تعديل حكومي في الجزائر يطيح بتسعة وزراء

دمج وزارتي الرياضة والشباب.. وتراجع ملحوظ في عدد الوزيرات

تعديل حكومي في الجزائر يطيح بتسعة وزراء
TT

تعديل حكومي في الجزائر يطيح بتسعة وزراء

تعديل حكومي في الجزائر يطيح بتسعة وزراء

أكدت الرئاسة الجزائرية في بيان لها أمس الخميس أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أجرى تعديلا جزئيا على حكومة رئيس الوزراء عبد المالك سلال، شمل سبع حقائب وزارية، أهمها وزارات الداخلية والطاقة والمالية.
وبموجب التعديل الجديد، ترك وزير الداخلية الطيب بلعيز منصبه لنور الدين بدوي، الذي كان يشغل منصب وزير التعليم والتكوين المهنيين. كما عين عبد الرحمن بن خالفة وزيرا للمالية، بدلا من محمد جلاب، الذي خرج من الحكومة، شأنه في ذلك شأن يوسف يوسفي وزير الطاقة، الذي ترك منصبه للوجه الجديد صالح خبري.
وعين عز الدين ميهوبي، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، وزيرا للثقافة ليحل محل نادية لعبيدي. أما إيمان هدى فرعون فقد عينت في منصب وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، لتحل محل زهرة دردوري.
ولم يصدر أي توضيح لأسباب التعديل الحكومي الذي يطال 13 وزيرا، بحسب المرسوم الرئاسي الذي نقلته الوكالة الرسمية.
وشهدت حكومة عبد المالك سلال الجديدة انضمام كل من عبد القادر واعلي، مسؤول سام بوزارة الداخلية، الذي عين في منصب وزير الأشغال العمومية، والطاهر حجار عميد جامعة الجزائر (وزير التعليم العالي والبحث العلمي)، وبوجمعة طلحي (وزير النقل)، والطاهر خاوة، النائب عن حزب جبهة التحرير الوطني الذي يمتلك الأغلبية في البرلمان (وزير العلاقات مع البرلمان). كما جرى دمج وزارتي الرياضة والشباب في وزارة واحدة، يقودها عبد القادر خمري، بينما تبادل وزراء آخرون المناصب فيما بينهم.
وحافظ على حقيبته الوزارية كل من وزير السكن والمدينة عبد المجيد تبون، ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوالشوارب، ووزير التجارة عمارة بن يونس، ووزير العدل الطيب لوح، ووزير الخارجية رمضان لعمامرة، والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية عبد القادر مساهل، ووزيرة التضامن مونية مسلم، ووزيرة التربية نورية بن غبريط، ووزير الصحة عبد المالك بوضياف، ووزير الصيد البحري والموارد الصيدية سيد أحمد فروخي، ووزير الشؤون الدينية محمد عيسى، كما حافظ نائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش قايد صالح على منصبه.
ومن أبرز التغييرات التي طرأت أيضا على حكومة عبد المالك سلال، مغادرة الطيب بلعيز الذي كان من بين أقدم الوزراء وعين وزيرا للدولة ومستشارا خاصا للرئيس، وهو المنصب الذي كان يشغله عبد العزيز بلخادم، ونادية لعبيدي، التي كانت تشغل منصب وزير الثقافة، التي غادرت هي الأخرى في وقت كانت فيه وسط جدل سياسي مع رئيسة حزب العمال لويزة حنون التي اتهمتها بالفساد.
ومن بين المغادرين أيضا، يوسف يوسفي وزير الطاقة، وفاطمة الزهراء وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، ووزير الرياضة محمد تهمي، ومحمد جلاب وزير المالية الذي ترك أيضا منصبه. فيما عرفت أسماء أخرى تحولا في حقائبها الوزارية، ومن أبرزهم وزير النقل عمار غول الذي تحول إلى السياحة.
لكن هذه التغييرات خلفت جدلا حول تراجع عدد الوزيرات في حكومة سلال، حيث شهدت الحكومة رقم 13 في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تراجعا نسبيا في الحضور النسائي؛ إذ بعد إسناد سبع حقائب مهمة للجنس اللطيف في مايو (أيار) 2014، تناقص العدد بعد عام إلى أربع فحسب، واقتصر حضور النساء في التركيبة الجديدة على نورية بن غبريط (التربية)، ومونية مسلم (التضامن والأسرة وقضايا المرأة)، وهدى فرعون (البريد)، وعائشة طاغابو (الصناعة التقليدية)، بينما جرى التخلي عن خدمات نورية يمينة زرهوني (السياحة)، ودليلة بوجمعة (البيئة)، وزهرة دردوري (البريد)، ونادية لعبيدي (الثقافة).
وكانت الحكومة رقم 12 قد شهدت قبل عام تحديدا حضورا قياسيا للعنصر النسوي، من خلال إسناد سبع حقائب وزارية مهمة لهذه الفئة، وذلك في سابقة جزائرية عربية ودولية، وشكّلت آنذاك مؤشرا على تغلغل المرأة بشكل أكبر داخل أجهزة الدولة، إثر ما ترتّب على قانون ترقية مشاركة المرأة في الحياة السياسية الذي أسهم في دخول 160 امرأة تحت قبة البرلمان، أو ما عُرف بـ«نظام المحاصصة» المنصوص عليه في المادة «31 مكرر» في الدستور، حيث تضمّن «إلزامية حضور المرأة في القوائم الانتخابية».
ويأتي التغيير في وقت حساس بالنسبة للجزائر، عضو منظمة «أوبك»؛ إذ تتطلع الحكومة إلى مواجهة التراجع في إيرادات النفط بعد هبوط أسعاره العالمية، والتعامل مع قضية الأمن على الحدود مع ليبيا.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.