محكمة إسرائيلية تكشف عن خلل في وثائق المستوطنين بالشيخ جراح

محكمة إسرائيلية تكشف عن خلل في وثائق المستوطنين بالشيخ جراح
TT

محكمة إسرائيلية تكشف عن خلل في وثائق المستوطنين بالشيخ جراح

محكمة إسرائيلية تكشف عن خلل في وثائق المستوطنين بالشيخ جراح

في إطار قرار محكمة الصلح في القدس، أمس (الاثنين)، استمرار تجميد إخلاء عائلة سالم من منزلها في حي الشيخ جراح بشكل مؤقت، وإرجاع الملف إلى ما تُسمى «دائرة الإجراء والتنفيذ» لإعادة النظر بالقضية مجدداً، أكدت المحكمة، أن هناك خللاً واضحاً في الوثائق التي عرضها المستوطنون.
وكان طاقم المحامين قد طلب إلغاء الدعوى بالكامل؛ لأنها تستند إلى الظلم والتجني، لكن قاضي المحكمة رفض الطلب، واكتفى بتمديد قرار التجميد، مشيراً إلى «وجود خلل في إجراءات المستوطنين قد يفتح الباب أمام الإلغاء الكامل».
وتوجهت جمعيات استيطانية إلى المحكمة، لكي تأمر بإخلاء عائلة سالم من البيت في حي الشيخ جراح، بدعوى أنه يقوم على أرض يهودية. واستند المستوطنون إلى عدد من التشريعات الإسرائيلية العنصرية التي تميز لصالح اليهود، في كل ما يتعلق بالهجرة وحقوق المواطنة والحقوق على الأرض والعقارات وتتجاهل الحقوق التاريخية للفلسطينيين والوقائع على الأرض. ومع أن الفلسطينيين لا يبنون أملاً كبيراً على المحكمة، إلا أنهم خاضوا المعركة القضائية. وأكدوا «هناك احتمالات تشير إلى أنه من الممكن أن تحكم المحكمة بإخلائنا من منزلنا الذي سكناه بعد نكبتنا وتهجيرنا من قرية قالونيا عام 1948، لنبدأ فصلاً جديداً من التغريبة التي لا تتوقف». ووجهت عائلة سالم، نداءً عاجلاً للمجتمع الفلسطيني بكافة أطيافه السياسية والإعلامية والناشطين والمتطوعين وكل ذي قدرة على التأثير، بالوقوف معها، ومساندتها.
وبحسب مؤسسات حقوقية يسارية إسرائيلية تساند العائلة، فإن جلسة محكمة الاحتلال قد تقرر مصير عائلة سالم وتؤثر على مصير الحي بأكمله، الذي تسكن فيه 200 عائلة فلسطينية وتتعرض لمحاولات إخلائها بالقوة. وأشارت المؤسسات الحقوقية إلى أن فرق الدفاع التابعة لها ستعمل على منع محاولة وقف التهجير القسري للعائلة من حي الشيخ جراح.
ونظرت محكمة الصلح في القدس، أمس، في هذه القضية، في حين كان أهالي الشيخ جراح ينظمون وقفة تظاهرية أمام مجمع القضاء، بحضور عشرات المتضامنين مع عائلة سالم وممثلي مؤسسات إسرائيلية وفلسطينية تعنى بحقوق الإنسان وجمعيات حقوقية. ورفعت في المظاهرة شعارات تندد بمؤامرة التهويد والترحيل وتؤكد الوقوف إلى جانب نضال عائلة سالم وسكان الشيخ جراح، وضد احتلال القدس الشرقية برمته، وضد التحركات الواسعة لتهجير العائلات الفلسطينية من المدينة، وضد منظومة قوانين خاصة لليهود وأخرى للفلسطينيين.
المعروف أن عائلة الحاجة فاطمة سالم، المؤلفة من 11 نفراً، تعيش في بيتها في حي الشيخ جراح منذ نحو 73 عاماً، بموجب قرار من الحكومة الأردنية، وتملك منزلاً وبجانبه قطعة أرض، ويهددها الاحتلال بإخلاء منزلها. ومنذ سنواتٍ عدة، تُعاني العائلة من اعتداءات المستوطنين المتواصلة، ففي عام 1988 أُخطرت بالتهجير والإخلاء، وتمكن أفراد العائلة من تجميد القرار في العام ذاته. وفي عام 2012 فتح المستوطنون الملف مرة أخرى بهدف تنفيذ قرار المحكمة الصادر عام 1988 بموجب قانون «التقادم على حكم مدني»، الذي يتيح إمكانية تنفيذ الحكم حتى 25 عاماً من تاريخ صدوره.
وكثف المستوطنون في السنوات الأخيرة، اعتداءاتهم على هذه العائلات، بدعم من قوات الشرطة الإسرائيلية وفرضوا حصاراً على محيط منازل الحي، ونصبت حواجز عسكرية على مداخله طيلة 22 يوماً، عزلت خلاله عائلة سالم وبقية العائلات المجاورة عن بقية المنازل في الحي. وقام عضو الكنيست اليميني المتطرف، ايتمار بن غفير، خيمة في المكان وجعلها مكتبه البرلماني. وفي 22 فبراير (شباط) الماضي، قررت المحكمة الإسرائيلية تجميد إخلاء عائلة سالم من منزلها في الشطر الغربي من حي الشيخ جراح مقابل إيداع 25 ألف شيقل (الدولار يساوي 3.2 شيقل).



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.