«مخاوف شنغهاي» تفقد النفط 5 %

على وقع تفشي «كوفيد ـ 19» في الصين

تراجعت أسعار النفط العالمية بأكثر من 5 % إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين أمس الاثنين (إ.ب.أ)
تراجعت أسعار النفط العالمية بأكثر من 5 % إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين أمس الاثنين (إ.ب.أ)
TT

«مخاوف شنغهاي» تفقد النفط 5 %

تراجعت أسعار النفط العالمية بأكثر من 5 % إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين أمس الاثنين (إ.ب.أ)
تراجعت أسعار النفط العالمية بأكثر من 5 % إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين أمس الاثنين (إ.ب.أ)

تراجعت أسعار النفط العالمية بأكثر من 5 في المائة إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين يوم الاثنين على وقع المخاوف من إمكانية تسبب تفشي «كوفيد19» بالصين في انخفاض كبير في الطلب من أحد أكبر مستهلكي الطاقة، إضافة إلى آثار الزيادات المحتملة في أسعار الفائدة الأميركية التي قد تضر بالنمو الاقتصادي العالمي والطلب على النفط.
وبحلول الساعة 14:24 بتوقيت غرينيتش انخفضت العقود الآجلة لـ«خام برنت» 5.84 دولار أو 5.48 في المائة إلى 100.81 دولار للبرميل، في أدنى مستوى منذ 12 أبريل (نيسان). ونزلت العقود الآجلة لـ«خام غرب تكساس الوسيط» 5.74 دولار أو 5.62 في المائة إلى 96.33 دولار للبرميل.
وتعمل الصين جاهدة للسيطرة على موجة وبائية جديدة أدت إلى إغلاق شنغهاي؛ كبرى مدن البلاد، وسددت ضربة إلى الطلب على الطاقة. وفي شنغهاي، أقامت السلطات أسيجة خارج المباني السكنية، مما أثار غضباً شعبياً جديداً. وفي بكين؛ بدأ كثيرون في تخزين المواد الغذائية خوفاً من إغلاق مماثل بعد ظهور حالات عدوى قليلة.
كما تأثرت الأسواق العالمية باحتمال رفع معدلات الفائدة في الولايات المتحدة بشكل كبير.
وقال المحلل لدى «إكس تي بي (XTB)»، وليد قضماني، إن «مزاج الأسواق تدهور في وقت لا يتحسن فيه وضع (كوفيد) في الصين بينما تلمح وسائل الإعلام إلى إمكانية فرض إغلاق في بكين وعدد من المدن الرئيسية الأخرى بعد شنغهاي».
وتابع: «نظراً إلى أن الصين ثانية كبرى القوى الاقتصادية في العالم، فإن الوضع... يؤثر بشكل كبير على أسواق المواد الأساسية فيما يتراجع النفط والمعادن الصناعية بشكل كبير».
وخسر كلا الخامين القياسيين للنفط نحو 5 في المائة الأسبوع الماضي بسبب مخاوف بشأن الطلب، وتراجع «خام برنت» بشدة بعد أن بلغ الشهر الماضي 139 دولاراً وهو أعلى مستوى منذ 2008.
واكتسب النفط دعماً من شح المعروض. وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى خفض الإمدادات بالفعل بسبب العقوبات الغربية وتجنب العملاء شراء النفط الروسي، لكن السوق قد تشهد شحاً أكبر في الإمدادات مع احتمال فرض الاتحاد الأوروبي حظراً على الخام الروسي.
وذكرت صحيفة «التايمز»، يوم الاثنين، نقلاً عن نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس، أن التكتل يعد «عقوبات ذكية» تستهدف واردات النفط الروسية.
وفي شأن مستقل، ذكرت وكالات أنباء روسية، نقلاً عن وزارة خدمات الطوارئ، أن تقارير أفادت باندلاع حريق هائل خلال ساعة مبكرة من صباح الاثنين في منشأة لتخزين النفط بمدينة بريانسك الروسية.
ولم ترد أي تفاصيل أخرى. وتقع بريانسك على بعد نحو 380 كيلومتراً جنوب غربي موسكو. والمدينة هي المركز الإداري لمنطقة بريانسك المتاخمة لأوكرانيا.
كان مسؤولون روس قالوا، يوم الخميس، إن طائرات هليكوبتر أوكرانية قصفت مباني سكنية وأصابت 7 أشخاص في منطقة بريانسك.
ولم يكن هناك ما يشير على الفور إلى أن الحريق الذي اندلع في منشأة تخزين النفط له علاقة بالحرب في أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

الاقتصاد العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت دون الهدف المحدد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد عامل في صناعة النفط والغاز يسير أثناء عمليات منصة حفر في حقل زيتيباي في منطقة مانجستاو بكازاخستان (رويترز)

النفط يتراجع مع زيادة المخزونات الأميركية... والعين على اجتماع «أوبك بلس» الأحد

تراجعت أسعار النفط قليلاً في التعاملات الآسيوية، الخميس، بعد قفزة مفاجئة في مخزونات البنزين في الولايات المتحدة قبل عطلة عيد الشكر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي خلال لقائه قادة في البحرية الإيرانية يوم 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

إيران تطوي حرب لبنان وتعود إلى سجال المال والنفط

رغم ترحيبها الرسمي، أظهرت طهران مواقف متحفظة من وقف النار في لبنان، وحتى مع تكرار تأكيدها الرد على إسرائيل، قالت إنها ستراعي «التطورات في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نموذج لحفار نفط وفي الخلفية شعار «أوبك» (رويترز)

السعودية وروسيا وكازاخستان تشدد على الالتزام الكامل بالتخفيضات الطوعية لـ«أوبك بلس»

أكدت السعودية وروسيا وكازاخستان، يوم الأربعاء، أهمية الالتزام الكامل بتخفيضات إنتاج النفط الطوعية، التي اتفق عليها تحالف «أوبك بلس».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
TT

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم، مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق المالية.

