حب الأميركيين للبيتزا يصل إلى الكونغرس

الأغلى في واشنطن تباع بـ800 دولار

حب الأميركيين للبيتزا يصل إلى الكونغرس
TT

حب الأميركيين للبيتزا يصل إلى الكونغرس

حب الأميركيين للبيتزا يصل إلى الكونغرس

في الشهر الماضي، استمعت لجنة شؤون الغذاء والدواء الفرعية في مجلس النواب إلى شهادات من أعضاء ما يعرف باسم «لوبي البيتزا»، وذلك خلال مناقشة مشروع قانون لمواجهة حملات ضد البيتزا باعتبار أنها غير صحية، خاصة البيتزا التي تقدم لتلاميذ وتلميذات المدارس، وحسب برنامج الإعانات الحكومية. (خلال أيام مناقشات الكونغرس، وزعت شركات البيتزا بيتزا مجانية على مكاتب أعضاء الكونغرس الذين يشتركون في وضع قوانين الأطعمة والمشروبات).
كان من بين الذين اشتركوا في حملة «لوبي البيتزا» نينو سليماج، صاحب مطعم «بليسيما بيتزا» في نيويورك، الذي اشتهر، قبل عامين، بطبخ أغلى بيتزا في الولايات المتحدة.
يملك سليماج خمس مطاعم تحت اسم «بليسيما» («الأكثر جمالا» باللغة الإيطالية). وقال: «يوما ما، خطر على بالي: لماذا لا أصنع بيتزا راقية جدا، وغالية جدا؟ يوجد في نيويورك محل آيس كريم يقدم أغلى آيس كريم في نيويورك، وربما في العالم، ويضع فوق الآيس كريم أوراق رهيفة جدا من الذهب يأكلها الناس. لكن، قلت أن هذا شيء سخيف. أغلى ما يأكل الناس هو الكافيار، ثم سمك السالمون المدخن. لهذا، قلت إننى سأضع على أغلى بيتزا كميات كبيرة من أغلى كافيار، وأغلى سمك السالمون».
هكذا، ظهرت أغلى بيتزا. تكلف ألف دولار. منها 800 دولار قيمة كافيار «بلوغا» الروسي، من البحر الأسود (الأغلى)، ومعجون «واسابي» الياباني (أغلى نوع)، وسالمون فإنكوفر (الأغلى)، ولوبستر ولاية مين (الأغلى).
قال سليماج أنه قضى شهورا، قبل تقديم أغلى بيتزا، يجرب كل أنواع مكونات البيتزا. وقال: «ليست هذه بيتزا سجق، وببروني، ودجاج».
توجد أغلى بيتزا في قائمة الطعام، لكن، لا يطلبها الناس إلا نادرا. وتوجد أنواع أقل قيمة (بين 100 دولار، و50 دولارا). لكن، أغلب ما في قائمة الطعام بيتزا عادية (بين 10 دولارات و20 دولارا).

«لوبي البيتزا»

حسب وكالة «بلومبيرغ»، يجند أصحاب مطاعم البيتزا في الولايات المتحدة، مثل سليماج، فرقا من المحامين، وخبراء الطعام، والشركات الزراعية، وشركات إنتاج الأجبان واللحوم، لدعم «لوبي البيتزا». (المحامون لوضع مشاريع قوانين في الكونغرس. وخبراء الطعام، للتركيز على «محاسن» البيتزا، لا مساوئها. والشركات التي تنتج المواد التي توضع فوق البيتزا. مثل: الأجبان، واللحوم، والخضراوات).
يوجد في واشنطن قرابة 12 ألف لوبي يمثلون مختلف الشركات والمنظمات والمصالح الأميركية. مثل: لوبي سباق حمامة الزاجل، لوبي رصف الخرسانة، لوبي تماثيل العاج والأبنوس. وفي مجال الأطعمة، مثل: لوبي رعاة الأبقار، لوبي صيادي الأسماك، لوبي مزارعي الطماطم، لوبي البطاطس، لوبي التفاح، الخ...
صارت أكثر اللوبيات نجاحا هي السياسية (مثل اللوبي اليهودي)، والاقتصادية (مثل لوبي البنوك)، والاجتماعية (مثل لوبي البنادق والمسدسات). لكن، في مجال الأطعمة لا يضاهي لوبي «لوبي البيتزا». وذلك لسبب بسيط، وهو أن البيتزا تتكون من عدة مواد غذائية: قمح، طماطم، جبنة، لحوم، خضراوات، الخ... لهذا، وفي ذكاء واضح، تحالف «لوبي البيتزا» مع لوبيات أخرى صغيرة.
وقالت لين ليدل، نائبة رئيس شركة «دومينو بيتزا»: «ورئيسة ما يسمى «المجتمع الأميركي البيتزاوي» (اسم أفضل من اسم «لوبي البيتزا»): «ليست البيتزا مثل أي طعام آخر». للأسباب الآتية:
أولا: لا تطبخ في دقيقة واحدة (لهذا، ليست مثل الساندويتش).
ثانيا: لا يجب أن يأكلها الناس في مطعم، لسهولة نقلها إلى المنازل (لهذا، ليست مطاعمها مثل بقية المطاعم).
ثالثا: لا تحتاج إلى شوكة وسكين (لهذا، ليست مثل بقية أنواع الطعام، عدا الساندويتشات).
رابعا: لا تقتصر على بلد واحد أو ثقافة واحدة (لهذا، يمكن وضع مواد أميركية عليها، أو صينية، أو هندية، أو أفريقية، الخ...)

