تتوقع بريطانيا أن تستمر الحرب الأوكرانية، التي بدأتها روسيا في 24 فبراير (شباط) الماضي إلى نهاية السنة القادمة، وقالت إنها ستعيد فتح سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف الأسبوع المقبل، وأيضا بصدد إرسال دبابات إلى بولندا لكي تُرسل وارسو دباباتها إلى القوات الأوكرانية، معلنة في نفس الوقت حظرا جديدا على استيراد منتجات روسية ولا سيما الفضة والكافيار. وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة أن النزاع في أوكرانيا قد لا ينتهي سريعا نظرا للمقاومة الصلبة التي يواجهها الغزو الروسي. ولدى سؤاله، خلال زيارته الحالية لنيودلهي، عما إذا كان يتفق مع تقييمات استخباراتية تفيد بأن القتال قد يتواصل حتى نهاية العام المقبل، رد جونسون قائلا: «المؤسف هو أن هذا احتمال واقعي». وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارتكب «خطأ جسيماً» حين أمر ببدء الغزو. وأضاف «الخيار الوحيد المتبقي له فعلاً هو مواصلة محاولة استخدام أسلوبه المروع». وأشاد بالمقاومة الأوكرانية وحدد الدعم العسكري المخطط والمحتمل لأوكرانيا وجيرانها. وقال جونسون إن إجراء مفاوضات «واقعية» لإنهاء الصراع «لا يبدو مرجحاً في الوقت الحالي» لكن أوروبا وأوكرانيا ستحتاجان في النهاية إلى مناقشة الترتيبات الأمنية المستقبلية. وتابع «ما يريده الأوكرانيون، وأعتقد أنه ما سينالونه، هو مجموعة ضمانات أمنية من دول تفكر مثل أوكرانيا، ضمانات أمنية حول ما يمكننا القيام به لدعمهم»، وقد يشمل ذلك الأسلحة والتدريب وتبادل المعلومات الاستخباراتية للسماح لأوكرانيا بمنع الهجمات الروسية في المستقبل. وأعلن جونسون أن المملكة المتحدة تدرس إرسال دبابات إلى بولندا لكي تُرسل وارسو دباباتها إلى القوات الأوكرانية التي تحارب روسيا. وقال جونسون خلال زيارة تمتد يومين في الهند: «ندرس إرسال دبابات إلى بولندا لمساعدتهم فيما يرسلون بعض دباباتهم من طراز (تي - 72 إس) إلى أوكرانيا». وأضاف رئيس الوزراء البريطاني، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، أن لندن تعتزم إعادة فتح سفارتها في كييف الأسبوع المقبل. وكانت قد انتقلت سفارتها في فبراير، قبل أيام من بدء الحرب، للعمل مؤقتا في مدينة لفيف. وقال جونسون: «يمكننا الإعلان اليوم أننا سنعيد قريبا الأسبوع المقبل فتح سفارتنا في العاصمة الأوكرانية». وفي مطلع مارس (آذار)، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إن السفيرة ميليندا سيمونز غادرت البلاد بسبب «الوضع الأمني الخطير». وأعادت عدة دول غربية بينها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا فتح سفاراتها في كييف أو أعلنت عودتها الوشيكة إليها. وذكرت تراس في بيان منفصل في لندن أن إعادة فتح السفارة البريطانية، والذي لم يكشف عن موعده المحدد، هو نتيجة «الشجاعة والنجاح الاستثنائيين» لمقاومة أوكرانيا للقوات الروسية. وأضافت «أرغب بالإشادة بشجاعة وصمود فريق السفارة وعمله على مدى هذه الفترة». كذلك، وسعت الحكومة البريطانية لائحة عقوباتها التجارية، عبر حظر استيراد الفضة والكافيار والمنتجات المشتقة من الخشب، وزادت الرسوم الجمركية بنسبة 35 نقطة مئوية على بعض المنتجات من روسيا وحليفتها بيلاروسيا، خصوصا الماس والمطاط. وتقول لندن إنها فرضت منذ بداية الحرب في أوكرانيا عقوبات على أكثر من 1400 شخص وشركة على ارتباط بنظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبخصوص الحزمة الجديدة من العقوبات، فرضت المملكة المتحدة الخميس عقوبات على أفراد روس «ملطخة أياديهم بدماء أوكرانية». وكتبت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس على تويتر أن هذه العقوبات تستهدف «أولئك الملطخة أياديهم بدماء أوكرانية، بمن فيهم قائد الوحدة التي احتلت بوتشا وأفراد آخرون وشركات تدعم جيش بوتين». وتستهدف العقوبات الجديدة 26 شخصا بينهم اللفتنانت كولونيل عزاتبيك عمربيكوف الملقب «جزار بوتشا»، لتورطه بمجزرة في المدينة الشمالية الغربية راح ضحيتها بحسب لندن 350 شخصا، وهي من بين جرائم الحرب التي تنفي روسيا الاتهامات الموجهة إليها بارتكابها. كما جرى استهداف مسؤولين عسكريين آخرين بتجميد أصولهم وحظر دخولهم إلى الأراضي البريطانية. واستُهدف أيضا بالعقوبات داعمون لآلة الحرب الروسية مثل رئيس شركة السكك الحديد أوليغ بيلوزيوروف، وعدد من الشركات بما فيها «جاي إس سي كلاشنيكوف كونسيرن» المنتجة خصوصا لبنادق آي - كاي 12 التي تستخدمها القوات الروسية.
كما ذكر تقرير عسكري بريطاني أمس الجمعة، كما جاء في تقرير رويترز، أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاصرة مصنع آزوفستال للصلب في أوكرانيا يشير على الأرجح إلى رغبته في السيطرة على المقاومة في ماريوبول. وأضاف التقرير «من المرجح أن يسفر هجوم بري شامل تشنه روسيا على المصنع عن ضحايا روسية كبيرة، وهو ما يقلل كفاءتهم القتالية بشكل عام». وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية على تويتر أن القصف الثقيل استمر في دونباس في شرق البلاد إذ تسعى روسيا إلى التوغل أكثر نحو التجمعات السكنية التي تشمل كراسني ليمان وبارفينكوف وليمان وبوباسنا.
بريطانيا تتوقع استمرار حرب أوكرانيا حتى أواخر 2023 وتعيد فتح سفارتها في كييف
فرضت عقوبات جديدة على أفراد روس «ملطخة أيديهم بدماء أوكرانية»
بريطانيا تتوقع استمرار حرب أوكرانيا حتى أواخر 2023 وتعيد فتح سفارتها في كييف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة