جويل داغر لـ «الشرق الأوسط» : لا تستهويني الأدوار الكوميدية

وصفت دورها في مسلسل «للموت 2» بالنقلة النوعية

تجسد جويل داغر شخصية المرأة المغرمة والصلبة معاً
تجسد جويل داغر شخصية المرأة المغرمة والصلبة معاً
TT

جويل داغر لـ «الشرق الأوسط» : لا تستهويني الأدوار الكوميدية

تجسد جويل داغر شخصية المرأة المغرمة والصلبة معاً
تجسد جويل داغر شخصية المرأة المغرمة والصلبة معاً

تطل الممثلة جويل داغر في المسلسل الرمضاني «للموت 2» في شخصية جنى العاشقة لأحد أبطال المسلسل هادي، ويجسد شخصيته محمد الأحمد. وتأتي مشاركتها هذه في عمل درامي لبناني بعد غياب نحو سنتين عن الساحة. ويعود هذا الابتعاد القسري إلى الجائحة وتداعياتها. فهي من الأشخاص الذين يخافون المرض إلى حد الرعب.
ومن يتابع جويل في «للموت 2» يلفته أداؤها الناضج فتطبع ذاكرة المشاهد بحضور جذاب. وتعلق في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «في الحقيقة لقد أحببت كثيراً دور جنى الذي أجسده في «للموت» بجزئه الثاني، وأنا من متابعي هذا العمل في جزئه الأول بحيث لم أكن أفوت حلقة منه. وشخصية جنى التي ألعبها غنية بالمشاعر، إذ عندها خليط من الحب والوحدة والعنف والشر والخير. كل ذلك حفزني على المشاركة في المسلسل، خصوصا أنه عمل متكامل. فهو يجمع الإنتاج الرفيع لشركة رائدة ألا وهي (إيغلز فيلم)، مع مستوى إخراجي بقيادة فيليب أسمر زوده بخصوصية قلما نشاهدها في أعمال درامية عربية. وعدا عن ذلك فإن الممثلين المشاركين، هم كوكبة من النجوم الذين نستمتع بمتابعة أعمالهم».
في دور جنى تغير جويل داغر جلدها ونراها صاحبة الشخصية القوية والصلبة، كما أن التغيير الذي طالها لم ينحصر بطبيعة الدور، بل أيضاً بشكلها الخارجي. وتقول في هذا السياق: «بالفعل تحديت نفسي من نواحٍ مختلفة، سيما وأنني رغبت بعودة قوية إلى الشاشة بعد غياب. لقد عملنا على أدق التفاصيل التي تلون شخصية جنى وبينها (اللوك)، فخرجت من الإطار الذي اعتدته دائماً، وهذا التغيير طرأ على نبرة صوتي ومشيتي وحتى على لون شعري. هو دور ألعبه لأول مرة، إذ تتراوح طبيعته بين الشر والخير والحب الجارف وغيرها من المشاعر».
لا تنكر جويل شعورها بالخوف من هذه التجربة قبيل الإقدام عليها. فهي تدخل من خلالها على عمل حقق نجاحاً واسعاً في جزئه الأول، كما أن المشاركين فيه حفظوا أدوارهم وخطوطها وأصبحوا يتحكمون بأدائهم. «كل ذلك ولد عندي مسؤولية كبيرة فخفت، وهو ما أوجد عندي منافسة غير مباشرة مع نفسي، وقررت أن أكون على المستوى المطلوب».
إلى جانب أبطال العمل من ماغي بو غصن ودانييلا رحمة وباسم مغنية ومحمد الأحمد، تلون الجزء الثاني من «للموت» بنجوم عريقين أمثال كميل سلامة ونقولا دانييل. «الممثلون بحد ذاتهم كانوا بمثابة حافز لي لتقديم الأفضل، فكيف إذا كانوا من بين أساتذتي في الجامعة؟ فالموقف بحد ذاته تحيطه الرهبة. لم ألتق بمشاهد مع أستاذي نقولا دانييل، ولكنني استمتعت بتمثيلي مع كميل سلامة، الذي يجسد شخصية والدي في العمل».
تصف جويل داغر دورها في «للموت 2» بأنه نقلة نوعية لها، جاءها كما تمنت بعد غياب. فهي لا تفوت حضوره مرة على تطبيق شاهد وأخرى عبر قناة «إم تي في» المحلية. وتوضح: «في المرة الأولى أتفرغ لمشاهدة دقيقة، فلا أعود أتكلم مع أحد أو أترك أي شيء يلهيني عنه، فأركز على كل تفصيل، وخصوصاً على أدائي، بحيث أعيد المشهد نفسه مرات حتى لو كان لغيري لأني أستمتع به».
