خامنئي يدعو الحرس الثوري للابتعاد عن السياسة ويؤكد: مبادئنا ترفض السلاح النووي

صورة لصفحة المرشد الاعلى في ايران علي خامنئي علي فيسبوك (رويترز)
صورة لصفحة المرشد الاعلى في ايران علي خامنئي علي فيسبوك (رويترز)
TT

خامنئي يدعو الحرس الثوري للابتعاد عن السياسة ويؤكد: مبادئنا ترفض السلاح النووي

صورة لصفحة المرشد الاعلى في ايران علي خامنئي علي فيسبوك (رويترز)
صورة لصفحة المرشد الاعلى في ايران علي خامنئي علي فيسبوك (رويترز)

دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الحرس الثوري، إلى عدم التدخل في الحياة السياسية في البلاد، مضيفا أنه «من المهم أن يطلع أفراد الحرس على العمليات السياسية، ولكن دون التدخل فيها».
وأوضح خامنئي في خطاب القاه أمام قيادات الحرس الثوري الإيراني في طهران أمس، أن مبدأ الجمهورية الإسلامية الإيرانية يرفض السلاح النووي، وأن هذا الرفض ليس من أجل أميركا أو غيرها.
وقال: «عندما نقول لا ينبغي لأحد أن يمتلك السلاح النووي، فإننا لا نسعى وراء ذلك بالتأكيد، إلا أن الهدف الحقيقي لأعداء إيران في هذا المجال هو شيء آخر».
واتهم خامنئي في خطابه دولا غربية بأنها لا تريد أن يجري كسر احتكارها في مجال الطاقة النووية، إلا أنها وبسبب هذه القضية تثير الضجيج.
وأضاف: «هذا الضجيج الذي تثيره أميركا والغرب والتيارات العميلة والمتعلقة بهما حول القضية النووية الإيرانية ينبغي تحليله في إطار التحدي العميق بين نظام الهيمنة والثورة الإيرانية».
ولفت خامنئي إلى تعقيدات عالم الدبلوماسية، مشيرا إلى أن الساحة الدبلوماسية هي ساحة إطلاق الابتسامات وإجراء المحادثات إلا أن جميع هذه السلوكيات يجب إدراكها وفهمها في إطار التحدي الرئيس.
وأعلن خامنئي موافقته على التحركات التصحيحية والمنطقية في السياسات الخارجية والداخلية، مبينا أنه مؤيد لهذا الأسلوب الذي وصفه بـ«الليونة البطولية» ذلك أن هذه الحركة تكون جيدة جدا وضرورية في بعض الأحيان، ولكن مع الالتزام بشرط أساسي وهو معرفة ماهية الطرف الآخر والإدراك الصحيح لأهدافه.
وقال خامنئي إن مستقبل الثورة مشرق ووضاء، مستدلا في ذلك على مسألتين هما «التجربة» و«المنطق والحساب العلمي».
وأشار إلى المنجزات التي حققتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف الساحات العلمية والعسكرية والإدارية والاقتصادية وغيرها، مضيفا أن «جميع هذه المنجزات تحققت في ظل ضغوط ومؤامرات الأعداء ».
وتابع خامنئي: «الشعب الإيراني يمضي إلى الأمام قدما بمنطق وحساب علمي دقيقين إلا أن العدو وبسبب بنيانه الهيكلي المتناقض هو الآن في حال التراجع والضعف حتى لو لم يقر بذلك بلسانه, وفي هذه المواجهة فإن المستقبل سيكون من نصيب الذي يتقدم بصورة مدروسة».
وأكد أن المستقبل المشرق للثورة أمر حتمي إلا أن سرعة تحقق هذه الأمر متعلق بأداء الشعب والمسؤولين، وقال: «فلو التزمنا الوحدة والصلابة والعزم والتصميم فإن المستقبل المشرق سيتحقق سريعا ولو ابتلينا بالتقاعس والأنانية والمشكلات الأخرى فإن ذلك المستقبل سيأتي إلينا متأخرا».
وبين خامنئي أن الحرس الثوري دخل من عمق الإيمان والمبادئ إلى ساحة الجهاد والمقاومة، وهو إلى جانب إعداده أكثر القادة والاستراتيجيين العسكريين فطنة وكفاءة، قام أيضا بإعداد أفضل المدراء وأكثرهم حكمة وحنكة لتستفيد الأجهزة الحكومية من خدماتهم.
واعتبر «العيش حياة ثورية والديمومة الثورية والثبات من المظاهر الجميلة للحرس الثوري»، موضحا أن هذه المؤسسة القوية لم تنحرف إطلاقا عن الطريق الرئيس والقويم بذرائع مثل حدوث تغييرات في العالم وضرورة التغيير في الداخل.
وأضاف خامنئي، أن «الحرس الثوري ومن أجل الحفاظ على الثورة ينبغي أن يمتلك بالتأكيد معرفة كافية وشاملة عن التطورات والتيارات في مختلف الساحات»، لكنه قال إنه «ليس من الضروري أن يمارس الحرس الثوري أنشطة سياسية».
وتابع «إلا أن حراسة الثورة بحاجة إلى معرفة دقيقة للحقائق لذا لا يمكن أن تكون لمجموعة تعتبر الساعد لصون الثورة عين مغلقة وغير بصيرة تجاه التيارات الانحرافية أو غير الانحرافية العميلة أو سائر التيارات السياسية».
وطالب خامنئي بعدم تقليل التحدي الرئيس إلى مستوى مواجهات فئوية وفردية بين هذا وذاك، داعيا إلى تحليل جميع التحركات والمؤامرات المعادية على مدى الأعوام الـ34 الماضية في إطار التحدي الرئيس وتقييم القضية النووية من هذا المنظار.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.