40 مليون بيتزا

حسب مجلة «بون ابيتيت» (صحتين) التي تركز على أنواع الأطعمة، كل يوم في الولايات المتحدة يأكل 40 مليون أميركي قطعة واحدة من البيتزا، على الأقل. إذا كانت البيتزا دولة، كان إنتاجها الوطني سيكون من بين أكثر مائة دولة في الإنتاج الوطني.
قبل سنوات، عقدت الجمعية الأميركية الكيماوية مؤتمرا ناقشت فيه التركيبات الكيماوية للبيتزا. وخلصت إلى أنها تركيبات لا توجد في كثير من الأطعمة بسبب تنوعها، وفائدتها للجسم.
وقبل سنوات، أيضا، عقدت الجمعية الأميركية لأطباء علم النفس مؤتمرا ناقشت فيه الجوانب النفسية للبيتزا. وخلصت إلى أن البيتزا «طعام الإلهة.. ليست غذاء الجسم أو العقل فقط، ولكن، أيضا، غذاء روحي. يصير أكلها مثل نوع من أنواع العبادة. تريح الأعصاب، وتنظف الذهن، وتجري الدم في العروق، فيحس الذي يأكلها أنه في جنة». لأن «لوبي البيتزا» في الكونغرس يعتمد على لوبيات أخرى أصغر، قبل بضع سنوات، ضغط لوبي شركات الأجبان (توجد أغلبيتها في ولاية ويسكونسن) على أعضاء الكونغرس لدعم برامج المساعدات الغذائية الحكومية بمزيد من الأجبان (خاصة الأكل المجاني الذي تقدمه المدارس للتلاميذ والتلميذات المحتاجين). وانتعشت تجارة الأجبان بين يوم وليلة. ثم دخلت على الخط شركة «بيتزا هات». وأعلنت «صيف الجبنة» (إشارة إلى وضع كميات إضافية من الجبنة على كل بيتزا). واستفادت من برنامج المساعدات الحكومية الغذائية. وبرهنت على أن «لوبي البيتزا» يقدر على الاستفادة من لوبيات أخرى.
لكن، خلال السنوات القليلة الماضية، استهدفت لوبيات أخرى «لوبي البيتزا»: لوبيات مثل: «أطعمة صحية في المدارس» و«لا للشحوم والزيوت». بل لوبيات مراكز بحوث طبية وصحية محترمة. مثل: مركز العلوم في خدمة المصلحة العامة (سي إس بي اي).