بالفعل فإن جويل أعادت مشاهد تجمع ما بين دانييلا رحمة وماغي بو غصن، عندما تخبر هذه الأخيرة صديقتها بأنها فقدت حبيبها. ومرة ثانية دأبت على إعادة مشاهد أخرى مستمتعة بأداء دانييلا رحمة ومحمد الأحمد عندما أقدمت على طعنه بسكين. وهي ترى أن المسلسل برمته، يؤلف خلطة ممثلين رائعين من أبطاله مروراً بالمواهب الجديدة كريان حركة. «بالفعل الجميع يمثل ببراعة حتى الكومبارس لا يؤدون دورهم بسطحية كما في مسلسلات أخرى».
وماذا عن الدور الذي لعبه المخرج فيليب أسمر خلال تعاونها معه؟ ترد: «سبق وعملت مع فيليب في مسلسل (أجيال). فهو مخرج حساس جداً، يهتم بأدق التفاصيل. وعندما تتعاونين معه يمكنك أن تشعري بالراحة، فتضعي يديك بمياه باردة، كما نقول على الطريقة اللبنانية. إنه مخرج لا يمكنك إلا أن تثقي بعينه الثاقبة، وبقدرته على الإبداع، لا يضغط على فريق العمل معه، وتولد بينك وبينه لغة تخاطب لا تتكل فقط على الكلام بل أيضاً على حركة أو إشارة. كما أنه مبدع في عملية المونتاج التي توازي بأهميتها مهمة الإخراج. فالجنريك للمسلسل بحد ذاته تحفة فنية. فهو يقوم بإدارة الممثل على مستوى رفيع، فيخرج كل طاقتك منك».
يتخلل دور جويل مشاهد عنف وقوة. فالدور بحد ذاته غني بشخصيته وبخلطة مشاعره، فما كانت الصعوبات التي واجهتها خلاله؟ «تمرنت من دون شك على مشاهد تتطلب مني لياقة بدنية. وهناك أخرى لم تكن سهلة أبداً، وبينها عندما عوقبت من قبل سحر (ماغي بو غصن) وعلقتني (بالمقلوب). تعبت من هذا المشهد وشعرت بتنميل وألم في قدمي، لأنها كانت مربوطة بشكل قوي. وعدا ذلك فالمشاعر التي تعيشها جنى تتفاوت بين هوسها بهادي، فهي مستعدة للقيام بأي أمر من أجل الاحتفاظ به، وعلاقتها مع والدها القاسي الذي لم يتواصل معها لمدة 15 عاماً. مشاعر فيها صعوبة في ظل ظروف متقلبة تتعرض لها الشخصية».
وتوضح جويل أن هناك حلقات مقبلة سينقلب فيها الحب إلى كره تجاه والدها أو تجاه حبيبها. وأن هذا المزيج من المشاعر استمتعت في أدائه لأن لا رتابة فيه ويتطلب جهداً أكبر. فالدور برأيها مكتوب من قبل نادين جابر بشكل ممتاز، وهي تترك للناس أن يحكموا على أدائها، الذي تطلب منها مجهوداً كبيراً.
ابتعادها عن الساحة لمدة سنتين بماذا زودها؟ ترد في سياق حديثها: «طبعاً عندما ابتعدت طورت نفسي ذهنياً وشعرت بالنضوج. فالخروج من الصحن يولد عند صاحبه الشعور بالنظافة، وكأنه صفحة بيضاء يمكن أن يكتب عليها من جديد. فعندما تعملين يفوتك ملاحظة أمور كثيرة، وتشعرين بأن كل شيء يتشابه. ولكن البعد في المقابل يزودك بالحماس ويحفزك على تقديم الأفضل».
وتسر لنا جويل بأن شخصية جنى مستمرة حتى نهاية العمل، وأن مفاجآت تنتظرها ولن تبوح عن طبيعتها. «كل حلقة مقبلة ستحمل التشويق وتخطف أنفاس المشاهد».
وعن المرحلة التي تعيشها اليوم وكيف ستتلقف الغد؟ تقول: «الممثل لا يجب أن يتوقف عن الطموح والتجدد دائماً مع شخصيات منوعة. ومن بعد مسلسل (للموت 2) لا أريد أن أخطو أي خطوة ناقصة».
وماذا عن مشاركتك في أعمال كوميدية. هل هو أمر وارد عندك؟ تختم: «لا تستهويني أدوار الكوميديا التي تعتمد على الهزل بل أفضّل عليها (اللايت كوميدي). كان عندي من قبل محاولات خجولة، ولكن ليس من الخطأ أن أعيد التجربة في قصة محبوكة تحمل روح الكوميديا».



وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
TT

وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)

في حفل الـ«موركس» بنسخته الـ24 الأخيرة حصد الفنان وليد توفيق جائزة «اليوبيل الذهبي» على مشواره الفني. فهو أمضى حتى اليوم كل هذه السنوات يحقق النجاح تلو الآخر. بالنسبة له فإن التكريمات التي حصدها كانت كثيرة، ولكنه يستطرد قائلاً: «يبقى التكريم الذي ألاقيه في بلدي لبنان له مذاق آخر. كما أن هذا النوع من الحفلات يتيح لي فرصة الالتقاء بفنانين، وخصوصاً بممثلين لا أصادفهم كثيراً. فلمّة الفن عزيزة على قلبي. والتكريم جميل، خصوصاً إذا ما جاء من جهة راقية مثل الـ(موركس دور). فنحن نفتخر بهذه الجائزة اللبنانية الصنع. ونقدّر ما يقوم به الطبيبان زاهي وفادي حلو سنوياً لتنظيمها».

يقول لـ«الشرق الأوسط» إن مشواره كان طويلاً وتخللته صعوبات ومطبّات عدة، ولكن النجاح والفرح كللاه باستمرار. ويتابع: «لقد تعلمّت دروساً كثيرة من كل خطوة قمت بها. ولعلّ الدرس الأهم يتعلّق بعدم التنازل عن مبادئ معينة. فهناك أشخاص يحاولون إغراقك بالخطأ عندما يلمسون نجاحاتك. أصررت على مكانتي الفنية وعرفت كيف أواكب كل جديد. فالمطلوب من الفنان ألا يعيش الركود أبداً. فيبحث دائماً عما يحرّك ويعزز مشواره».

50 سنة من النجاحات لا بد أن يلمسها محاور وليد توفيق في شخصيته الرصينة والقريبة إلى القلب في آن. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» عما يستوقفه في مشواره هذا، فيردّ: «عندما أستعيد شريط ذكرياتي أشعر بالغبطة. وأندم في المقابل على عدم إعطاء أولادي الوقت الكافي لأكون بقربهم. راضٍ أنا من دون شك عن مسيرتي، وأهنئ نفسي بحب الناس لي».

مشواره الفني الخمسيني تكلل بالنجاحات المتتالية (وليد توفيق)

يعترف وليد توفيق بأمر يراوده دائماً: «أشعر بأن كل ما مررت به كان مكتوباً لي، ولطالما أحسست بأن قوة ربانية تمسك بيدي وتسيّرني كما تشاء. لا شك أني اجتهدت وتعبت، ولكنّ هناك أمراً أقوى مني ساعدني. أمشي بطريقي على ما يقدّر الله. وعندما أعتلي المسرح لا أحضّر للأمر مسبقاً. فهناك إحساس معين يولد عندي في اللحظة نفسها، فتأتيني الفكرة من دون أي تخطيط لها. وهو ما حصل معي في حفل الـ(موركس دور) الأخير. وكلمتي كانت ارتجالية تترجم مشاعري. وعندما أهديت جائزتي للجيش اللبناني ولشهداء الحرب، كان ذلك وليد اللحظة».

أثناء تكريمه في حفل «موركس دور» واعتلائه المسرح ليتسلمها من الشاعر نزار فرنسيس، قدما معاً ثنائياً شعرياً، وتناولا موضوع الوفاء. فهل يرى الساحة اليوم تفتقد لهذه القيمة الإنسانية؟ «قلّة الوفاء ليست بالأمر المستجد على الساحة الفنية. وحتى في أيام عمالقة الفن مثل الراحلين عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب، كانا يشتكيان من الأمر ذاته. فالتاريخ يعيد نفسه، ولكن من الضروري التذكير بالوفاء. فهو من أجمل وألذ الأعمال الإنسانية».

لا ينفي وليد توفيق صراعات كانت تشهدها الساحة كي يحافظ الفنان على مكانته، فتقفل الأبواب بوجه موهبة جديدة قد تشكّل عليه الخطر. ويضيف في سياق حديثه: «الفنان الناجح يخاف من دون شك، ولكنه عندما يلجأ إلى هذا النوع من الحروب يكون فاقداً للثقة بنفسه. كما أن عصرنا الحالي قضى على هذه الآفة. وما ساهم في ذلك (السوشيال ميديا). فما عادت الموهبة الجديدة تنتظر من يدعمها كي تبرز تفوقها. وهناك أمثلة كثيرة على هذا الموضوع ومواهب تحوّلت إلى (تريند) بين ليلة وضحاها».

