خلال 24 ساعة... الأمن السعودي يقبص على زوجين بسبب «العنف الأسري»

النائب العام أمر بتشكيل فريق تحقيق مختص للتحقيق في قضايا الاعتداء

شعار الشرطة
شعار الشرطة
TT

خلال 24 ساعة... الأمن السعودي يقبص على زوجين بسبب «العنف الأسري»

شعار الشرطة
شعار الشرطة

كشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية العقيد طلال الشلهوب، أن الأمن العام قبض خلال الـ24 ساعة الماضية على زوجين اعتديا على زوجتيهما بالضرب والتشويه، وإحداث عاهات دائمة.

وأعلنت شرطة منطقة الرياض القبض على مواطن لاعتدائه على زوجته وأبنائه بالضرب، وجرى إيقافه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، وإحالته إلى النيابة العامة.
https://twitter.com/security_gov/status/1518021857995284480?s=20&t=MNdzVQDxR14JfgKIgbGLHA
كما ألقت شرطة محافظة جدة القبـض مواطن اعتـدى بالضـرب على زوجته، ما تسبب في تعرّضها لإصابات، مع حبسها داخل المنزل، وجرى إيقاف المتهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، بالإضافة إلى إحالته إلى النيابة العامة.
وكشفت شقيقة الزوجة عن أن شقيقتها ترقد في مستشفى شرق جدة وحالتها الصحية حرجة؛ نتيجة العنـف الذي تعرضت له من زوجها أمام أطفالها السبعة.
آثار التعذيب على الزوجة
وأوضحت أن حالتها الصحية حرجة، حيث قام الزوج بفقع عينها وأفقدها بصيرتها، وشرطها بسكين في أنحاء متفرقة من جسدها، خمس منها في وجهها، إضافةً إلى نزيف بالدماغ وكسور متفرقة في جسمها، وحبسها في المنزل، ولم يسعفها وحاول الاعتداء على المسعفين الذين نقلوها إلى المستشفى.
https://twitter.com/security_gov/status/1517692268387479553?s=20&t=MNdzVQDxR14JfgKIgbGLHA
كذلك كشفت عن أن الضحية تعرضت للعنف منذ أسبوع تقريباً، مشيرةً إلى أن المتهم حاول التستر على فعلته.
وتفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي، مع حوادث الاعتداء، وطالبت الجهات المختصة باتخاذ أقصى العقوبات بحق المعتدين، مستغربين في ذات الوقت من تزايد العنف ضد الزوجات في الآونة الأخيرة.
وتعاطف عدد كبير من المتابعين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مع الحالتين، وقال صاحب أحد الحسابات: «للأسف وشيء محزن أن تقرأ أن هناك زوجاً يعتدي على زوجته بالضرب، وفي اعتقادي أن أي شخص يعتدي على امرأة أياً كانت سواء أماً أو زوجة أو أختاً أو بنتاً هو شخص ضعيف النفس وعديم المروءة».

فيما طالب آخر بأن يصدر قانون بتحويل قضية الاعتداء على الزوجات والأبناء إلى قضايا حق عام، ويسجن الرجل فوراً ولا يترك الأمر للزوجة حتى لا يتم تهديدها بالتنازل عن القضية.
واستغرب آخر كيف يتجرد بعض الأزواج من الرحمة، ويستطيع إيذاء زوجته أو أطفاله بهذا العنف، وتساءل: «هل يرضى هذا الشيء لأمه أو أخته؟!».
وأكد مصدر في النيابة العامة السعودية أن النائب العام أمر بتشكيل فريق تحقيق مختص في التحقيق في قضايا الاعتداء على النفس والأسرة والأحداث، مع إحالة أطفال الأسرة للجهة المختصة لتقديم الرعاية والدعم النفسي لهم.
https://twitter.com/alekhbariyatv/status/1518119096012976128?s=20&t=MNdzVQDxR14JfgKIgbGLHA
ونوه المصدر بالحماية العدلية الجزائية للأسرة وأفرادها في المملكة، وأن الجناية على تكوينها واستقرارها تستوجب المساءلة الجزائية، وستتم إحالة المعتدي إلى المحكمة المختصة للمطالبة بأشد العقوبات المقررة نظاماً في هذا الشأن.
وأُنشئت الإدارة العامة للحماية «أمن العنف الأسري»، وهي الجهة التي تُعنى بالحماية من العنف الأسري بأي شكل من أشكال الاستغلال أو إساءة المعاملة الجسدية أو النفسية أو الجنسية أو التهديد به، يرتكبه شخص تجاه شخص آخر متجاوزاً بذلك حدود ما له من ولاية عليه أو سلطة أو مسؤولية أو بسبب ما يربطهما من علاقة أسرية أو علاقة إعالة أو كفالة أو وصاية أو تبعية معيشية.
ويدخل في إساءة المعاملة امتناع شخص أو تقصيره في الوفاء بواجباته أو التزاماته في توفير الحاجات الأساسية لشخص آخر من أفراد أسرته أو ممن يترتب عليه شرعاً أو نظاماً توفير تلك الحاجات لهم.
كما أُنشئت تبعاً لها وحدات الحماية الأسرية بموجب قرار ملكي، وهي وحدات مخصصة للاستجابة للعنف الأسري موزعة في مختلف مناطق السعودية.



موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
TT

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

وصلتْ إلى هاتف صاحبة السطور رسالة تعلن عودة أمسيات «مترو المدينة». كان كلُّ ما حول المتلقّية هولاً وأحزاناً، فبدا المُرسَل أشبه بشعاع. يبدأ أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، حديثه مع «الشرق الأوسط» بترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها على ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.

موسيقيون عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة (مترو المدينة)

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».

لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».

لم يَسْلم تاريخ لبنان من الويل مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز (مترو المدينة)

يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.

استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.

يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.

أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة (مترو المدينة)

يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطُل هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».

كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إن توقّف النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إن تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».

ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة (مترو المدينة)

ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».

يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة: «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».