موظفو «تويتر» قلقون بعد استحواذ ماسك: «خطر على الديمقراطية»

توصل ماسك إلى اتفاق لشراء «تويتر» مقابل 44 مليار دولار (رويترز)
توصل ماسك إلى اتفاق لشراء «تويتر» مقابل 44 مليار دولار (رويترز)
TT

موظفو «تويتر» قلقون بعد استحواذ ماسك: «خطر على الديمقراطية»

توصل ماسك إلى اتفاق لشراء «تويتر» مقابل 44 مليار دولار (رويترز)
توصل ماسك إلى اتفاق لشراء «تويتر» مقابل 44 مليار دولار (رويترز)

قال رئيس «تويتر» التنفيذي باراغ أغراوال للموظفين أمس (الاثنين)، إن الضبابية تكتنف مستقبل شركة خدمات التواصل الاجتماعي بعد توصل الملياردير إيلون ماسك إلى اتفاق لشراء «تويتر» مقابل 44 مليار دولار.
إلا أن أغراوال قال للموظفين إنه ليست هناك خطط حالياً لتسريح عاملين.
وعلى الرغم من ذلك، انتاب القلق عدداً كبيراً من موظفي الشركة، الذين قالوا إنهم يرون أن ماسك، الذي يصف نفسه بأنه «داعم لحرية التعبير المطلقة»، هو في الواقع «خطر على الديمقراطية»، وفقاً لما نقلته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وكتب كثير من الموظفين تغريدات على «تويتر» صباح اليوم (الثلاثاء)، يعبرون فيها عن استيائهم وخوفهم من صفقة الاستحواذ.
ومن بين أولئك الموظفين كان أديسون هوينستين، الذي يعمل مهندس برمجيات بالموقع، والذي غرد قائلاً: «لقد سألني الكثيرون لماذا أعتبر شراء ماسك لـ(تويتر) أمراً سيئاً. أنا أرى أن الاستحواذ على الموقع ليس هدفه الأساسي، ومن المؤكد أن الأمور ستزداد سوءاً وربما تشكل خطورة على الديمقراطية والشؤون العالمية».

ومن جهته، سأل غيريانت ديفيز، كبير مهندسي الفيديو في «تويتر»، عن وظيفة تصلح لشخص لديه خبرة 40 عاماً في مجال البرمجيات، مشيراً إلى أن هذه الفرصة يبحث عنها صديق له.

أما جاي هولر، أحد مهندسي الموقع، فغرد قائلاً: «لأول مرة تضم قيادة (تويتر) شخصاً قمت بحظره بشكل استباقي على هذه المنصة».

ومن ناحيتها، كتبت كلوي بارنز، المسؤولة عن معايير التنظيم بالموقع: «أتفهم تماماً أن ما يحدث أمر مسلٍّ بالنسبة للبعض. لكنه بالتأكيد ليس مسلياً بالنسبة لي».

