«الانتخابات التونسية»: الهيئة لم تعد مستقلة بعد مرسوم الرئيس باستبدال أعضائها

الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)
TT

«الانتخابات التونسية»: الهيئة لم تعد مستقلة بعد مرسوم الرئيس باستبدال أعضائها

الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)

قال رئيس هيئة الانتخابات في تونس نبيل بافون، لوكالة «رويترز» للأنباء، اليوم (الجمعة)، إن الهيئة لم تعد مستقلة بعد مرسوم الرئيس باستبدال أعضائها. وأضاف: «أصبح واضحاً أنها هيئة الرئيس».
ونشرت السلطات التونسية، اليوم (الجمعة)، التعديلات التي أدخلها الرئيس قيس سعيد على قانون الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في الجريدة الرسمية، وتضمنت صلاحيات إضافية للرئيس لتعيين أعضاء الهيئة.
ووقّع سعيد، أمس (الخميس)، مرسوماً يتضمن تعديلات لبعض بنود القانون الأساسي لهيئة الانتخابات لعام 2012 استعداداً للاستفتاء الشعبي والانتخابات البرلمانية المقررة نهاية العام، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
وكان سعيد الذي يدير سلطة التشريع عبر المراسيم بعد تجميده البرلمان في 25 يوليو (تموز) الماضي قبل أن يصدر قراراً بحله في 30 مارس (آذار) الماضي رداً على تنظيمه جلسة افتراضية، قد أعلن نيته تغيير تركيبة هيئة الانتخابات.
وأكد معارضو الرئيس والرئيس الحالي لهيئة الانتخابات نبيل بافون، رفضهم لخطوة سعيد، والتعديلات التي تشمل الهيئة عبر المراسيم.
وبموجب التعديلات الجديدة يعيّن رئيس الجمهورية ثلاثة أعضاء من بين مرشحين من الهياكل القضائية. كما يتولى تعيين مهندس في المعلوماتية من بين ثلاثة مقترحين من المركز الوطني للإعلامية.
ويعيّن الرئيس رئيس هيئة الانتخابات من بين الأعضاء الثلاثة للهيئات العليا المستقلة للانتخابات السابقة. وتمتد فترة العضوية في الهيئة لأربع سنوات غير قابلة للتجديد، وفق القانون.
وعوّض سعيد عبر المرسوم التعديلي كل اختصاصات البرلمان من القانون، وعوّضها باختصاصات تعود إلى رئيس الجمهورية مثل المصادقة على الموازنة السنوية للهيئة.
ويعتزم سعيد أيضاً تغيير القانون الانتخابي ونظام الاقتراع ليصبح اقتراعاً على الأفراد بدلاً من القوائم من بين إصلاحات أخرى، ستُعرض على الاستفتاء الشعبي في يوليو المقبل.
ولا تحظى هذه الإصلاحات حتى الآن بتوافق عام بين الأحزاب المعارضة والمنظمات التي تطالب بحوار وطني لمناقشة هذه الخطوات.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.