تبادل رسائل ودية بين زعيمي الكوريتين

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن (أرشيفية - أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

تبادل رسائل ودية بين زعيمي الكوريتين

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن (أرشيفية - أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلنت سيول وبيونغ يانغ، اليوم (الجمعة)، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون شكر رئيس كوريا الجنوبية المنتهية ولايته مون جاي - إن لجهوده من أجل تحسين العلاقات بين البلدين، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتأتي هذه المبادرة غير المتوقعة في وقت تشتبه سيول وحلفاؤها في أن بيونغ يانغ تستعد لاستئناف تجاربها النووية بعد أن أجرت سلسلة غير مسبوقة من التجارب الصاروخية منذ بداية العام.
وتعهد يون سوك - يول خليفة مون الذي سيتولى منصبه في 10 مايو (أيار)، اتخاذ موقف متشدد تجاه بيونغ يانغ.
ومنذ عام 2019، توقفت المفاوضات. ويعود ذلك جزئياً إلى خلافات حول تخفيف العقوبات وما قد تكون كوريا الشمالية على استعداد للتخلي عنه في مقابل ذلك.
ومذاك وصفت بيونغ يانغ رئيس كوريا الجنوبية بأنه «وسيط ضعيف»، وهدمت مكتب الاتصال بين الكوريتين الموجود على أراضيها، وهو أحد رموز التهدئة في شبه الجزيرة وشُيّد بتمويل من سيول.
وفي مارس (آذار)، للمرة الأولى منذ 2017 قامت كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الجمعة، إن كيم ومون اعتبرا أن العلاقات بين الكوريتين ستتطور إذا ما «بذل الجانبان، بأمل، جهوداً ثابتة».
وأضافت الوكالة، أن كيم قال أيضاً، إن القمم «التاريخية» مع مون أعطت الناس «أملاً بالمستقبل».

وأشارت إلى أن كيم عبّر عن «تقديره للمعاناة والجهود التي بذلها مون جاي - إن من أجل القضية العظمى للأمة حتى الأيام الأخيرة من ولايته»، لافتة إلى أن تبادل الرسائل هذه «يدلّ على ثقتهما العميقة».
وأكد «البيت الأزرق»، مقر الرئاسة في سيول، أن الزعيمين تبادلا رسائل ودية، مشدداً على أن مون كتب لكيم أنهما قاما «بخطوة» نحو «تغيير مصير شبه الجزيرة الكورية» رغم «لحظات مخيبة للأمل».
وشدّد الرئيس الكوري الجنوبي المنتهية ولايته أيضاً على أن القمم بين الكوريتين يجب أن تصبح «أساس التوحيد»، مشيراً إلى أنه يأمل في استئناف سريع للحوار بين بيونغ يانغ وواشنطن.
وجاء تبادل الرسائل هذا في وقت أبلغ فيه الخبراء عن أنشطة جديدة في أحد مواقع التجارب الصاروخية النووية.
وقال الأستاذ في جامعة ايوها في سيول ليف - ايريك ايزلي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «تهديدات بيونغ يانغ العسكرية لسيول ورفضها المتكرر جهود المشاركة لا تعكس الثقة وآفاق التعاون بين الكوريتين».
لكن، بحسب قوله، «على بيونغ يانغ أن تعترف على الأقلّ بانتهاء ولاية مون»، بينما يبدو أن كوريا الشمالية «تستفيد من هذه المناسبة للتعبير عن أملها بأن يرث يون الاتفاقات بين الكوريتين».
ولكن بعض المحللين لا يرون أي معنى لهذه الرسائل؛ نظراً لسلسلة الاستفزازات العسكرية غير المسبوقة لكوريا الشمالية منذ مطلع العام.
وقال كبير الباحثين في معهد «سيجونغ» الخاص تشونغ سونغ - تشانغ لوكالة الصحافة الفرنسية «كان من المجدي لو أرسل مون لكيم رسالة حازمة يقول فيها إن التجارب النووية ستكون غير مقبولة».
وأضاف «كيم أرسل أيضاً رسالة شخصية ودّية للرئيس مون في سبتمبر (أيلول) 2020، لكن لم يودِ ذلك إلى تحسّن في العلاقات بين الكوريتين».
والتقى مون الزعيم الكوري الشمالي ثلاث مرات وساهم في المحادثات بين كيم والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.