«الاختيار 3»: قادة «الإخوان» روجوا أنهم لن يتقدموا للرئاسة

مقاطع المسلسل وثَّقت انشقاقات التنظيم

مرشد «الإخوان» محمد بديع في «الاختيار 3» ويجسد دوره الفنان عبد العزيز مخيون
مرشد «الإخوان» محمد بديع في «الاختيار 3» ويجسد دوره الفنان عبد العزيز مخيون
TT

«الاختيار 3»: قادة «الإخوان» روجوا أنهم لن يتقدموا للرئاسة

مرشد «الإخوان» محمد بديع في «الاختيار 3» ويجسد دوره الفنان عبد العزيز مخيون
مرشد «الإخوان» محمد بديع في «الاختيار 3» ويجسد دوره الفنان عبد العزيز مخيون

كشفت المقاطع الوثائقية المصورة لرموز تنظيم «الإخوان» الذي تصنفه السلطات المصرية «إرهابياً» عبر مسلسل «الاختيار 3» ترويج قادة التنظيم بأنهم لن يتقدموا بمرشح في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2012، كما وثَّقت المقاطع انشقاقات داخل التنظيم عقب الحديث عن عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح الرئاسي الأسبق في انتخابات 2012.
ويعد أبو الفتوح، الذي خرج من تنظيم «الإخوان» عام 2011 بسبب اعتزامه الترشح للرئاسة، من أبرز الأسماء في تيار «الإسلام السياسي»، وحصل على المركز الرابع في انتخابات الرئاسة عام 2012، وفي يونيو (حزيران) 2013 أيّد الاحتجاجات التي دعت إلى إسقاط حكم محمد مرسي.
ووفق ما أظهرت المشاهد التي بُثت في الحلقة الـ19 لمسلسل «الاختيار 3» فإن النائب الأول لمرشد «الإخوان»، خيرت الشاطر، قال: «الدكتور عبد المنعم (أي عبد المنعم أبو الفتوح) الآن له موقف، وله توجه أنه (عاوز ينزل رئيس جمهورية، وإحنا كجماعة واخدين قرار استراتيجي بأن لا يكون لنا مرشح للرئاسة)». وأضاف الشاطر: «أنا مُدرك أن مشكلة مصر الآن (لم يحدد الزمن في حديثه) وأزمتها، لا يمكن أي فصيل يعرف يشيلها لوحده، لازم الكل يحط إيده في إيد بعض». ويتابع: «لو أنا جيت وفرضت نفسي (أي «الإخوان») وقلت أنا هقدم مرشح للرئاسة، وحشدت الناس راحت انتخبته، فأنا خلاص يعني حفزت ضد كل اللي ممكن عايز يتحفز... طب ما أنا اشتغل من وراء ذلك (أي بعيداً عن الرئاسة) أو اشتغل بشكل جزئي، وأضع إيدي في إيد الكل، على الأقل لو يجربني مرة واتنين يعرف أني مش هدفي الحكم».
وبحسب الباحث في الشأن الأصولي بمصر، عمرو عبد المنعم، فإن «حديث الشاطر عن عدم الدفع بمرشح لـ(الرئاسة) كان يخفى نوايا (الإخوان) خلال هذه المرحلة»، موضحاً أن «(الإخوان) دفعت بمرشح رئاسي، بسبب الخوف من وجود (السلفيين) الكبير في الشارع، وإعلان حازم صلاح أبو إسماعيل الترشح للرئاسة (وهو المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية 2012)، فضلاً عن إصرار أبو الفتوح على خوض السباق الرئاسي، بالإضافة إلى أطماع قيادات التنظيم في الحكم»، لافتاً أن «التنظيم أعلن عام 2011 أنه يريد التركيز على انتخابات المحليات، والبرلمان بغرفتيه، والتركيز في الدعوة؛ إلا أنه عدّل عن ذلك، ودفع بمرشح للرئاسة». وأضاف عبد المنعم لـ«الشرق الأوسط» أن «مشاهد حديث الشاطر عن أبو الفتوح أشارت إلى انشقاقات داخل التنظيم».
وفي مقطع سابق، قال مرشد «الإخوان»، محمد بديع، متحدثاً عن أبو الفتوح: «نحن لم نفصله (أي من التنظيم)؛ إلا لأنه لم يلتزم بوعده مع إخوانه (بشأن عدم الترشح لـ«الرئاسة»)». ووفق عبد المنعم فإن «تنظيم (الإخوان) كان موقفه المُعلن منذ 2011 عدم الترشح لانتخابات الرئاسة، رغم أن تقديرات قواعد التنظيم كانت ترى ضرورة الدفع بمرشح إخواني للرئاسة؛ لكن قيادات التنظيم حينها رفضت ذلك، وأعلنت أن (موضوع الرئاسة أكبر من التنظيم)، وبديع ذكر ذلك في أكثر من لقاء»... وفاز الرئيس الراحل المنتمي لـ«الإخوان» محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية عام 2012 وخسر منافسه آنذاك «أحمد شفيق».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.