وقالت كاسي نيك رامبو، عالمة البيانات في «تويتر»، إنها «مرعوبة» من استحواذ ماسك على الموقع.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن هناك ضجة بين الموظفين في غرف الدردشة الداخلية.
ووفقاً لمراسل الصحيفة، تالمون سميث، فقد قال أحد الموظفين: «أشعر كأنني سأتقيأ... لا أريد العمل في شركة يملكها إيلون ماسك».
وقال موظف آخر: «أنا أكرهه (ماسك)، لماذا يريد الاستحواذ على الموقع!»، فيما علق آخر قائلاً: «هذا الفتى الصغير الفاسد لا يعرف أي شيء عن سياساتنا وما نفعله... تصريحه عن خوارزميتنا كان مجنوناً».
وكان ماسك قد قال في بيان بالأمس: «أريد أن أجعل (تويتر) أفضل من أي وقت مضى من خلال تعزيز المنتج بميزات جديدة، وجعل الخوارزميات مفتوحة المصدر لزيادة الثقة، والقضاء على روبوتات النشر المبرمجة (بوتس) وتوثيق حسابات جميع البشر».
في غضون ذلك، تتعلق مخاوف كثير من الموظفين بامتيازاتهم أكثر من السياسة المستقبلية للمنصة. فقد غرد أحدهم قائلاً: «لدي مخاوف بشأن العمل من المنزل... لقد أصبح هذا الأمر متاحاً بالنسبة لنا ونحن نخاف أن يلغيه ماسك، الذي سبق ولمح إلى إمكانية إلغائه في حال شراء الموقع».
وتوصل ماسك إلى اتفاق مع مجلس إدارة «تويتر» على شراء المنصة الاجتماعية بسعر 54.20 دولار للسهم، ما يجعل قيمتها الإجمالية نحو 44 مليار دولار، وفق ما أعلنت «تويتر» أمس (الاثنين) في بيان.
وبذلك، أصبح مالك مجموعة «تسلا»، والرجل الأغنى في العالم، مالكاً للمنصة التي يعتبرها «الساحة الرقمية العامة حيث تناقش موضوعات حيوية بالنسبة لمستقبل الإنسانية»، بحسب ما ورد في البيان.
ويعد الاتفاق تحولاً جذرياً في موقف مجلس الإدارة الذي حاول في البداية عرقلة عرض ماسك لشراء المنصّة.
وكان إيلون ماسك قد اشترى في وقت سابق هذا الشهر، حصة رئيسية في الشركة.
وقال رئيس مجلس إدارة «تويتر»، بريت تايلور، إن المجلس «أجرى عملية مدروسة وشاملة لتقييم اقتراح إيلون مع تركيز مضاعف على القيمة واليقين والتمويل»، وفق بيان الشركة.
وأضاف البيان أن المجلس يعتقد أن الصفقة «أفضل مسار للمضي قدماً لمساهمي تويتر».


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك رئيس شركة «تسلا» ومنصة «إكس» (أ.ب)

إيلون ماسك يسخر من مسؤول كبير في «الناتو» انتقد إدارته لـ«إكس»

هاجم إيلون ماسك، بعد تعيينه مستشاراً للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مسؤولاً كبيراً في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك مالك منصة «إكس» (رويترز)

صحف فرنسية تقاضي «إكس» بتهمة انتهاك مبدأ الحقوق المجاورة

أعلنت صحف فرنسية رفع دعوى قضائية ضد منصة «إكس» بتهمة استخدام المحتوى الخاص بها من دون دفع ثمنه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك يتحدث خلال تجمع انتخابي لترمب (أ.ف.ب)

إهانة عبر «إكس»: ماسك يصف المستشار الألماني بـ«الأحمق»... وبرلين ترد بهدوء

وجّه إيلون ماسك إهانة مباشرة للمستشار الألماني أولاف شولتس عبر منصة «إكس»، في وقت تشهد فيه ألمانيا أزمة حكومية.

«الشرق الأوسط» (أوستن (الولايات المتحدة))
العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

بينالي أبو ظبي... التوقيع بالفن على المساحات العامة

عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)
عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)
TT

بينالي أبو ظبي... التوقيع بالفن على المساحات العامة

عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)
عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

ضمن خطة طموح تهدف إلى إدخال الفن إلى المساحات العامة أطلقت أبوظبي النسخة الافتتاحية من بينالي أبوظبي للفن العام، وتستمر حتى 30 أبريل (نيسان) المقبل. ومع اليوم الأول أتيح للجمهور معاينة كثير من الأعمال التركيبية على الكورنيش، وفي الحدائق، وفي واحة العين وأيضاً ضمن المباني المهمة في أبوظبي، وكأن الأعمال الفنية تضع توقيعها على المساحات العامة لتضفي عليها وهجاً مجتمعياً خاصاً يخرج بها عن صورتها اليومية المعتادة.