«محور الشر الغذائي»

وضع هؤلاء البيتزا في «قائمة محور الشر الغذائية». مع المشروبات الغازية، ومع البطاطس المحمرة. وفي عام 2010. استهدف قانون أصدره الكونغرس البيتزا، مع غيرها، من الأطعمة «غير الصحية» أو «الأقل فائدة صحية» في كافتيريات المدارس. واشتركت في الحملة السيدة الأولى ميشيل أوباما (رغم أنها، حتى وقت قريب، كانت تصور نفسها مع عائلتها وهم يأكلون البيتزا). ومما قالت: «نود تحسين برنامج وجبات الغداء المدرسية. لكن، كل ما يكرر الأطفال هو: بيتزا، هامبيرغر، بيتزا، هامبيرغر. لكن، نحن الكبار هنا. والأمر متروك لنا لنفعل ما هو أفضل».
في الحقيقة، كان قانون عام 2010 مفيدا من الناحية الصحية، خاصة للأطفال:
أولا: أعلنت شركة «ماكدونالد» لساندويتشات الهامبيرغر وقف توزيع المشروبات الغازية (مثل كوكا كولا وبيبسي كولا) مع «هابي ميل» (وجبات الطعام للأطفال).
ثانيا: أعلنت شركة «ويندي» للساندويتشات والدواجن المقلية وقف تقديم الدواجن المقلية (بسبب كثرة الزيت الذي تقلى فيه).
ثالثا: أعلنت شركة «داردين» للمطاعم العائلية (التي تملك سلسلة مطاعم «اوليف غأردن» للأطعمة الإيطالية، وسلسلة مطاعم «ريد لوبستار» للأطعمة البحرية، وسلسلة مطاعم «لونغ هورنز» للحوم ستيك البقرية) تقديم مزيد من الخضراوات والسلطة في قائمة أطعمتها.
في وقت لاحق، تطور قانون «الأطعمة الأكثر صحة» لعام 2010، بصدور قانون «أوباما كير» (الضمان الصحي لكل المواطنين الأميركيين) الذي دعم حملة إجبار المطاعم على نشر نسب المواد الحرارية، والدهنية، والنشوية، والسكرية، في كل نوع من أنواع الطعام.

هبة «لوبي البيتزا»

لكن، هب «لوبي البيتزا». وكما قالت لين لايدل، رئيسة اللوبي: «نحن نضع قطعا صغيرة جدا من الدجاج واللحوم والطماطم والأجبان على كل بيتزا. كيف نقدر على أن نحسب الطاقات الحرارية في كل بيتزا؟» وأضافت: «يدخل الشخص مطعما، ويطلب بيتزا كبيرة، أو صغيرة، أو متوسطة. أو عليها دجاج فقط، أو سجق فقط، أو قليل من الطماطم، أو قليل من الجبنة. كيف نقدر على أن نحسب الطاقات الحرارية والدهنية والنشوية في كل بيتزا؟».
وتدخلت إدارة الطعام والأدوية الفيدرالية (إف دي ايه)، واقترحت وضع هذه المعلومات على كل بيتزا كاملة، ثم يترك للزبائن أن يحسبوا ما في كل قطعة.
ورد رون بيرغر، رئيس شركة «فيغارو بيتزا» (تنتشر أكثر في ولاية أوريغون)، وبدلا عن الدفاع، لجا إلى الهجوم. وقال: «يبدو أن بيروقراطيي (إف دي إيه) في واشنطن لا عمل لهم. لنخفض أعدادهم الكبيرة».
ربما معه حق. يوجد في كل بيتزا كبيرة نحو 4000 طاقة حرارية. لكن، في أغلبية الأحوال، لا يأكل شخص واحد بيتزا كاملة في وجبة واحدة.
في الشهر الماضي، عاد الكونغرس يناقش الموضوع. وسارع «لوبي البيتزا» ليدافع عن البيتزا. لم يوزع نينو سلماجي أغلى بيتزا في أميركا (ألف دولار للبيتزا) على أعضاء الكونغرس. لكن وزع، مع شركات أخرى، بيتزا على مكاتب أعضاء لجنة الكونغرس المسؤولة عن قوانين الأطعمة والمشروبات.
ورفع لوبي البيتزا شعار: «موم، ابل باي، بيسبول، بيتزا» (الشعار الوطني الأميركي: الأم، فطيرة التفاح، لعبة البيسبول). وأضاف البيتزا. وقالت وكالة «بلومبيرغ»: «غدا، ربما ستتفوق البيتزا على الفطيرة، وربما على الأم».

آخر خبر

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» أن «لوبي البيتزا» بدأ حملة ضد شركة «ماكدونالد» لسندوتشات الهامبيرغر، وذلك بسبب حملة إعلانات تصرف عليها «ماكدونالد» بأن الهامبيرغر أكثر فائدة صحية من البيتزا.



ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.