حركة «امتداد» تحمل قضايا التظاهر إلى رئيس مجلس القضاء العراقي

على خلفية تعرض أحد نوابها إلى اعتداء

TT

حركة «امتداد» تحمل قضايا التظاهر إلى رئيس مجلس القضاء العراقي

التقى أعضاء ممثلون لحركة «امتداد» النيابية العراقية، وفي مقدمتهم أمينها العام علاء الركابي، أمس، رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان لبحث القضايا الخاصة بمتظاهري محافظة ذي قار وبقية المحافظات وما يتعرضون له من مطاردات قضائية بسبب «تهم كيدية». في الأثناء، أدان النائب الأول لرئيس مجلس النواب، حاكم الزاملي، الاعتداء الذي تعرض له رئيس كتلة «امتداد» النيابية، محمد نوري، من قبل قائمقام قضاء الشافعية وعناصر حمايته في محافظة الديوانية الجنوبية.
وفي حين ذكر بيان لمجلس القضاء أن الاجتماع بحث «معالجة القضايا الخاصة بمتظاهري محافظة ذي قار ضمن الأطر والسياقات القضائية والقانونية»، أكد عضو الأمانة العامة لحركة «امتداد»، رسول العذاري، أن الاجتماع «ناقش الاتهامات الكيدية التي تلاحق عدداً كبيراً من الناشطين وجماعات الحراك الاحتجاجي». وقال العذاري لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا في محافظة ذي قار وحدها نحو 125 قضية كيدية ضد ناشطين، عادة ما تقوم بفبركتها أمام القضاء جماعات حزبية أو أجهزة تنفيذية».
وأضاف أن «هذا النوع من القضايا هدفه تخويف الناشطين وسلب حقهم في التظاهر والتعبير عن الرأي الذي كفله الدستور... للأسف ليست لدينا إحصائية دقيقة عن القضايا الكيدية في بقية المحافظات، لكنها موجودة بكل تأكيد، ونسعى لإيجاد صيغة حل لها مع القضاء».
وحركة «امتداد» التي حصلت على 9 مقاعد برلمانية في انتخابات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، انبثقت عن «حراك أكتوبر 2019»، ويتحدر أمينها العام علاء الركابي ومعظم أعضائها ونوابها من محافظة ذي قار الجنوبية. وانخرطت في تحالف للنواب المستقلين مع حراك «الجيل الجديد» الكردي وله هو الآخر 9 مقاعد نيابية.
من جانبه، أدان النائب الأول لرئيس مجلس النواب، حاكم الزاملي، أمس الثلاثاء، الاعتداء على رئيس كتلة «امتداد» النيابية محمد نوري من قبل قائمقام قضاء الشافعية في محافظة الديوانية وعناصر حمايته. وقال المكتب الإعلامي للزاملي في بيان: «تابعنا وباهتمام بالغ حادثة الاعتداء غير المسبوق الصادر من قائمقام قضاء الشافعية في محافظة الديوانية والمجاميع المحسوبة عليه، على رئيس كتلة (امتداد) النيابية النائب محمد نوري عزيز وعناصر حمايته الشخصية، أثناء قيامه بواجباته الدستورية الرقابية التي تملي عليه متابعة المشاريع الخدمية التي تمس حياة المواطن». وأضاف: «وإذ ندين مثل هذه الأفعال التي لا تنم عن مواقف مسؤولة ومنضبطة، فإننا نُهيب بالجهات القضائية المختصة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة بحق المعتدين وبما يحفظ هيبة المؤسسة التشريعية».
ووجه الزاملي، بحسب البيان، بـ«تشكيل لجنة تحقيقية نيابية، برئاسة النائب حيدر شيخان، وعضوية النواب: حيدر الحداد، وسهام الموسوي، وباسم الغرابي، وناظم الشبلي، لمتابعة حيثيات الحادثة ومتابعة نتائج التحقيقات مع الجهات المعنية».
في غضون ذلك، أفاد مصدر أمني مسؤول، أمس الثلاثاء، بصدور مذكرة قبض بحق مسؤول محلي هو وحمايته في محافظة الديوانية بتهمة الاعتداء على العضو في مجلس النواب العراقي محمد نوري.
وأدانت حركة «امتداد»، أول من أمس، الاعتداء الذي تعرض له رئيس كتلتها النيابية أثناء وجوده في مشروع إعادة تأهيل طريق نجف - ديوانية. وقالت في بيان إنها «تدين الاعتداء المسلح، ومحاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس كتلة (امتداد) النيابية، النائب محمد نوري عزيز من قبل مجاميع محسوبة على قائمقام قضاء الشافعية، الذي سبقهم بالتهجم على النائب أثناء تأديته واجبه الرقابي، وتعده اعتداءً سافراً على أعلى سلطة تشريعية في البلد». وطالبت الحركة القضاء بـ«مذكرات القبض بحق المعتدين وملاحقتهم قانونياً؛ لينالوا جزاءهم العادل، وعلى الفاسدين أن يدركوا أن (امتداد)، ومنذ يومها الأول، وضعت في حساباتها أن مواجهة الفاسدين ستكون محفوفة بالمخاطر، وأن استفزازات واعتداءات مثل هذه تكون متوقعة من أحزاب الفساد».
وأصدر النائب محمد نوري أيضاً بياناً شرح فيه تفاصيل الاعتداء عليه، قال فيه: «اليوم (الاثنين) أثناء أدائنا دورنا الرقابي ومتابعة مشاريع المحافظة لإبعاد الضغوطات عن الشركات العاملة فيها لتوفير بيئة عمل صحيحة حتى لا تكون المشاريع الحالية كالكثير من سابقاتها لتتوقف نتيجة انسحاب الشركات أو فشلها بالأعمال الموكلة لها... وبهدف متابعة مشروع إعادة تأهيل الطريق الرابط بين محافظة النجف والديوانية، حضرت برفقته عنصرين فقط للمتابعة وتوفير الدعم وإسناد الشركة لتمارس عملها دون تدخلات، فتهجم علينا وبشكل مبيت قائمقام الشافعية ومجموعات محسوبة، عليّ وعلى حمايتي».
وسبق أن تعرض منزل النائبة عن حركة «امتداد»، نيسان الزاير، في قضاء سوق الشيوخ بمحافظة ذي قار، إلى هجوم بقنبلة منتصف فبراير (شباط) الماضي، تسببت في أضرار مادية من دون وقوع خسائر في الأرواح.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.