«النهر الحضري» للفنان قادر عطية في بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر

في أثناء المشي على كورنيش أبوظبي والاستمتاع بنسائم البحر والأجواء اللطيفة في هذا الوقت من العام، لا يملك المرء إلا التوقف أمام تشكيلات فنية جاذبة للعين والانتباه. خلال جولة سريعة نزور محطة الحافلات التي بنيت في عام 1986، وتعد واحدة من أقدم المباني في المدينة، وهنا أيضاً نرى الأعمال المختلفة سواء في خارج المحطة أو في داخلها، أما في سوق السجاد فهناك مفاجأة ضخمة صنعها فنان برازيلي، ونسج فيها قصصاً وذكريات لأصحاب المحال المجاورة.

تنقسم مساحات عرض البينالي إلى 8 دروب كما يطلق عليها، تضمنت أعمالاً لأكثر من 70 فناناً من الإمارات، ومن دول مختلفة حول العالم. أما ما يجمع بينها فهو ببساطة المدينة نفسها، فالأعمال تشترك في استكشاف الظروف البيئية للمدينة وأسلوب الحياة المجتمعي والهندسة المعمارية والتخطيط المدني.

توزعت الأعمال على مسافات كبيرة، وهو ما يشجع الزوار على المشي لمسافات لاستكشاف ما يختبئ في طريقهم من أعمال وإعادة اكتشاف معالم المدينة الشهيرة، وللتوصل إلى كل الأعمال المعروضة، فاستخدام السيارة أمر ضروري، ولا سيما لزيارة واحة العين.

رحلة البحث

على كورنيش أبوظبي تنطلق رحلة البحث عن الأعمال الفنية، للتوصل لكل الأعمال يقترح دليل البينالي المشي لمدة ساعة، وفي الأجواء اللطيفة يصبح المشوار ممتعاً. في تتابع نمر أولاً على عمل الفنان أوسكار موريو الذي نفذ لوحة ضخمة يبلغ طولها 80 متراً على مساحة 1 في المائة من كورنيش أبوظبي، لتستكشف التوسع الحضري السريع الذي تشهده المدينة.

«برزخ» للفنان وائل الأعور في بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر

أما الفنان وائل الأعور فنرى من تنفيذه عمل «برزخ»، وهو مجسم ضخم يبدو لنا عن بعد، وكأنه شبكة من القطع البلاستيكية، يدخل الضوء من فتحاته ليخلق تركيبات مختلفة، ويمنح الزوار فرصة للتمهل داخله. بحسب بطاقة التعريف بالعمل، فالفنان يستجيب للتحديات البيئية المحلية والعالمية عبر استخدام ثلاث مواد، وهي البلاستيك المعاد تدويره وألياف النخيل المستخدمة في العمارة الإماراتية منذ قرون والمحلول الملحي، وهو ناتج ثانوي من عملية تحلية المياه يضر بالنظم البيئية البحرية عند تصريفه في الخليج. يبدو أن العناصر كلها تمثل الماضي واحتمالية مستقبل العمارة في الخليج عبر استخدام الموارد المحلية التي ترمز لها ألياف النخيل والبلاستيك المعاد تدويره، وتعالج القضايا البيئية الآنية مثل تأثير عملية تحلية المياه على البيئة البحرية.

عموماً العمل يستوقف الناظر، ويجذبه لداخله عبر تشكيلة بصرية جميلة، وهكذا يجد الزائر الفرصة للتفكير في المعنى خلف العمل.