«لا أحد يسقط إلا من فعل يده»، هكذا يختصر الفنان وليد توفيق اختفاء نجم وصعود آخر. «أشبّه المشهد بمباراة في الملاكمة. فكلما كان الملاكم حذراً ومتنبهاً استطاع التحكم بنتيجة المباراة».

يشير إلى أن بعض هذه الحروب قد يشنها متعهدو الحفلات على فنان، فيضعون النجم في موقف محرج عندما يفرضون عليه مشاركة موهبة جديدة في حفل معين. «بالنسبة لي لقد تعلمت من خبرتي أن لكل فنان طريقه بحيث لا يمكن أن يؤثر عليه طرف آخر. في إحدى المرات طلب مني الغناء في حفل للراحل وديع الصافي. وبدل أن أشعر بالحرج لأنه قد يجتاح الأجواء ويؤثر على إطلالتي طالبت بتقديمه شخصياً على المسرح. كما أن الفنان القدير لا يمكن تغييبه، ولعل أصدق دليل على ذلك هو حفل الـ(تريو الغنائي) الذي نظمه المستشار تركي آل الشيخ. فوضع أهم النجوم في مشهدية واحدة. وأتمنى أن تتكرر مرة أخرى فنجتمع على قلب واحد وإرادة واحدة».

يستعدّ لإصدار أغنية "كبرت البنّوت" لجورج خباز (وليد توفيق)

عرف وليد توفيق كيف يواكب الأجيال بانتقائه اللحن والكلمة المناسبين في أعماله. ويعلّق: «الكلمة تلعب الدور الأكبر في عملية أي تجديد نعبرها. فزياد الرحباني حوّل فيروز إلى موسيقى الجاز. خرجت يومها بعض الأصوات تندد بهذا التغيير. ولكنه عرف كيف يواكب هذا التحول بالكلمة. وعندما تحضر هذه الأخيرة بالشكل المطلوب يسهل علينا الأمر كثيراً».

عاش وليد توفيق فترة الحرب مثل غيره من اللبنانيين بقلق وترقب. وخرج منها بإصرار أكبر على وطنيته. «كانت فترة قاسية جداً، ولكنني تأكدت من خلالها أن السيادة هي التي تبني الأوطان. أتمسك اليوم بلبنان أكثر من أي وقت مضى».

أخيراً شهدت الساحة الفنية مواقف حرجة لفنانين أدرجت على لائحة الذكاء الاصطناعي. فما رأي وليد توفيق بهذا التطور الإلكتروني الجديد؟ يردّ: «إنه سيف ذو حدّين كأي اكتشاف إلكتروني آخر عايشناه. لا شك أنه بدّل في مشهدية الحياة عامة. وأحياناً نتوقع له التمدد والانتشار إلى حدّ يدفعنا للخوف من نتائجه المقبلة. ولكنه في الوقت نفسه وجد حلولاً كثيرة لمشاكل يومية. ومؤخراً أبهرني هذا الاختراع عندما سمعت ديو بصوتينا جورج وسوف وأنا. فقد قدمها لي مفاجأة استوديو التسجيل عندما علم أن الوسوف يحب أغنيتي (لا تسأليني). غناها معي بواسطة الذكاء الاصطناعي فأحببت التجربة».

يتمنى وليد توفيق في فترة الأعياد أن يتوحد اللبنانيون تحت راية واحدة. «علينا أن نكون كمشط الشعر متحدين لا أحد يفرّقنا. وفي العام الجديد أتوق إلى رؤية أرزة لبنان شامخة دائماً على علم بلدي. وأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية أولاً».

وبالنسبة لأعماله الجديدة يقدم وليد توفيق على خطوة سبّاقة. «قريباً سأصدر أغنية جديدة بعنوان (كبرت البنّوت) لجورج خباز. فهو سبق وغناها وتركت أثرها الكبير عندي. ولدي تعاون آخر معه من خلال أغانٍ مختلفة له أنوي تقديمها بصوتي. كما أني أحضّر لـ(ميدلي) يتألف من ثلاث أغنيات قديمة لي أعدت توزيعها، ويتضمن (راح حبيبي) و(غجرية) و(ما أحلاها السمرة)».