تركيا توسع قصفها في مناطق سيطرة «قسد» شمال الرقة

TT

تركيا توسع قصفها في مناطق سيطرة «قسد» شمال الرقة

وسَّعت القوات التركية قصفها لمواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في المنطقة المعروفة بـ«نبع السلام» في شمال شرقي سوريا، بينما أصاب صاروخ موجه عربة مصفحة داخل الأراضي التركية، مقابل قرية سليب في ريف تل أبيض، شمال الرقة.
وطال القصف المدفعي التركي، أمس (الاثنين)، قرى بئر عرب ومعلق وصيدا والخالدية ومخيم عين عيسى، ما أدى إلى إصابة مواطن على الأقل، وذلك بعد مقتل مواطن آخر جراء قصف مدفعي نفذته القوات التركية، على قرية بندر خان في ريف تل أبيض الغربي؛ حيث توجد نقطة عسكرية تابعة لقوات النظام السوري. كما قصفت القوات التركية قرى ريف تل أبيض الغربي الواقع على خطوط التماس مع «قسد» وقوات النظام في منطقة «نبع السلام».
وفي غضون ذلك، سقط صاروخ موجه على عربة مصفحة تابعة للجيش داخل الأراضي التركية، قبالة بلدة سليب في ريف تل أبيض شمال الرقة؛ حيث تقع مناطق سيطرة «قسد».
بالتوازي، قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، إن بلاده استكملت بناء جدار عازل بطول 837 كيلومتراً على الحدود مع سوريا، من إجمالي طول الحدود البالغ 911 كيلومتراً. وتفقد صويلو، أول من أمس الأحد، منطقة الحدود بين بلاده وإيران، في ولاية وان (شرق تركيا)؛ مشيراً إلى أنه تم استكمال بناء جدار بطول 1028 كيلومتراً على الحدود مع كل من سوريا وإيران. وقال الوزير التركي، إن بلاده تهدف للانتهاء من بناء الجدار الحدودي على طول الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية، بحلول العام 2023، مع تزويده بتدابير أمنية إضافية، مثل كاميرات وأبراج مراقبة لتأمين الحدود ومنع عمليات التسلل.
وينشط المهربون عبر الحدود السورية التركية، بشكل كبير، ما جعل الحكومة التركية تبدأ في بناء الجدار الإسمنتي العازل على طول الحدود مع سوريا منذ أواخر عام 2015، بهدف منع عمليات التهريب والدخول غير القانوني إلى أراضيها. وتستخدم السلطات التركية في مراقبة الحدود كاميرات وأنظمة استشعار حرارية وأنظمة إضاءة، جرى تركيبها على طول 153 كيلومتراً من الحدود التركية المشتركة مع كل من إيران وسوريا في ولايات آغري وإغدير شرق البلاد، وهطاي وشانلي أورفا في جنوبها.
وتم تسليم قوات حرس الحدود 82 مركبة استطلاع مدرعة لاستخدامها على الحدود الشرقية لتركيا، و57 مركبة لاستخدامها من قبل قوات حرس الحدود على الحدود الجنوبية.
ودخل 211 برج مراقبة و130 برج استطلاع الخدمة على الحدود الشرقية والجنوبية، وأصبح بمقدور قوات حرس الحدود مراقبة 740 كيلومتراً من الحدود الشرقية المحاذية لإيران، البالغ طولها ألفين و182 كيلومتراً، إضافة إلى 350 كيلومتراً على الحدود الجنوبية المحاذية لمناطق في سوريا والعراق، البالغ طولها 472 كيلومتراً بشكل متواصل وفعال. وتم منع نحو 451 ألف مهاجر غير شرعي من دخول تركيا عام 2021، كما بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين منعوا من دخول تركيا خلال العام الحالي نحو 127 ألف شخص، بحسب بيانات سلطات الهجرة التركية.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.