مواجهات بين الجيش التونسي وإرهابيين تخلف 4 قتلى.. واعتقال 13 متطرفًا

انطلاق أشغال المنتدى العالمي للديمقراطية المباشرة في العاصمة

مواجهات بين الجيش التونسي وإرهابيين تخلف 4 قتلى.. واعتقال 13 متطرفًا
TT

مواجهات بين الجيش التونسي وإرهابيين تخلف 4 قتلى.. واعتقال 13 متطرفًا

مواجهات بين الجيش التونسي وإرهابيين تخلف 4 قتلى.. واعتقال 13 متطرفًا

أفادت مصادر عسكرية تونسية في مدينة القصرين (وسط غربي) أن وحدات من الجيش التونسي نصبت كمينا محكما لمجموعة إرهابية خلال الليلة قبل الماضية بإحدى غابات جبل سمامة، وحاصرت مجموعة تتكون من 17 إرهابيا، قبل أن تتمكن من قتل أربعة متطرفين، واعتقال 13 آخرين أحياء، ثم قامت بتسليمهم على الفور إلى فرق مكافحة الإرهاب التي نقلتهم إلى العاصمة.
وأكدت مصادر أمنية وعسكرية وضع جثتي إرهابيين بالثكنة العسكرية في القصرين، ومن المنتظر إجراء تحاليل جينية لتحديد هوية صاحبيهما، فيما يتواصل البحث عن بقية الإرهابيين الجرحى، وقد رجحت بعض المصادر أن يسحب الإرهابيون بعض الجثث من أرض المواجهات، وأن يكون الإرهابيون منتمين لكتيبة عقبة بن نافع المتمركزة في جبال الشعانبي.
وقال بلحسن الوسلاتي، المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية، في تصريح إعلامي، إن كافة المعطيات المتعلقة بهذه العملية العسكرية سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب، وتحفظ على تأكيد أو نفي خبر القضاء على الإرهابيين.
على صعيد متصل، أعلنت السفارة الأميركية بتونس عن قرب تسليم المؤسسة العسكرية التونسية 52 من المراكب البحرية المدولبة المتعددة المهام، وذلك بهدف تعزيز أمن المياه الإقليمية لتونس. وستضاف هذه القوارب إلى أسطول يتكون من 22 قاربا أميركية الصنع، وستمكن من مضاعفة تعزيز الأمن البحري من خلال تكثيف دوريات مراقبة الحدود البحرية.
من ناحية أخرى، عقد حزب حركة نداء تونس الحزب الحاكم اجتماعا أقر خلاله الفصل بين العمل الحكومي والأنشطة الحزبية ومنع على القيادات السياسية المنتمية له الجمع بين المناصب الحكومية في حكومة الحبيب الصيد والخطط السياسية داخل حزب نداء تونس. وتأتي هذه الإجراءات تنفيذا لتوصيات المكتب السياسي للحزب ودعوته إلى إعادة هيكلة الحزب والنظر في النظام الداخلي لحركة نداء تونس.
وعلى صعيد غير متصل، انطلق أمس بتونس العاصمة المنتدى العالمي للديمقراطية المباشرة الحديثة في دورته الخامسة، وذلك بمشاركة أكثر من 30 دولة.
وينظم المنتدى لأول مرة منذ تأسيسه عام 2008 في المنطقة العربية، بعد اختياره دولة تونس لاعتمادها نموذجا للانتقال الديمقراطي من بين الدول التي شهدت انتفاضات الربيع العربي.
وقال برونو كوفمان، رئيس المنتدى العالمي للديمقراطية المباشرة، في كلمة له «نعتقد أنه ليس هناك مكان آخر في العالم يمثل اليوم خليطا من الإثارة والخطر مثل تونس»، في إشارة إلى ما شهدته البلاد طوال فترة الانتقال الديمقراطي التي تلت الثورة عام 2011. كما أوضح برونو أن التقدم الذي أحرزته تونس يفتح الأبواب أمام فرص جديدة، لكنه يترافق مع أخطار كبيرة، مثل أحداث باردو الإرهابية التي انتهت بقتل
الكثير من الأبرياء.
ويشارك في المنتدى، الذي تنظمه منظمة الديمقراطية الدولية، وإذاعة «سيس إنفو» والمؤسسة الدولية للديمقراطية والمساعدة على الانتخابات، والاتحاد العام التونسي للشغل، وجامعة قرطاج بتونس، سياسيون ونشطاء من المجتمع المدني من أكثر من 30 دولة.
وبدأ المنتدى أعماله أمس، ويستمر أربعة أيام، سيتم خلالها إثارة نقاشات في ورشات تروم تعزيز الديمقراطية المباشرة الحديثة في تونس، والمنطقة العربية من خلال اللامركزية، ودور المواطن في الحكم التشاركي، وسن القوانين. كما يثير المنتدى نقاشات حول مواضيع ترتبط بالشباب والمرأة والإعلام، والتجارة والإسلام، وعلاقاتها بالديمقراطية المباشرة والتشاركية.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».