عمل الفنانة فرح القاسمي «الحنين إلى الوطن» (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

ليس بعيداً عن عمل الأعور نرى عملاً للفنانة الإماراتية فرح القاسمي التي تقدم تشكيلاً بصرياً خارجاً من أعماق جماليات البحر يحمل عنوان «الحنين إلى الوطن»، ويتكون من محارات ضخمة تنتظم في شكل دائري على منصة مرتفعة مغطاة بالرمال البيضاء، تحتفي الفنانة هنا بمهنة الغوص والبحث عن اللؤلؤ، وهي مهنة شكلت المشهد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي للإمارات. إضافة إلى الشكل المرتبط بالبحر تضيف الفنانة بعداً جديداً، وهو الصوت، فهي جهزت كل محارة بمكبر صوت تبث جوقة من الأصوات الاصطناعية التي ألفتها من وحي أغنية «توب توب يا بحر» التي تغنيها زوجات الغواصين، بينما ينتظرن عودة الأزواج من رحلات الصيد.

عمل للفنان البرازيلي هنريك أوليفييرا أمام محطة الحافلات (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

نتجه إلى محطة الحافلات الرئيسية، حيث توزعت أعمال عدد من الفنانين. يستوقفنا خارج المحطة مجسم على شكل شجرة متيبسة تفترش مساحة ضخمة من الرصيف الخارجي، وهو للفنان البرازيلي هنريك أوليفييرا وهو معروف باستخدامه للخشب المتآكل، الذي يحصل عليه غالباً من أسوار البناء الحضرية. تجمع ممارسات أوليفيرا بين الرسم والهندسة المعمارية والنحت، ويعمل على تحويل الخشب المهمل والمتداعي إلى أعمال عضوية وديناميكية، مما يعكس تداخل التدهور الحضري مع النمو الطبيعي.

أما زينب الهاشمي، وهي فنانة مفاهيمية إماراتية، فنرى من عملها رصيفاً حجرياً أمام المحطة، للوهلة الأولى لا نميزه فهو منسجم تماماً مع تصميم مباني المحطة وخارجها، ولكن الفنانة التي تعمل على تفكيك المحيط المعروف عبر التركيبات الفنية، استخدمت الشكل المألوف، وأضافت له العشب الأخضر، وكأنه جزء من المحيط العام لأرصفة المحطة، ولكنه ليس كذلك. فالهاشمي عرفت بالدمج بين العناصر الطبيعية والمصطنعة، لتسلط بذلك الضوء على تأثير التدخل البشري على البيئة، وتحث الناظرين على إعادة النظر في علاقتهم بمحيطهم.

فن في الحدائق العامة

في الحدائق العامة تتناثر أعمال الفنانين عبد الله السعدي، وهاشل اللمكي، ولورنس أبو حمدان، وقادر عطية، وخليل رباح، وسيما نصرت، ورامي قشوع × حرفيات الإمارات، وبافل ألتهامر، وناثان كولي، وآذار جابر، وألورا وكالزاديلا.

«بين الأشجار» للفنان خليل رباح في بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر

وفي سوق السجاد يتألق عمل الفنان كريستوفر جوشوا بنتون: «حيث تفرش سجادتي، يكون وطني (2024)»، وهو سجادة نابضة بالحياة مصنوعة من العشب الصناعي. طُوِّر هذا العمل بالتعاون مع أصحاب المحال في سوق السجاد في أبوظبي، وهو مستوحى من قصصهم وتجاربهم. تحولت السجادة فور تركيبها إلى مساحة مجتمعية حيوية تدمج بين الثقافة والفن المحليين وشهدت مرح الأطفال ولقاءات الأصدقاء.

كريستوفر جوشوا بنتون «حيث تفرش سجادتي يكون وطني» (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

يُشكِّل بينالي إحدى الركائز الثلاث لمبادرة «أبوظبي للفن العام»، التي أعلنت عنها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في مارس 2023. وتتضمَّن المبادرة تكليفات فنية مباشرة سنوية، ومعرض «منار أبوظبي» الفني الضوئي الذي يُعقَد كلَّ سنتين (استمرت النسخة الأولى من 15 نوفمبر 2023 إلى 30 يناير 2024)، إضافة إلى «بينالي أبوظبي للفن العام».