هل خاض فيوري نزاله الأخير أم سينتظر مواجهة توحيد ألقاب الوزن الثقيل؟

فيوري (يسار) يراقب منافسه وايت وهو يسقط بالقاضية (رويترز)
فيوري (يسار) يراقب منافسه وايت وهو يسقط بالقاضية (رويترز)
TT

هل خاض فيوري نزاله الأخير أم سينتظر مواجهة توحيد ألقاب الوزن الثقيل؟

فيوري (يسار) يراقب منافسه وايت وهو يسقط بالقاضية (رويترز)
فيوري (يسار) يراقب منافسه وايت وهو يسقط بالقاضية (رويترز)

عزز البريطاني تايسون فيوري مكانته كأحد أعظم الملاكمين في الوزن الثقيل إثر انتصاره على مواطنه ديليان وايت بالضربة القاضية الفنية في الجولة السادسة أمام أكثر من 94 ألف متفرج باستاد ويمبلي في نزال قد يكون الأخير بمسيرته.
واحتفظ فيوري (33 عاماً) بلقب المجلس العالمي للملاكمة في الوزن الثقيل، في أول نزال له على الأراضي البريطانية منذ أربعة أعوام، وحظي باستقبال الأبطال من الجمهور الغفير الذي ملأ الاستاد العريق المخصص لكرة القدم، وقد كان عند حسن ظن مشجعيه بسيطرته على النزال بشكل كامل، قبل أن يحسمه بأسلوبه المعتاد، مودعاً بذلك الحلبة بأفضل طريقة بعدما أعلن في الأسابيع القليلة الماضية أنه سيعتزل بعد هذا اللقاء.
وقال فيوري على الحلبة عقب الانتصار: «أنا مدين للجماهير ولكل شخص في بريطانيا جاء إلى هنا والآن انتهى كل شيء»، مشيراً إلى أنه وعد زوجته بالاعتزال «ويجب أن ألتزم بكلمتي، وأعتقد أنها المرة الأخيرة، ويا لها من طريقة للوداع».
وكرر فيوري: «قد تكون المرة الأخيرة التي يُسدل فيها الستار بالنسبة للجيبسي كينغ (لقبه)». لكن لا يمكن الجزم إذا كان حاسماً لأمره بشأن الاعتزال، لأنه لطالما أعلن عن هذه الخطوة قبل أن يعود عنها لاحقاً. وهذا أيضاً ما لمحت به زوجته باريس بأن فيوري ربما يعود إلى الحلبة في حالة واحدة فقط وهي المنافسة على اللقب الموحّد لبطولة العالم للوزن الثقيل في مواجهة الفائز في المواجهة الثانية بين البريطاني أنطوني جوشوا والأوكراني أولكسندر أوسيك.
وكان أوسيك قد فاز على جوشوا في سبتمبر (أيلول) الماضي لينتزع ألقاب الرابطة العالمية والمنظمة العالمية والاتحاد الدولي للملاكمة. ووايت كان المنافس الإلزامي لتايسون فيوري على لقب مجلس الملاكمة العالمي، بعدما كان الأخير ينتظر منذ سنوات الحصول على فرصة خوض لقاء مع جوشوا على اللقب الموحد. وقالت باريس عقب انتصار زوجها: «أتمنى أن يعتزل الآن. لم يعد بحاجة لإثبات أي شيء آخر... أعتقد أن السبب الوحيد لعودة تايسون سيكون اللقب العالمي الموحد».
وبعد انتصاره الأخير، أمس، عزّز فيوري سجله الحافل الخالي من الهزيمة إلى 32 انتصاراً منها 23 بالضربة القاضية إلى جانب تعادل وحيد.
وحسم فيوري نزاله في الجولة السادسة حين وجّه لكمة صاعدة «أبر كات» لوايت في الذقن، قبل أن يدفعه بازدراء نحو الأرض. ورغم نهوض وايت قبل انتهاء العد العكسي، أعلن الحكم مارك لايسون انتهاء النزال وفوز فيوري بالضربة القاضية.
وقال فيوري: «ديليان محارب وأعتقد أنه سيكون بطل عالم، لسوء حظه، كان عليه أن يقاتلني الليلة. أنت لا تعبث مع ملاكم وزن ثقيل من المستوى المتوسط، أنت تعبث مع أفضل رجل على هذا الكوكب».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».