قلق أميركي من التوتر الكردي ـ الكردي شمال شرقي سوريا

تبادل اتهامات بين «المجلس الوطني» و«الاتحاد الديمقراطي»

مركبة عسكرية أميركية في ريف القامشلي شمال شرقي سوريا في 20 الشهر الجاري (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية أميركية في ريف القامشلي شمال شرقي سوريا في 20 الشهر الجاري (أ.ف.ب)
TT

قلق أميركي من التوتر الكردي ـ الكردي شمال شرقي سوريا

مركبة عسكرية أميركية في ريف القامشلي شمال شرقي سوريا في 20 الشهر الجاري (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية أميركية في ريف القامشلي شمال شرقي سوريا في 20 الشهر الجاري (أ.ف.ب)

أعلنت السفارة الأميركية في سوريا أنها تشعر بقلق عميق من الهجمات الأخيرة التي استهدفت مكاتب «المجلس الوطني الكردي» المعارض في شمال شرقي البلاد، في وقت نفى «حزب الاتحاد الديمقراطي» مسؤوليته عن الاعتداء على مقرات ومكاتب المجلس والأحزاب السياسية.
ونشر حساب السفارة الأميركية في سوريا تغريده باللغة العربية أمس، جاء فيها: «تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق من الهجمات الأخيرة على عدة مكاتب للمجلس الكردي»، بعد سلسلة هجمات تعرضت لها مقرات ومكاتب «المجلس الكردي» وأحزاب سياسية كردية بينها «الحزب الديمقراطي الكردستاني» و«حزب يكيتي الكردستاني»، في القامشلي والحسكة والمالكية وعين العرب خلال الأسبوع الماضي. وشددت السفارة الأميركية في منشورها على القول إنه «لا مكان للترهيب والعنف في الخطاب السياسي، ونحث جميع الأطراف على الانخراط سلمياً في السعي وراء قرارات تفيد جميع الأطراف المعنية».
بدوره، قال المجلس العام لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري في بيان إن الهجوم التركي على معاقل «حزب العمال الكردستاني» التركي في جبال قنديل التابعة لإقليم كردستان العراق «في ظل الهجوم الشامل الذي يتعرض له شعبنا ومقاتلو الحرية من قبل الفاشية التركية، وبدلاً من أن يقف (المجلس الكردي) ضد سياسة الإبادة هذه، يقوم باتهام حزبنا بحرق مكاتبه وبالإرهاب».
وتطرق بيان الحزب إلى الانتهاكات التي ترتكبها الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا في مناطق نفوذ العمليات التركية شمالي سوريا، قائلاً: «لم يتجرأ (المجلس الكردي) حتى الآن بتصريح ضد الاحتلال التركي للمناطق المحتلة، وما زال مرتبطاً بالائتلاف السوري الذي يمارس سياسة الإبادة بحق شعبنا في عفرين ورأس العين (سركانية) ويغتصب أرضنا».
من جانبه، قال «المجلس الكردي» في بيان نشر على موقعه الرسمي في 20 من الشهر الحالي، إن 10 مسلحين من «حزب الاتحاد» داهموا مكتب «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في مدينة الحسكة في 19 من الشهر الجاري و«قاموا بترهيب المتواجدين في المكتب من أعضاء الحزب والضيوف، وإخراجهم منه تحت تهديد السلاح، قبل أن يقدموا على حرق المكتب بالكامل بعبوات المولوتوف». وذكر البيان أن مجموعة مسلحة ثانية تتبع «حزب الاتحاد» قامت في وقت متأخر من ليل 18 من الشهر الحالي، بحرق مقر «المجلس الكردي» في مدينة المالكية (ديرك) ومكتب «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في بلدة الدرباسية التابعتين لمحافظة الحسكة، بعد كسر الأبواب والنوافذ وإلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة عليه، وأقدمت تلك المجموعات على حرق المكتب نفسه مساء اليوم التالي، الثلاثاء الماضي، مما أدى إلى حرقه بالكامل.
إلى ذلك، كشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن اجتماعات بين قيادي إيراني الجنسية وقيادات أجهزة أمنية في الحكومة السورية، بمشاركة شيوخ عشيرة الطيء وقيادات من «قوات الدفاع الوطني» الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في مدينة القامشلي أول من أمس، بهدف تأسيس مجلس عسكري بإشراف مستشارين إيرانيين لمواجهة الانتشار الأميركي و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) شرقي الفرات.
وبحسب المرصد، شارك في الاجتماع نحو 100 شخصية، بينها وجيه من عشيرة الطيء يدعى علي حواس الخليف، وضباط من الجيش السوري، وذلك في مطار القامشلي، حيث اتفقوا على العمل على انخراط أبناء العشائر في التشكيل الجديد. وأكد المرصد أن القيادي الإيراني تعهد بمنح راتب شهري قيمته 200 ألف ليرة سورية (ما يعادل 50 دولاراً أميركياً) لكل عنصر، إلى جانب منحه سلة غذائية وبطاقة أمنية. وسيقوم ضباط من القوات الحكومية بالإشراف على عمليات التدريب للعناصر والمنتسبين.
وتأتي هذه التحركات في ظل استغلال الحرس الثور الإيراني انشغال روسيا في حربها على أوكرانيا، إذ تعمل قواته على توسيع نفوذها واستمالة قوات الحكومة وأبناء العشائر لصالحها.
وذكر المرصد إحصاءات تعداد المجندين لصالح الميليشيات الإيرانية المنتشرة في محافظة الحسكة، وقدر عددها بنحو ألف مقاتل، بينهم 400 من عناصر وقيادات «الدفاع الوطني»، وحوالي 600 من المدنيين وأبناء العشائر. وقال إن عمليات التجنيد تتم بإغراءات مادية ودفع رواتب شهرية مغرية، نظراً لتدهور الظروف الاقتصادية والمعيشية في المنطقة خصوصاً، وسوريا عموماً، حيث بدأ ضباط القوات الحكومية بتدريب المجندين في معسكرات فوج طرطب جنوبي القامشلي.
من جهة ثانية، قالت «شبكة عين الفرات» المحلية، إن عدداً من مقاتلي ميـليشيا «فـاغنر» الروسية وصلوا إلى ناحية أبو راسين الواقعة في أقصى شمالي محافظة الحسكة، بالتزامن مع تصاعد الهجمات التركية العسكرية في المنطقة. وأكدت الشبكة أن عناصر «فاغنر» وصلت إلى قاعدة «المباقر» في تل تمر و«صوامع العالية» في ريفها الغربي، وتجاوز عددهم 100 عنصر قادمين من مطار القامشلي. وأشارت الشبكة إلى أن القيادة العامة لقوات «قسد» طالبت القوات الروسية المنتشرة في الحسكة بتعزيز مواقعها في مناطق التماس، بعد تعرض مواقع «قسد» ونقاطها العسكرية لهجمات بطائرات تركية مسيرة.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.