وقال بنك إنجلترا، دون الإشارة بشكل خاص إلى فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إن النظام المالي قد يتأثر أيضاً بالاضطرابات في تدفقات رأس المال عبر الحدود وانخفاض القدرة على تنويع المخاطر، وفق «رويترز».

وأضاف أن «انخفاض التعاون الدولي في مجال السياسات قد يعوق تقدم السلطات في تحسين مرونة النظام المالي وقدرته على امتصاص الصدمات المستقبلية».

وفي حين أظهرت الأسر والشركات والبنوك في المملكة المتحدة أنها في حالة جيدة، فإن القطاع المالي في البلاد يواجه مخاطر «ذات أهمية خاصة» نظراً لانفتاح الاقتصاد البريطاني.

ومن بين التهديدات الأخرى ارتفاع مستويات الدين العام في العديد من الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم. وقال التقرير إن «حالة عدم اليقين والمخاطر التي تهدد التوقعات قد زادت».

وأضاف بنك إنجلترا أنه لا يزال يعتقد أن التقييمات والعوائد في الأسواق المالية «عرضة لتصحيح حاد» بسبب المخاطر التي تهدد النمو والتضخم وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة. وحذر من أن مثل هذا التصحيح قد يتفاقم بسبب نقاط الضعف المستمرة في التمويل القائم على السوق وقد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للأسر والشركات في المملكة المتحدة.

وأشار إلى أن أحدث اختبارات المرونة التي أجراها على البنوك البريطانية أظهرت أنها تتمتع برأس مال جيد وسيولة وفيرة. لكن المؤسسات المالية غير المصرفية، مثل صناديق التحوط، لا تزال عرضة لصدمات مالية مفاجئة، وأنه ليس بإمكان جميع هذه المؤسسات الوصول إلى التمويل الضروري في أوقات الأزمات. وأوضح أن القطاع المتنامي للمؤسسات المالية غير المصرفية قد عزز من مرونته، إلا أن اعتماده على التمويل البنكي في أوقات الأزمات قد يؤدي إلى «مخاطر أكبر على الاستقرار المالي».

وعلى خلاف اختبارات الضغط التقليدية التي تركز على كيفية تأثر ميزانيات البنوك والمؤسسات المالية الأخرى خلال الأزمات، استعرض اختبار بنك إنجلترا الشامل كيف يمكن لتصرفات شبكة كاملة من المؤسسات المالية، بما في ذلك البنوك وصناديق التحوط وشركات التأمين والمقاصة المركزية، أن تُفاقم الصدمات الاقتصادية.

وتصور السيناريو الافتراضي حالة من «تفاقم التوترات الجيوسياسية» التي تؤدي إلى صدمة سوقية مفاجئة وشديدة. وقد يصبح هذا السيناريو أكثر احتمالاً بعد فوز ترمب، حيث هدد مراراً بفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية والسياسية مع دول مثل الصين.

وقد أظهرت نتائج اختبار بنك إنجلترا المخاطر المستمرة في قطاع المؤسسات المالية غير المصرفية، حيث تتوقع العديد من هذه المؤسسات أن تتمكن من الاعتماد على تمويل «الريبو» من البنوك، وهو أمر قد يكون غير متاح في حالات الأزمات.

كما أشار إلى أن سوق سندات الشركات بالجنيه الاسترليني ستواجه ضغطاً كبيراً، حيث ستضطر الصناديق التي تحاول جمع السيولة إلى بيع السندات في سوق متهالك، مما يؤدي إلى «قفزة نحو عدم السيولة» مع قلة المشترين.

ورغم أن هذا الاختبار الشامل كان يهدف بشكل أساسي إلى توعية المؤسسات المالية بالمخاطر المحتملة بدلاً من اتخاذ إجراءات سياسية مباشرة، أكد بنك إنجلترا أن استنتاجاته تدعم الجهود الدولية لفهم وتنظيم القطاع غير المصرفي المتنامي. ويشمل ذلك المراجعات المتزايدة من قبل المنظمين في مختلف أنحاء العالم للقطاع الذي يمثل الآن حوالي نصف النظام المالي العالمي، بعد عدة حوادث تطلبت دعماً لهذه المؤسسات في السنوات الأخيرة.

وفي المستقبل، يخطط البنك المركزي لإجراء اختبارات مرونة كاملة للبنوك كل عامين اعتباراً من عام 2025، وذلك لتقليل العبء الإداري على المقرضين والسماح للبنك بالتركيز على المخاطر المالية المحتملة الأخرى. وسيتم إجراء اختبارات معيارية أقل تفصيلاً حسب الحاجة بين تلك السنوات.

واحتفظ بنك إنجلترا بمتطلب رأس المال المعاكس للتقلبات الدورية (CcyB)، أو متطلب رأس المال «للأيام الممطرة» للبنوك التي يمكن السحب منها في الأوقات العصيبة، عند مستوى محايد بنسبة 2 في المائة.