البرلمان اللبناني يفشل مجدداً في بحث قانون التحويلات المالية

بات من المؤكد ترحيله إلى ما بعد الانتخابات

TT

البرلمان اللبناني يفشل مجدداً في بحث قانون التحويلات المالية

ألغيت أمس جلسة اللجان النيابية المشتركة التي كانت مخصصة للبحث بقانون تقييد التحويلات المالية «الكابيتال كونترول» لعدم اكتمال النصاب، وذلك على وقع وقفة احتجاجية نفذتها هيئات ونقابات مهنية رفضاً للصيغة المطروحة ولمنع انعقاد الجلسة.
وشاركت في الوقفة الاحتجاجية نقابات المهن الحرّة ونقابة محرري الصحافة ونقابة المحامين والجمعية اللبنانية لأولياء الطلاب في الجامعات. وحصل إشكال وتدافع المحتجين والجيش.
وقاطع نواب «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر» و«حزب القوات اللبنانية» الجلسة لرفضهم صيغة الحكومة، وللدفاع كما قالوا عن حقوق المودعين والمطالبة بتحديد المسؤوليات لتوزيع الخسائر بناء عليها، وبالتالي بات من شبه المؤكد ترحيل البحث بالقانون وإقراره إلى ما بعد الانتخابات النيابية في 15 مايو (أيار) 2022.
وفيما كان قد طالب بعض النواب بحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجلسة، قال مستشار الأخير النائب نقولا نحاس في حديث تلفزيوني إن ميقاتي كان مستعداً لحضور الجلسة لشرح خطته لو قدّمت له دعوة.
وبعد إلغاء الجلسة، توجه رئيس لجنة «الإدارة والعدل» النائب جورج عدوان إلى رئيس الحكومة، وإلى كل الحكومات التي ستكون موجودة بعد الانتخابات بالقول: «الزمن الذي كانت تحصل فيه اتفاقات خارج مجلس النواب لإمرار أمور معينة على مستوى عالٍ بين بعض الفرقاء ولّى، وهذا المجلس أثبت اليوم بجدية أنه سيد نفسه، بمعنى آخر لا يمكن أن تضعوا خططاً جانبية ولا تهريبية، وتمر»، معتبراً أن «الورقة التي أرسلتها الحكومة هي استخفاف بمجلس النواب».
وأضاف: «بما أن هذه المخططات فشلت، لنتحدث عن مرحلة ما بعد الانتخابات، ولنقل ما هي الطريقة ليكون لدينا (كابيتال كونترول)»، وطالب بأن تكون هناك خطة كاملة توضح بداية المسؤوليات، ثم الخسائر وتوزيعها وفقاً للمسؤوليات، ثم طريقة دفع الخسائر، معتبراً أن مصرف لبنان أخطأ لقبوله «أن يدين الدولة، وقام بهندساته المالية»، سائلاً: «لماذا إذن نحمّل المواطن والمودع مسؤولية كل ذلك»، مؤكداً: «هذه الخطة يجب أن تكون واضحة، عليها أن تقول أين نحن، وكيف سنخرج من هذا الوضع، على أن تكون ضمنها الموازنة والكابيتال كونترول»
بدوره، كتب رئيس لجنة المال والموازنة، النائب في «الوطني الحر» إبراهيم كنعان، عبر «تويتر»: «أكررّ موقفنا الرافض لصيغة الكابيتال كونترول المطروحة من قبل الحكومة في اللجان المشتركة، كما ورد في مذكرتها حول شطب أموال المودعين، وأؤكد أننا، كما في السابق، لن نشارك في تشريع هذا الواقع، إنما مع إقرار قانون مؤقت يلغي الاستنسابية، ويأتي من ضمن رؤية إنقاذية تحمي حقوق المودعين».
كذلك علّق رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل عبر «تويتر» بالقول: «الكابيتال كونترول هو من بديهيات الأيام الأولى للأزمة، ونحن من فضح، وواجه تهريب الأموال، وتقدّمنا بقوانين لوقف التحويلات واستعادتها من الخارج... فعرقلها المستفيدون، ونحن لا زلنا نقاتل لأجلها. لكن إقراره بعد سنتين ونصف سنة من المماطلة لا يعني تشريع سرقة أموال المودعين وحماية المصارف بمفعول رجعي وتشكيل لجان مشبوهة. المطلوب بإلحاح قانون يوقف نزف الأموال، لا يقنن السطو ولا يحمي المنظومة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».