرفها من حساب الدولة. وقد قرر بنيت سحب البساط من تحت أقدام نتنياهو، فأعلن يوم أمس (الأربعاء)، بأنه سوف يدفع من الآن فصاعداً، جميع نفقات طعام عائلته من حسابه الشخصي.
واعتبر المعلقون في الصحف ووسائل الإعلام، هذا الإعلان، بمثابة «ضربة معلم»، فهو أولاً يحرج نتنياهو، الذي يحاكم بتهم فساد ويعرف عنه أنه وجميع أفراد عائلته لم يصرفوا قرشاً واحداً من الراتب لأن كل مصاريفهم كانت على نفقة الدولة، وثانياً بدا إعلان بنيت رداً قوياً على حملة المعارضة، يدل على أنه من سياسي من طينة أخرى لا يشبه نتنياهو أبداً». ولم يستبعد بعض المعلقين أن تكون هذه الخطوة، بداية انعطاف لصالح بنيت بين الجمهور. ففي الوقت الحاضر تشير الاستطلاعات إلى أن 10 في المائة فقط من الإسرائيليين يرون في بنيت صالحاً لمنصب رئيس حكومة.
يذكر أن مصادر سياسية سربت إلى الصحف، تقريراً يقول إن بنيت يصرف نحو 9 آلاف دولار في الشهر للطعام في بيته، على حساب الدولة مع أنه ثري كبير (تقدر ثروته بخمسين مليون دولار). ومع أن سابقه بنيامين نتنياهو كان يصرف أكثر من ضعفي هذا المبلغ، ويحاكم حالياً بثلاث تهم فساد خطيرة، فإن حزب «الليكود» يدير حملة بعنوان «بنيت فاسد» ويتهمه بنهب أموال الدولة. وفي يوم الثلاثاء، كشف النقاب عن أن المكان الذي تعمل فيه زوجة بنيت تلقى ظرفاً يحوي عياراً نارياً، ورسالة تهديد بالقتل.
وأصدرت الشرطة أمراً بحظر نشر جميع التفاصيل المتعلقة بالتحقيق الجاري في هذه القضية، والمعلومات التي من شأنها أن تؤدي للكشف عن هوية المشتبه بهم. وقالت الشرطة، في بيانها المقتضب، إنه «لا يمكن الكشف عن مزيد من التفاصيل» في هذا الشأن، وإنها فتحت تحقيقاً في وحدة لاهف 433 للجرائم الخطيرة والدولية بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك)». وأعلن الشاباك، من جهته، أنه تقرر تعزيز طواقم الحماية المخصصة له ولعائلته». وفي بيان صدر عن بنيت، قال: «الصراع السياسي يجب ألا يصل إلى العنف والبلطجة والتهديدات بالقتل، مهما كان عميقاً».
واعتبر وزير الدفاع، بيني غانتس، هذه التهديدات التي تلقتها أسرة بنيت «تجاوزاً للخطوط الحمراء»؛ وأضاف أن «التحريض والعنف في الماضي أديا إلى اغتيال سياسي (في إشارة إلى مقتل رئيس الحكومة الأسبق، يتسحاق رابين)، رصاصة واحدة في ظرف، يمكن أن تتحول إلى ثلاث رصاصات تطلق من مسدس». وقال وزير الخارجية، يائير لبيد، إن «الرسالة التي تهدد حياة رئيس الحكومة هي تذكير محزن وخطير بالمكان الذي يمكن أن يؤدي إليه التحريض». وأضاف: «سنواصل محاربة خطاب الكراهية في الشارع وفي الشبكات وفي كل مكان. لن يخيفونا. ولن يهزم المتطرفون الأغلبية المتزنة».
وقد تجاهل «الليكود» هذا التهديد وظل يحاول التغطية عليه في موضوع مصاريف الطعام. وبعد إعلان بنيت عن قراره دفع هذه المصاريف من جيبه، بدأت حملة تهكم على نتنياهو: «إذا عاد إلى الحكم سيندم على فتح هذه المعركة. وسيضطر هو أيضاً إلى دفع فاتورة الطعام».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».