دوري آسيا: الهلال في مهمة تأكيد الصدارة... وتحطيم رقمه القياسي

الفيصلي يتطلع لنقاط الوحدات في خامس جولات البطولة

الهلال يسعى لتأكيد صدارته الآسيوية عبر شباك الشارقة اليوم (تصوير: علي الظاهري)
الهلال يسعى لتأكيد صدارته الآسيوية عبر شباك الشارقة اليوم (تصوير: علي الظاهري)
TT
20

دوري آسيا: الهلال في مهمة تأكيد الصدارة... وتحطيم رقمه القياسي

الهلال يسعى لتأكيد صدارته الآسيوية عبر شباك الشارقة اليوم (تصوير: علي الظاهري)
الهلال يسعى لتأكيد صدارته الآسيوية عبر شباك الشارقة اليوم (تصوير: علي الظاهري)

يقف فريق الهلال أمام مهمة تحطيم رقمه القياسي في دور المجموعات بدوري أبطال آسيا، وذلك عندما يلاقي نظيره الشارقة الإماراتي اليوم على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالعاصمة الرياض في الجولة الخامسة من البطولة.
ويدخل الهلال المباراة بعد ضمانه بلوغ دور الـ16 بصورة رسمية كأول الفرق عن قارة غرب آسيا، حيث ضمن العبور بعد فوزه بثلاثية أمام استقلول دوشنبه الطاجيكي، وذلك إما بالتأهل كمتصدر لمجموعته الأولى، أو حتى ضمن أحد المقاعد الثلاثة الخاصة بأفضل الفرق التي تحتل المراكز الثانية في المجموعات الخمسة.
ويسعى الهلال حامل لقب النسخة الأخيرة من البطولة القارية إلى إحكام قبضه على صدارة المجموعة الأولى التي يحتلها برصيد 12 نقطة، وبفارق خمس نقاط عن الريان القطري، الذي يحتل المركز الثاني برصيد سبع نقاط، حيث يحتاج الفريق الأزرق إلى نقطة واحدة من أجل ضمان صدارة المجموعة بصورة نهائية.
ويملك الهلال فرصة تاريخية لتجاوز عدد نقاطه في دور المجموعات التي حققها سابقاً ويبحث عن تحقيق العلامة الكاملة 18 نقطة، وهو رقم غير مسبوق له وللأندية السعودية في تاريخ مشاركتها، حيث يتطلب الأمر انتصاره أمام الشارقة ثم الريان في الجولة الأخيرة.
وسيعمل الأرجنتيني رامون دياز مدرب الفريق العاصمي، على إراحة بعض العناصر الأساسية التي شاركت باستمرار مع الفريق من أجل تجنبهم للإرهاق قبل استئناف مسابقة الدوري السعودي للمحترفين، حيث سيعمل على إراحة عبد الله المعيوف حارس مرمى الفريق، وإشراك محمد العويس بديلاً عنه، بالإضافة إلى الثلاثي سلمان الفرج وكويلار وياسر الشهراني.

الفيصلي يتطلع لبلوغ دور الـ16 الآسيوي على حساب الوحدات الأردني (تصوير: عيسى الدبيسي)

ورغم رغبة الأرجنتيني دياز في إراحة العديد من اللاعبين، إلا أن الهلال يملك أسماء لامعة على الصعيدين الأجنبي والمحلي، حيث ستتجه الأنظار صوب البرازيلي ماثيوس بيريرا ومواطنه ميشايل، بالإضافة إلى عودة متوقعة لموسى ماريغا، وكذلك الهداف النيجيري أودين إيغالو، حيث سيفاضل دياز بين ثلاثة أسماء من بينهم للزج بهم في قائمة المباراة، إلى جوار المدافع الكوري الجنوبي جيانغ هيون سو.
من جانبه، يحاول الشارقة الإماراتي إعادة آماله بالتأهل عن هذه المجموعة ببطاقة المركز الثاني «الأفضل»، إلا أنه سيكون أمام مهمة الفوز في المواجهتين القادمتين مقابل تعثر عدد من الفرق في المجموعات الأخرى حتى يتجاوزها نقطياً، بالإضافة لتعثر الريان القطري في هذه المجموعة.
وفي ثاني لقاءات المجموعة الأولى، يلتقي الريان القطري بنظيره استقلول دوشنبه الطاجيكي في مهمة يبحث معها الأحمر القطري عن انتزاع نقاط المباراة من أجل الاقتراب بصورة أكبر لمرافقة الهلال عن هذه المجموعة، في الوقت الذي يسعى فيه الفريق الطاجيكي للخروج بنقطة التعادل في أقل الأحوال.
وفي مدينة الدمام، يلتقي الفيصلي السعودي مجدداً بنظيره فريق الوحدات الأردني في مهمة تاريخية لعنابي سدير، الذي يملك فرصة التأهل نحو دور الـ16 في مشاركته الأولى ببطولة دوري أبطال آسيا.
ويتصدر الفيصلي مجموعته الخامسة برصيد ثماني نقاط وبفارق ثلاث نقاط عن وصيفه «ناساف» الأوزبكي، مما يعني أن انتصاره هذا المساء أمام الوحدات وتعثر الفريق الأوزبكي أمام السد القطري سيضمن له العبور نحو دور الستة عشر قبل جولة من نهاية مرحلة دور المجموعات.
وتعادل الفيصلي في الجولة الماضية أمام ناساف الأوزبكي، وفرط في فرصة الانفراد بصدارة المجموعة بصورة أكبر، خصوصاً بعد الخسارة غير المتوقعة لفريق السد القطري أمام الوحدات الأردني الذي أعاد حسابات هذه المجموعة من جديد.
من جانبه، يحاول فريق الوحدات الأردني إنعاش آماله مجدداً بالتأهل والبحث عن مواصلة صحوته الفنية التي حضرت أمام السد القطري في الجولة الماضية، وفي حال انتصار الوحدات على نظيره الفيصلي قد يتقدم لوصافة لائحة الترتيب في حال تعثر الفريق الأوزبكي أو تعادل الفريقين بالنتيجة.
وفي اللقاء الثاني بالمجموعة، يسعى فريق السد القطري لإعادة ترتيب أوراقه بعد الخسارة الكبيرة بثلاثية أمام الوحدات، وذلك عندما يلاقي ناساف الأوزبكي، حيث يبحث عن تحقيق الانتصار أمامه للإبقاء على حظوظه بالتأهل قبل ملاقاة الفيصلي في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.