السودان: إطلاق سراح وزير سابق بعد أشهر من الاعتقال

خالد عمر يوسف
خالد عمر يوسف
TT

السودان: إطلاق سراح وزير سابق بعد أشهر من الاعتقال

خالد عمر يوسف
خالد عمر يوسف

قررت النيابة العام السودانية إطلاق سراح وزير شؤون الرئاسة السابق خالد عمر يوسف بالضمانة العادية، بعد نحو شهرين من الاعتقال، بينما يواجه تهماً بالفساد، وفرضت كفالات مالية كبيرة لبقية المعتقلين، من لجنة مكلفة بتفكيك نظام عمر البشير، أبرزهم عضو مجلس السيادة الرئيس المناوب للجنة، محمد الفكي سليمان، وعضو اللجنة وجدي صالح، وآخرون عددهم 14، مقابل إطلاق سراحهم.
واعتُقل يوسف وساسة آخرون في فبراير (شباط) الماضي. وقالت المتحدثة باسم هيئة الدفاع عن المعتقلين، المحامية إقبال أحمد علي، في تصريحات صحافية، أمس، إن القاضي المشرف، عداء عبد الله سليمان، بناء على طلب هيئة الدفاع رفضت أول من أمس تجديد حبس المتهمين لعدم كفاية الأدلة.
وتابعت: «بناء على هذا القرار، تم ترحيل المتهمين من سجن سوبا؛ حيث كانوا معتقلين، إلى حراسة نيابة الخرطوم شمال، لإكمال إجراءات الإفراج عنهم».
وأوضحت أن «النيابة أصدرت قراراً بالإفراج عنهم بادئ الأمر، بيد أنها تراجعت عن قرراها بدون تقديم أي مبررات، وأمرت بإبقائهم تحت الحبس، وعدم إطلاق سراحهم إلا بكفالة مالية كبيرة».
وألقت السلطات العسكرية القبض على المعتقلين في الأسبوع الأول من فبراير الماضي، إثر فتح بلاغات جنائية ضدهم تحت المادة 177 الفقرة 2 من القانون الجنائي «خيانة الأمانة»، وهي مادة لا يجوز إطلاق سراح المتهمين بموجبها بالضمانة العادية.
وأكدت المتحدثة باسم هيئة الدفاع أن النيابة أطلق سراح الوزير السابق خالد عمر يوسف وحده، بالضمانة العادية، من بين المعتقلين البالغ عددهم 15 معتقلاً، وأبقت المتبقين قيد الحبس لحين التصديق لهم بضمانات أخرى، وتابعت: «هيئة الدفاع ستظل في حال انعقاد مستمر لتقييم الوضع».
وقال مقرر هيئة الدفاع عن المعتقلين، المحامي هاشم الجعلي، إن النيابة العامة فرضت كفالة قدرها 25 مليون جنيه سوداني بحق كل من «طه عثمان، وبابكر فيصل»، وقررت بقاء محمد الفكي سليمان، ووجدي صالح، وسامي بلة، وعوض بشير سعد الدين محمد أحمد في الحبس على ذمة بلاغ آخر.
من جهة أخرى، نقلت تقارير صحافية أن كلاً من عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي، وأعضاء لجنة تفكيك التمكين، وأبرزهم طه عثمان، ووجدي صالح، وبابكر فيصل، رفضوا دفع أي كفالة مالية، معتبرين فرض النيابة كفالات ضدهم مخالفاً لقرار القاضي.
وقال القائد رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، في وقت سابق من هذا الشهر، إنه ناقش إمكانية إطلاق سراح معتقلين، مع التأكيد على أنهم ليسوا محتجزين سياسيّين. ولم يعين البرهان رئيس وزراء جديداً بعد، إذ لم تؤتِ كثير من المبادرات للتوصل إلى اتفاق مع الأحزاب السياسية ثمارها. ويطالب المانحون بوجود حكومة مدنية ذات مصداقية لاستئناف المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، والتي تم حظرها بعد إجراءات.
وانتقد البرهان عمل لجنة تفكيك نظام 30 يونيو (حزيران) 1989، التي كان السياسيون جزءاً منها، وأنشأوا لجنة جديدة لمراجعة قراراتها. وتم القبض على أعضائها بتهمة خيانة ثقة الجمهور. وتم التراجع عن كثير من قرارات اللجنة المتعلقة بإقالة الموالين للبشير من الخدمة المدنية خلال الأسابيع الماضية.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.